ماذا بعد الرحــــيل ؟ إلى محمود درويش

ماذا بعد الرحيل .. ؟

شعر: خلود بدار

سأصحو على حلم ،، وصورة
تعبق برائحة الموت ،، ورائحة اللوز ،، وآخر أيلول
لكن الروائح ما رحلت ،، والحلم صار واقعا ،،
فترفق بنا سيدي ،، ترفق ،،

ما كان لموتك بيننا موعد ،، وما كان للرحيل أوان
فنحن لسنا أهلا لميراثك ،،
فمنذ أن صرنا غيرنا ،، ومنذ أن هوينا إلى قاع الحقيقة ،، لم يعد قلبك يحملنا ،،
ومنذ أن فقد الشعار بريقه ،، صار لزاما بيننا أن نفترق ،،
وأن يفترق الشعر عن الحقيقة ،،
فترفق بنا سيدي ،، فما زلنا نأمل أن تسطر بقلمك بيان النصر ،،
وأن تحملك الحروف كما كانت تفعل طوال عهدك بنا ،،
فتنسل إلى أحلامنا ،، وتذوب شهدا على شفاهنا ،،
ها هي الآن تكوينا بسؤال الفجيعة ،،
ماذا بعد الرحيل ؟؟
وقد أطفأت شمعتك الأخيرة ؟
وترجلت دون سؤال أو جواب ،،
ستوزعنا آلام الفراق على الليالي ،،
ستكون قاسية ،، وستبدو طويلة ،،
ما ماتت الكلمات ولا رحلت ،، لكنك برحيلك الهادئ ،،
قد أعلنت الحرب على كل الكلمات ،،
ستمعن في الغياب ،، رغم حضورك الطاغي
من بين أصابع الزمن انسكبت ،، ورحلت ،،
تركت شعبا ،، وقضية ،، تركت أحلاما وأمنيات
تنهش في لحمها الأفاعي ،،
فيا سيدي: توسد العشب الأخضر ،، وتريث قليلا ،، تريث قليلا ولا ترحل ،،
فنحن نحتاج الشعر ،، ونحتاج من يقول لنا على هذه الأرض ما يستحق الحياة ،،
تريث قليلا ،، لعل قلبي المنتفض يجدد نبضك ،،
فأنت نبض فلسطين ،، ونبض هذي الحياة