أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

ديسمبر 06، 2015

تصويب لقصص تاريخية


1. بعد أن غرقت "التايتانيك"، وسقط جميع ركابها في المحيط المتجمد، استلقت "روز" على لوح خزانة مكسورة، فيما تشبث "جاك" بكلتا يديه بحافتها، وهو يرتجف من السكعة، وراح يثرثر مع محبوبته، ويهيم عشقا بها، وظل يشجعها ويشد من أزرها حتى أوشك على الهلاك .. وقبل أن تبتلعه عتمة المياه الباردة .. شدته "روز" من يديه، وسحبته إلى جوارها، وجلسا معاً ينتظران قارب النجاة .. وبالفعل، نجا "جاك" بحياته، ووصل أرض الأحلام، وهناك عمل شوفيرا على خط سرفيس نيويورك البلد، وتزوج من "روز" وأنجب منها دزينة أولاد .. لله درك يا روز، لولا شجاعتك لمات الزلمة من البرد ..

2. أثبتت التحقيقات الفيدرالية والمسوحات الأركيولوجية أن البطولات المزعومة عن "نُص نصيص" لا أساس لها من الصحة، وأن قصته تنطوي على قدر كبير من المبالغة والتهويل؛ فجميع الأدلة والبراهين وشهادات الشهود تؤكد أن "نُص نصيص" اختفت آثاره كلياً بعد أن خرج في آخر رحلة للصيد مع صديقيه، ولم يرهم أحد بعد ذلك، وكل القصص التي قيلت عنه ألّفتها أمه .. بعض الشهود قالوا أن "نُصن نصيص" طلع خوّيفة، ولما شاف الغولة هرب، وما حدا عارف لوين هرب. وشهود آخرين قالوا أن الغولة أكلته بالفعل دون مقاومة منه، وقصة الفول، والغزلان، والخزانة اللي خبّى فيها الغولة كلها أساطير .. وبعضهم علّق عالقصة قائلا: مثل "نص نصيص" في كثير أبطال من كرتون ..   


3. ولما طلب "عنترة" من عمّه "مالك" إيد بنته "عبلة" ليخطبها، شعر "مالك" بالحرج الشديد لأن "عنترة" أسود، وأصله عبد حبشي، وحتى يصرفه عنها ويشعره بقلة الحيلة والعجز عن دفع مهرها، طلب منه ألف ناقة حمراء من نوق الملك النعمان مَهراً لها، لكن "عنترة لم يستسلم، فعبر الصحراء وخاض غمار الحرب حتى جاء لعمّه بالنوق. وما قيل بعدها أن "مالك" لم يقبلها منه، وبدل ذلك جعل من مهر ابنته رأس "عنترة" لمن أراد الزواج منها، غير صحيح، والثابت أن "بني عبس" بعد أن وقّعت على اتفاقية جنيف الرابعة، ألغت كل أشكال التمييز العنصري والعبودية في مضاربها. ويُقال أن "مالك" أخذ النوق الألف، وتبرع بها لصالح صندوق إغاثة اللاجئين الأحباش .. وعاش "عنترة" و"عبلة" بعدها في ثبات ونبات ..

4. كان "قيس بن ذريح" من أغنى أغنياء البادية، وذات يوم كان في جولة في الصحراء فشعر بالعطش، فاقترب من إحدى الخيام طالباً شربة ماء، فخرجت له شابة حسناء، ممشوقة القوام، استسقاها فسقته، ثم دعته إلى فنجان قهوة، فقبل دعوتها، بعد برهة قصيرة جاء أبوها "الحبّاب" فوجد "قيساً" ميخذ راحته بالقعدة، فقال له: ما تعرفنا بالأخ، فأجابه أنا مارق طريق، فرحّب به، وعزمه عالغدا، وذبح له كبشا سمينا واستبقاه ثلاثة أيام.

وعندما عاد قيس، مضى إلى أبيه يسأله أن يخطبها له فأبى؛ لأنها من عيلة فقيرة، وخشي أن يخرج ماله إلى غريبة. بعدها، ظل "قيس" يتردد على مضارب "لبنى"، هائما على وجهه، ينظم الأشعار في حبها، يلتقيان سرا، وإذا أطال الغياب يتبادلان المسجات والإيميلات. وبعد صراع مرير مع والده، تحقق لقيسٍ أمله وتزوج من لبناه.
لكن العاشقين لم يهنئا بالسعادة، فلم تحبل لبنى، فأرادا أباه له أن يتزوج من غيرها لعلها تنجب له من يحفظ عليهما مالهما. لكن قيسا رفض بشدة، وظل الأب مصمماً على طلاقها، وهو مصمم على إمساكها؛ وإمعانا في الضغط عليه (وبتحريض من أمه اللي بتكون حماة لبنى) أقسم الأبُ ألا يظلّه سقف بيتٍ طالما ظلَّ ابنه مبقيا على زوجته، فكان يخرج فيقف في حر الشمس، ويأتي قيس فيقف إلى جانبه ويظله بردائه حتى يفيء الظل فينصرف عنه، ويدخل إلى "لبنى" ويبكي وتبكي معه، ثم تأزمت المشكلة بين العائلتين، إلى أن ذهبا للحكيم، فأشار عليهما بعملية زراعة أطفال الأنابيب؛ وبالفعل، بعد أقل من سنة رُزقا بتوأم جميل. ومنذ ذلك الحين انتهت الحرب بين الكنة والحماة .. وعاش العرب في سعادة مش طبيعية ..
5. في معظم أشعاره، يتذكر " قيس بن الملوح" حين كان طفلا صغيرا يلعب على البسكليت مع ابنة عمه "ليلى بنت المهدى"، ويتذكر قصته حين عصف به الشوق ذات ليلة ظلماء، وأراد أن يقابلها، فراح لخيمتها ورن الجرس، فخرجت ليلى تسأل من الطارق، فأجابها مستغربا: يم بطلتي تعرفي صوتي !!  أنا قيس حبيبك .. قالت له بخجل: لا تؤاخذني يا بن عمي، ولكن ماذا تريد هذه الساعة ثكلتك أمك ؟! فقال لها جئت ألتمس من عندكم قبساً من نار؛ فقد نفدت جرة الغاز التي بحوزتنا .. وأمي تريد أن تطبخ. وفهمت من نبرة صوته أنها مجرد حِجّة، فأتته بجمرة وقالت له إمض الساعة، قبل أن يفيق والداي .. تلكأ "قيس" قليلاً، ثم سألها: ماذا دهاك يا ليلى؟ لمَ لمْ تجيبي على رسائلي ليلة البارحة ؟ فأجابته: والله يا قيس، كان عندي كوم جلي، وما خلصته إلا وقد استبد بي النعاس. وهكذا أخذ قيس يطيل بالكلام حتى أوشكت الجمرة أن تخبو، فنزع من عباءته خرقة ليحرقها، وفتح موضوعا جديدا، ولما أوشكت الخرقة أن تطفئ، مزع خرقة أخرى وجدد بها النار، ثم أسمعها قصيدة جديدة، وظل على هذي الحال حتى أحرق عباءته كلها، ورجع إلى أهله دون نار ..

ولما فاتح أباها بموضوع الخطبة والزواج، رفض بشدة قائلاً: إن قصة حبكما باتت مكشوفة للكل، وهنالك مئات البوستات على الفيسبوك، وحتى على اليوتيوب تفضح غرامياتكما .. وإذا أنا وافقت على زواجكما؛ كيف سأنظر في عيون الناس ؟ وماذا سيقولون عني ؟! سأمنعكما من اللقاء بعد اليوم، بل إني سألغي اشتراك الإنترنت ..  
بعد قرار حجب "ليلى" عنه، ظل "قيس" ينظم قصائد الغزل والشوق والحنين، بحسرة يقطر منها الأنين، وقد زاد حزنه واعتلت صحته، وصار يهذي بالطرقات كالمجنون .. ولما علمت "ليلى" بذلك أضربت عن الطعام،  فهددها أبوها إن لم تنهي إضرابها وتقبل بزوج آخر ليمثّلنَّ بقيس، ويدبر له حادث سير يودي بحياته، فوافقت على مضض، ولم تمض إلا عدة أيام حتى تدخل الوسطاء والشعراء، ليحنّنوا قلب الوالد على ابنته العاشقة .. وبالفعل استجاب لهم، وأتموا الزواج .. ومن حينها، صار العشق في بلاد العرب مباحا كالتفاح ..   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق