محاكم وقضاء

أصدرت محكمة مصرية حُكماً بإخلاء سبيل المتهمين جمال وعلاء مبارك، بعد ثبوت براءتهما من تهم الفساد المنسوبة إليهما، وكانت المحكمة من قبل قد برأت حسني مبارك نفسه من التهم المنسوبة إليه !! حسناً، ربما جميعنا مقتنعون أن هذه العائلة التي حكمت مصر ثلاثين سنة متورطة بقضايا فساد حتى أذنيها .. وربما يرى كثيرون أنها تستحق الإعدام .. ولكن المحكمة لا تأخذ بقناعات الرأي العام .. المحكمة تصدر حكمها بناء على أدلة وبراهين .. وهذا يعني أن هذه العائلة إما أنها مارست الفساد بذكاء ومهنية، ولم تترك دليلا يدينها، أو أن المحامي شاطر ولعين والدين .. أو أن النظام القضائي يعوزه العدل .. ولكل قارئ أن يختار الإجابة التي تناسبه ..

ولكن ما قولكم بالمحكمة التي قضت بإعدام 529 مصريا بتهمة الإرهاب !! وهل أصبح التظاهر ومناهضة الحكم جريمة تستوجب الإعدام ؟! وما قولكم بالمحكمة السعودية التي قضت بجلد المدون "رائف بدوي" ألف جلدة وسجنه عشر سنوات بتهمة الإساءة للإسلام !! علما أن "جريمته" الحقيقية هي الإساءة للأسرة المالكة وانتقاد النظام !!  والمحكمة الموريتانية التي قضت بإعدام الصحافي "محمد ولد امخيطر" بتهمة الردة والزندقة !! علما بأن كل ما فعله هو كتابة مقال انتقد فيه جوانب من التراث الإسلامي !!

وليست المفارقة في كون السعودية دمرت سورية والعراق، وباعت نفطها بأبخس الأثمان خدمةً لأمريكا، ولا في كون موريتانيا تتبجح بعلاقاتها مع إسرائيل .. ثم تتظاهران بالتقوى وتستقويان على المواطن المقهور .. المفارقة في آلاف القضايا الأخرى التي حكمتها المحاكم العربية ظلما وبهتانا .. وآلاف القضايا المؤجلة التي تنتظر حكما عادلا .. أظنه سيتأخر كثيرا ..

ولن نتحدث عن محاكم داعش والنصرة التي رجمت نساء حتى الموت بتهمة الدعارة !! بينما "المجاهدين" ينكحون ما طاب لهم من الفتيات اليزيديات والمسيحيات، لأنهن سبايا، ويجوز وطئهن في دين البغدادي !!

إذا أردنا إصلاح القضاء والمحاكم فأقترح سن قانون عقوبات يدين ممارسات وأفعال لا تعاقب عليها القوانين الحالية، مثل عقوق الوالدين، الحقارة، الغباء، كتابة سخافات على الفيسبوك، استخفاف بعقول الناس، تعذيب الحيوانات، نشر إشاعات وأكاذيب .. وبإمكانكم تقديم مزيد من الاقتراحات.