أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

يونيو 21، 2013

الأردن أولاً

عمّان مدينة مدهشة .. لكن عليك أن تختار الوقت الملائم لزيارتها .. في الصيف: يعود المغتربون، والهاربون من حر الخليج ورطوبته، وتزدحم الشوارع بشتّى أنواع المركبات: من الهَمَر والكاديلاك للمرسيدس، ولكن تبقى السيادة للكيا والهيونداي؛ فالأردنيون ما زالوا (لحد الآن) يشكّلون أغلبية .. ورغم آلاف التاكسيات تحتاج ساعة على الأقل لتحظى بتاكسي .. ورغم حرارة الجو لا تجرؤ على تشغيل المكيف لأن الكهرباء غالية، أو الاستحمام أكثر من مرة في الأسبوع لأن المي مقطوعة، لهذه الأسباب وغيرها يُنصح باختيار وقت آخر غير الصيف للزيارة.

عمّان في الشتاء: الشوارع تتحول إلى سيول ووديان، والأرصفة إلى كورنيش، وإذا جاء الزائر الأبيض تعطّل البلد، خوفا من الزحاليق. ومهما اشتد البرد لا تتوقع من مضيفيك تشغيل الصوبة أكثر من ساعة؛ لأن جرة الغاز بعشرة دنانير .. اختر فصلاً آخر ..

عمان في الخريف: تبدأ المدارس والجامعات، ويكتوي الأهالي برسوم التسجيل وأثمان الكتب والقرطاسية وأقساط الجامعة .. ومع موجات الغلاء وتساقط أوراق الشجر تكتسي الشوارع والساحات ووجوه الناس بالأصفر وكآبة الخريف .. لذا أجِّل زيارتك للربيع ..

عمّان أيام زمان كانت تعرف الربيع .. اليوم أتى العمران عليه، والتهمته أكوام الأسمنت والمولات والكراجات، ولم يتبقَّ منه سوى تقلبات الطقس، ورياح الخماسين، وبعض الحدائق التي تحتاج دخولية؛ لذا فلا فضل للربيع على سائر الفصول، خاصة وأن الربيع العربي أثبت فشله.

عمّان في النهار: الناس مشغولون بأعمالهم، ويسابقون الوقت بلا طائل. الأرصفة تحتشد بالباحثين عن عمل، ومندوبو التسويق، والمتسولين، وطوابير السرفيس، لهذا يستحسن أن تأتي في الليل ..

عمّان في الليل: الناس سهرانة عالسطوح، لا لتناجي القمر والنجوم؛ بل للتأكد من تعبئة الخزان .. في المساء أولاد يبيعون العلكة والمحارم الورقية عند الإشارات الضوئية، آخر الليل مشردون يبحثون عن ملجأ، وآخرون أثرياء يترنحون في عُلب الليل .. تناقضات لا تستطيع استيعابها؛ لذلك يفضَّل زيارتها في وقت آخر ..

عمّان في أي وقت مزدحمة بالجاليات العربية، والناجون من الحروب الأهلية (الذين لا يستغلهم أحد) المطاعم مكتظة، والمكتبات فارغة، الغلاء فاحش، وجوه العباد عابسة ومقطبة ..

إذا كنت قادما للدراسة عليك بارتداء واقي رصاص، وإذا كنت آتيا للعلاج فاعلم أن المستشفيات مثل الجامعات تماما: ليست تجارية أبدا، ولا تستغل أحدا (نهائيا)، وإذا كنت مجرد زائر فاعلم أنه ولا حدا فاضيلك، وإذا كنت سائحا فهذا يؤكد أنك ضعيف بالجغرافيا، أو سائح طفران ..


ومع كل ذلك؛ أهلا بكم في عمّان .. ومن هَالعين قبل هالعين !! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق