أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

مايو 02، 2013

فلسطين .. الحاضر الغائب في الربيع العربي


مقدمـة
أمران جوهريان هما أهم ما تم إنجازه في زمن الربيع العربي: الأول هو سقوط عدد من الأنظمة العربية التي كانت واضحة تماما في تبعيتها لأمريكا، وفي تساوقها مع المشروع الإمبريالي في المنطقة، الأمر الثاني خروج الجماهير العربية عن صمتها، وكسرها حواجز الخوف، وإمساكها لأول مرة زمام المبادرة التاريخية، ودعوتها لإقامة نظام ديمقراطي. ولعل هذا ما أقلق إسرائيل والمعسكر الغربي عموما؛ إذْ أن أكثر ما تخشاه إسرائيل وحلفاؤها هو قيام ديمقراطية حقيقية في الدول العربية؛ لأن هذه الديمقراطية ستنـزع أولاً عن إسرائيل أحد أسباب قوتها الإعلامية التي تستمد من خلالها دعم الغرب لها، أي تفردها بوصفها (واحة الديمقراطية في صحراء التخلف والديكتاتوريات العربية). وثانيا فإن الديمقراطيات العربية (الحقيقية لا الشكلية) ستتيح للجماهير أن تطلق إبداعاتها الحضارية لتتخلص من بؤسها وتخلفها، وأن تعبر عن موقفها الحقيقي تجاه الصراع العربي الإسرائيلي خاصة، وتجاه مواقف أمريكا عموما، دون ضغوطات أمنية أو تزييف إعلامي؛ أي بجملة واحدة ستقف هذه القوة الجماهيرية الهادرة في وجه السياسات الأمريكية المتجبرة، وفي وجه العربدة الإسرائيلية، ولن تظل مكتوفة الأيدي كما كانت طوال العقود الماضية. 

وأمام حالة الصحوة العربية والحقائق الجديدة التي فرضها الربيع العربي، وجدَ كلٌ من المعسكر الغربي عموماً والولايات المتحدة بشكل خاص أنفسهم أمام خيارين لا ثالث لهما، الأول: الوقوف في وجه هذا الحِراك، والإصطفاف إلى جانب حلفائهم التقليديين، وهذا سيزيد من ردة الفعل الجماهيرية العربية ضدهم، وسيعمّق من كراهية الشعوب لهم، سيّما وأن هذه الأنظمة قد استُهلِكت وظهرت معالم فسادها. الخيار الثاني: محاولة الاستدارة بهذا الحِراك وتوجيهه وجهة أخرى، بعيدة تماماً عن نتائج التغيير الجذري (الثوري) الذي تنشده الجماهير العربية.

كان واضحا أن أمريكا لجأت للخيار الثاني. بالرغم من إدراكها أن موت الدكتاتوريات العربية يعني إحياء القضية الفلسطينية وإعادة الروح الثورية الجماهيرية لها بعمقها العربي؛ وهذا أيضا ما أُدْركته إسرائيل، رغم أن الكثير من العرب لم يُدْركوا ذلك بَعْد. ومن أجل ذلك كلّفت الإدارة الأمريكية معاهد الأبحاث والدراسات المتخصصة بالبحث في الوسائل المتاحة لتحييد هذه الثورات، وامتصاص طاقتها الشعبية، وإدخالها في مسارات أخرى مختلفة، والبحث عن الطرق المتوجب التعامل فيها مع الذين ركبوا موجة هذه الحراكات.

تنفيذا لذلك؛ شرعت أمريكا على الفور بإجراء حوارات مع القوى التي بإمكانها اقتناص اللحظة التاريخية واستلام السلطة (الإخوان المسلمين)، وقد عُقد في معهد كارينغي للسلام في واشنطن حلقات حوارية مع وفود من الإخوان المسلمين من مصر، وتونس، وليبيا، والأردن، والمغرب، وكان جدول الأعمال عبارة عن نقطة واحدة هي: آفاق المستقبل إذا ما تسلمت هذه الأحزاب للسلطة في بلدان الربيع العربي. هذه الوفود عقدت أيضاً لقاءات مع مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز. منذ تلك اللحظة وبعد الوصول إلى قواسم مشتركة، رفعت الولايات المتحدة الفيتو عن تسلم الأحزاب الإسلامية للحكم في بلدانها، بل وفتحت أمامها الطريق، وشجعتها على ذلك.[1]

والالتفاف الأمريكي على ثورات الربيع العربي، ومحاولات السيطرة عليها، لم تكن فقط من خلال التفاهمات التي تمت بين أمريكا من جهة، وجماعات الإسلام السياسي من جهة ثانية؛ بل استخدمت في سبيل ذلك قوتها العسكرية، كما حصل في ليبيا تحت غطاء حلف الناتو، وبذريعة حماية المدنيين، (بالإضافة لهدف السيطرة على النفط الليبي). وحاولت تكرار التجربة في سوريا، لولا الفيتو الروسي الصيني على أي مشروع أمريكي من هذا القبيل.

كما حاولت القوى المعادية إفشال الربيع العربي وتفريغه من مضامينه الثورية، وتعطيل أي إمكانية للتغيير الثوري الحقيقي، هذه المرة من مدخل الطائفية وإثارة النعرات المذهبية والإثنية في كل الدول العربية، بهدف تفتيت الوحدة الوطنية فيها، حيث يمكن تقسيم البلدان العربية إلى دويلات. كما حدث في السودان بانفصال الجنوب. ومحاولات تقسيم العراق، التي بدأت بدعم قيام إقليم كردي مستقل يشبه الدويلة، وكذلك مخططات دعم دويلة للسنة وأخرى للشيعة. وهناك مخاطر مماثلة في ليبيا واليمن وسوريا، وحتى في مصر هناك إثارة مشبوهة للنعرات الطائفية بين الأقباط والمسلمين.

قضية فلسطين في الربيع العربي

تغرس قضية فلسطين جذورها عميقاً في الوجدان العربي (القومي والدِّيني)، وذلك منذ أن اندلع الصراع العربي الصهيوني أوائل القرن الماضي. ولكن، وبسبب هيمنة الأنظمة العربية على شعوبها، وإمساكها بمقدراتها دون تفويض منها؛ بقي الرابط العربي مع فلسطين مقتصرا على المستوى الخطابي، وعند حدود الشعارات، التي غالبا ما كانت تُستخدم وسيلة للظفر بالسلطة. وفي المقابل ظلت الجماهير الشعبية مغيبة ومهمشة. ولأسباب عديدة – لا مجال لذكرها هنا – لم تتح الفرصة أمام تلك الجماهير لممارسة دورها النضالي تجاه فلسطين بالشكل الذي كانت تتوق إليه، بل على العكس، فقد جرى تضليلها إعلاميا من قبل حكوماتها، وزجّها في تناقضات ثانوية، مع إعادة ترتيب أولوياتها وفقا لمصالح تلك الأنظمة. لذلك؛ ظلت الجماهير العربية قوة معطلة، وظلت خارج نطاق الحسابات الإسرائيلية. أما اليوم، وفي ظل تنامي القوة الجماهيرية في زمن الربيع العربي فإن إسرائيل – وغيرها- مجبرة على إعادة النظر في ذلك الحساب القديم.

في معظم المسيرات الشعبية العربية التي جرت في مختلف الميادين والساحات في المدن والأرياف في دول الربيع العربي كان غياب فلسطين من الشعارات الثورية واضحا تماما؛ فلم نلحظ علم فلسطين، أو شعارات تندد بإسرائيل، أو دعوات للتحرير .. ربما المرة الوحيدة كانت في مظاهرة أقامها مواطنون مصريون، (يُقال أن أغلبهم من التيار الناصري) حول السفارة الإسرائيلية في القاهرة بعد الثورة، تطورت إلى هدم جدار السفارة، وإنزال العلم الإسرائيلي من عليها ورفع العلم المصري بدلاً منه، وفيما بعد اقتحامها، وكان هذا الهجوم على السفارة لأهداف مصرية وطنية، أي كان ردة فعل على قتل الجيش الإسرائيلي عددا من الجنود المصريين المرابطين على حدود سيناء، وأيضا نتيجة لما رآه كثيرون من دور تخريبي تلعبه سفارة إسرائيل في مصر.

وهذا الغياب لفلسطين من الحِراك الشعبي طبيعي ومتوقع؛ ذلك لأن هذه الثورات خرجت في الأساس لأسباب ودوافع اقتصادية اجتماعية، وكان لها مطالب معينة تركزت في إسقاط النظام، وقد جاءت في سياقاتها الوطنية المحلية، حتى لو أتت في مرحلة واحدة وتأثرت ببعضها البعض. لكن هذا لا يعني أبدا أنها لم تكن فِعلاً سياسيا، ولا يعني أن فلسطين كانت غائبة عن ضمائر ووجدان الجماهير المنتفضة، بل يعني أنها إما كانت مؤجلة إلى حين تحقق تلك الثورات أول أهدافها، وإما أنها كانت موجودة، لكنها مستترة؛ بمعنى أن تداعيات وتجليات تلك الثورات ستظهر حتما بعد حين، وخلال فترة قصيرة.

وإذا كانت قضية فلسطين قد غابت من هتافات الجماهير في مرحلة الثورة، أي قبل أن تتمكن الجماهير من إسقاط النظم السابقة؛ فإن غيابها سيستمر أيضا عن أجندة واهتمامات دول الربيع العربي بعد الثورة، على الأقل في الأمد المنظور، حيث ستتراجع قضية فلسطين للوراء، ليحل محلها قضايا أخرى أكثر إلحاحا على صناع القرار في النظام العربي الجديد. أي أنه ستطغى قضايا الاستقرار الأمني والمجتمعي، والتخلص من رموز النظام السابق، وإعادة ترتيب البيت الداخلي، وإنعاش الاقتصاد والسياحة، وجلب الاستثمارات، ومعالجة أزمات البطالة والفقر، وإعادة صياغة العلاقات الإقليمية والخارجية وغيرها من القضايا الملحّة التي ستكون على رأس الأولويات، وسيقتصر حضور قضية فلسطين على مستوى الشعارات والمساعدات الإنسانية، ما يعني أنها ستعاني من جمود سياسي وتراجع، وربما تدهور خطير.

فبعد أن كانت القضية الفلسطينية محور اهتمام الدول العربية (على الأقل على المستوى الظاهري)، فإنها الآن لم تعد كذلك، حيث تنشغل دول الربيع العربي بترتيباتها الداخلية ومواجهة التحديات الجديدة، فيما ستكون بقية الدول العربية مشغولة بعدم نقل عدوى الربيع العربي إليها. أما الولايات المتحدة فستكون مشغولة بالتحولات الجوهرية في المنطقة الناتجة عن الربيع العربي، التي باتت محور اهتمامها، على حساب القضية الفلسطينية التي غدت في ذيل أولويات صانع القرار الأمريكي. ومن جهتها استغلت إسرائيل انشغال العالم بالربيع العربي وتطورات أحداثه، فتمادت في سياساتها التعسفية ضد الفلسطينيين وقضيتهم.[2]

وإذا كانت مصر الدولة العربية الأقوى والأهم في المنطقة، فإن التغييرات التي حصلت فيها ستؤثر حتما على مسارات القضية الفلسطينية، لكن المؤشرات الأولية تدل أن الموقف المصري في هذه المرحلة لن يتغير كثيرا؛ فقد أعلن الرئيس مرسي التزام مصر بمعاهدة كامب ديفيد، والتزامه بالسلام، وبحل الدولتين، وإبقائه على العلاقات مع الولايات المتحدة كما كانت في السابق، دون أن يترجم ذلك تغييرات جذرية في السياسة الخارجية، وهذا يعني من جهة أخرى تقلص الدور المصري؛ ففي السابق كانت مصر منخرطة فعليا في تفاصيل الصراع، وكانت تلعب دور الوسيط والضاغط (أحيانا على الطرف الإسرائيلي، وأحيانا على الطرف الفلسطيني)، أما اليوم ومع رئيس مصري من الإخوان، فإن مصر (الجديدة) لن تكون راغبة في لعب دور الوسيط، فهي لا تود أن تجري مفاوضات أو اتصالات مباشرة مع إسرائيل، على الأقل علنيا، وبابتعادها عن ممارسة هذا الدور فإن ما تبقى لها هو موضوع تحقيق المصالحة الوطنية بين فتح وحماس.

والدور المصري الجديد سيعني استمرار اختزال قضية فلسطين في البعد الإنساني، وقد ظهرت علامات ذلك خلال زيارة رئيس حكومة حماس في غزة "إسماعيل هنية" للقاهرة، حيث طغت على المباحثات قضايا معبر رفح، وإدخال الوقود القَطَري، وأزمة الكهرباء .. أما قضية القدس والمستوطنات وغيرها من قضايا الصراع الجوهرية فلم تعد تحظى باهتمام الربيع العربي في الوقت الراهن.

وعن تأثير مصر على إنجاز المصالحة الوطنية بين غزة ورام الله، ربما يكون التغيير الوحيد الذي سيطرأ على الموقف المصري هو تخفيف الضغط على حكومة غزة باتجاه المصالحة، والالتزام بالتهدئة مع إسرائيل، مقارنة بالضغط المبذول في عهد النظام السابق. وهذا التغيير في الموقف المصري سيدفع حكومة غزة إلى التشبث أكثر بمواقفها المتمنعة من المصالحة، سيما وأنها ستظل تراهن على انحياز مصر - التي يحكمها رئيس من الإخوان - إلى جانب اشتراطات حماس لعقد المصالحة.

أما سوريا التي كانت تدعم حماس والجهاد الإسلامي وبقية القوى المعارضة للسلطة، فإن تأثيرها في هذه المرحلة سيكون ضعيفا جدا، فهي مشغولة بالثورة، وستظل كذلك إلى أن يحسم الصراع، والمتوقع في حال سقوط النظام واستلام الإخوان المسلمين السلطة هناك أن لا يختلف موقفهم من الصراع عن موقف إخوان مصر، وهذا ينطبق على القوى السورية الأخرى الممثلة في المجلس الانتقالي. فقد صرح رئيس المجلس الوطني السوري السابق برهان غليون أنه سيقطع علاقات سوريا مع إيران والمقاومة اللبنانية، وأنه سيحل قضية الجولان مع إسرائيل من خلال المفاوضات.[3]

لكن الأثر الذي خلفته أحداث سوريا على القضية الفلسطينية هو غياب الدعم اللوجستي والإعلامي لحماس وبقية القوى التي كانت تتخذ من سوريا مقرا لها، وحتى الدعم الإيراني سيتأثر؛ لأنه سيظل مرهونا بالتطورات على الجبهة السورية. وهذا يعني تخفيف قوة الضغط عليها، ومن دلائل تراجع قوة التأثير السوري والإيراني إتمام صفقة شاليط.

وتراجع قوة التأثير السوري الإيراني ينطبق بالطبع على حزب الله، لكن تأثير غياب الدعم السوري عن حزب الله سيكون أكبر وأهم، لأنه يعني أن الجبهة اللبنانية ستكون أضعف في حال قيام نزاع إقليمي، ربما ينشب إذا ما ارتكبت إسرائيل حماقة ضرب المفاعلات النووية الإيرانية.

وطالما سيكون الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي الداخلي في دول الربيع العربي في مقدمة الأولويات، فإنه من المتوقع أن تستحوذ تلك القضايا الرئيسة وما يتفرع عنها من مهام على اهتمام الحكومات، التي ستجد نفسها مرغمة (أو بإرادتها) على اتخاذ خط سياسي (معتدل) في التعامل مع قضية فلسطين، تجنبا لاستعداء الولايات المتحدة الأمريكية - التي نجحت إلى حد كبير في التحكم بنتائج الثورات العربية - وتجنبا للمواجهة مع إسرائيل. وفي تلك الأثناء، ستستغل إسرائيل انشغال حكومات الربيع العربي بمشاكلها الداخلية، وستعمل على ابتزاز تلك الحكومات سياسيا، وانتزاع المواقف السياسية المهادنة معها.

 أضف إلى ذلك أن حركات الإسلام السياسي التي وصلت إلى الحكم ستتصرف على أنها دول وحكومات، وليست تنظيمات وحركات معارضة، كما كانت تفعل في السابق، ولهذا ستحرص على أن تنسجم مواقفها السياسية وسياستها الخارجية مع قواعد المجتمع الدولي في ظل النظام الدولي الجديد، ما سينعكس سلبيا على قضية فلسطين على جميع المستويات، ولا سيما مستوى المقاومة.[4]

دون أن ننسى حقيقة أن دولاً عربية عدة (أبرزها قطر) ما تزال مستمرة في خط التطبيع مع إسرائيل، متجاهلة كل التغييرات السياسية التي جرت في المنطقة. وهي تفعل ذلك، كما لو أنها ترغب في موازنة الخسائر المحتملة من جراء الربيع العربي.

وفي مواجهة التطورات الممكنة والمحتملة للربيع العربي، ومن أجل إحباط أي منحى تغييري إيجابي لصالح القضية الفلسطينية، ستسعى إسرائيل لصرف الأنظار نحو تناقضات أخرى، ستحقق من خلالها فوائد عدة، وستركز على قضايا معينة أهمها الملف النووي الإيراني والتلويح بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، والقضية الأخرى ما تدّعيه من حرب على "الإرهاب"، وستستغل حالة الفوضى في صحراء سيناء، من أجل إحراج القيادة المصرية الجديدة، ومن أجل إضعاف الدور المصري المرتقب.

ومؤخرا باتت صحراء سيناء تشكل المكان الأكثر خصوبة لإسرائيل لتنفيذ مخططاتها الأمنية في السيطرة على المنطقة وفرض مزيد من الهيمنة عليها، وخلط الأوراق، وحتى قلب الأمور رأساً على عقب إذا لزم الأمر، فقد تزايد النشاط الاستخباراتي الإسرائيلي في سيناء، وكذلك ازدادت أنشطة أجهزة استخباراتية لدول أخرى، في نفس الوقت الذي وجدت الجماعات الأصولية ضالتها في شبه الجزيرة، واتخذت منها مقرا لتنفيذ هجماتها، لأسباب لها علاقة بحربها الكونية المعلنة على محور الشر، إلى جانب التواجد التقليدي لقوى قبلية، وجماعات التهريب المختلفة، وبعض العصابات الدولية، وما يسمح بنشوء هذه الحالة المتشابكة والمعقدة والوضع الأمني الهش في سيناء هو طبيعتها الجغرافية من جهة، وضعف التواجد العسكري والأمني للقوات المصرية من جهة ثانية، وهو بسبب قيود فرضتها معاهدة كاب ديفيد على مصر؛ تحدد حجم ونوعية السلاح المصري المسموح باستخدامه في هذه الجزيرة الصحراوية الشاسعة، والمتاخمة لحدود إسرائيل.

وهناك تقارير تتحدث عن نشاط إيراني في سيناء، وذهب البعض للحديث عن قيام بعض فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة بنقل بعض عناصرها للعمل هناك، لأسبابها الخاصة بها، وقد مثلت العملية الغادرة التي استهدفت جنودا مصريين في ثكنتهم العسكرية بالقرب من رفح في سيناء، وهم يهمّون لتناول طعام الإفطار في شهر رمضان في 5/8/2012 والتي قُتل فيها عددا من الجنود المصريين مثّلت إشارة إلى هول ما يمكن أن يحدث مستقبلاً من فوضى أمنية وتضارب في الأجندات ومن اختراقات أمنية من تدبير المخابرات الإسرائيلية، وربما مخابرات عالمية أخرى معادية، وجميعها تهدد الأمن القومي المصري.

ولهذه الأسباب، وبعد أن أصبحت سيناء ثغرة خطيرة في جدار الأمن القومي المصري، فقد شددت القيادة المصرية الجديدة الحصار على حدودها مع غزة؛ فأقفلت جميع الأنفاق، وأغلقت المعابر، وصار فتحها يخضع لاعتبارات إنسانية بحتة، لدرجة أن أنصار حماس خرجوا بتظاهرات تندد بالتشدد المصري على الحدود، وتدعوا لإعادة فتح الأنفاق، أو فتح المعبر بشكل رسمي.

متى يزهر الربيع الفلسطيني ؟

عندما شخصنا ثورات الربيع العربي، وجدنا أن فساد النخب الحاكمة وغياب الديمقراطية واضطهاد الحريات والفقر والأوضاع الاقتصادية المتردية وانسداد الآفاق السياسية هي أهم العوامل والأسباب في اندلاع تلك الثورات، فإذا كانت فلسطين تعاني من أوضاع مشابهة؛ فإنه من الطبيعي أن تشهد ربيعا فلسطينيا على نفس الوتيرة.

لا يختلف اثنان على أن الأراضي الفلسطينية تشهد أوضاعا اقتصادية صعبة؛ حيث يعيش جزء كبير من السكان قرب خط الفقر، وتصل معدلات البطالة عند حدود 20 % في الضفة الغربية، و35 % في قطاع غزة، مع أزمة مالية مستعصية تواجهها السلطة الوطنية، إضافة إلى غلاء فاحش في الأسعار، وارتفاع تكاليف الحياة.

وإلى جانب الأزمة الاقتصادية هناك أزمة سياسية مستفحلة نجمت عن انسداد الآفاق السياسية بعد توقف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة منذ شتاء العام 2008.

ومقابل الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تخنق المواطن الفلسطيني، إلا أنه يصعب القول أن  هناك قصور ديمقراطي، أو أزمة حريات كما هو الحال في بقية الدول العربية؛ رغم غياب المجلس التشريعي، ورغم التجاوزات العديدة للأجهزة الأمنية، ورغم ضعف القضاء، وضعف مؤسسات المجتمع المدني؛ فلم تعرف السلطة الوطنية ظاهرة الحاكم الأوحد، ولا مبدأ التوريث، ولا عمليات تزوير الانتخابات، أما تأخير الانتخابات فسببه الانقسام، وتعثر جهود المصالحة، وهناك دعوات واضحة من قبل السلطة لتحديد مواقيت للانتخابات الشاملة، إلا أن حماس ترفض هذه المواقيت لأسبابها الخاصة.

وإذا كان تأخير الانتخابات، وغياب المجلس التشريعي سببه الانقسام؛ فإن الأزمات السياسية والاقتصادية سببها الاحتلال الإسرائيلي، وبين كل هذه الأزمات علاقة جدلية معقدة، حيث يؤثر كل عامل على الآخر ويتأثر به.

وفي صيف العام 2012، اندلعت في مدن الضفة مظاهرات ومسيرات تندد بالحكومة وتحمّلها مسؤولية الغلاء وتدهور الأحوال المعيشية، وتدعو لإسقاطها، وهذه أول مرة في فلسطين تخرج مظاهرات شعبية بهذا الحجم ولا تكون موجهة ضد الاحتلال، وقد اعتبر البعض أن هذا بداية الربيع الفلسطيني، في حين رأى البعض أن ما يجري لا يمكن عزله عن المشهد السياسي العام؛ فالأزمة المالية التي تعاني منها السلطة ناجمة عن تخلف الدول المانحة عن دفع المستحقات المالية للسلطة، ولو كان هناك رضا إسرائيلي وأمريكي على السلطة لما توقف الدعم المالي عنها، ولا يخفى على أحد كيف تغدق بعض الدول النفطية الأموال على مصاريف حلف الناتو، في حين تحجبها عن السلطة.

كما تساءل البعض عن أسباب خروج الناس للشارع، وهل هذا حِراك شعبي عفوي سببه تدهور الأحوال وإحساس الناس بالجوع والقلق ؟ أم أن أطرافا داخلية وخارجية استغلت فقر الناس وظرفهم وحرّضتهم على الخروج لأسباب مختلفة لها علاقة بصراع المصالح ؟

لم تكن تلك المظاهرات الوحيدة التي شهدتها مدن الضفة الغربية؛ فقد سبقتها مسيرات عديدة، وتم تشكيل عدد من التجمعات الشبابية، وهناك حِراك لعدد كبير من الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي. هذا الحِراك الشبابي الذي بدأ مع بدايات الربيع العربي رغم ضعفه وبساطة تحركاته، إلا أن ذلك لا يقلل من أهميته، وإمكانية تصاعده في المرحلة المقبلة، وهو حراك لا يهدف فقط مواجهة الغلاء والتنديد بالحكومة وتحميلها مسؤولية تدهور الأحوال المعيشية للمواطنين، بل يحمل أيضا شعارات سياسية مهمة مثل الدعوة لإنهاء الانقسام، ومناصرة أسرى الحرية في سجون الاحتلال، مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، وفي أحد المرات انطلقت مسيرة وسط مدينة رام الله، تلبية لدعوة نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، للتنديد بزيارة نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي "شاؤول موفاز"، وللمطالبة بإلغاء لقائه مع الرئيس عباس. وعلى أثر تلك المسيرة انطلقت مظاهرات أخرى في رام الله، رداً على قمع المسيرة الأولى من قبل قوات الشرطة الفلسطينية، التي جرحت واعتقلت عددا من المتظاهرين، ومنعتهم من الوصول إلى مقر الرئاسة. وقد بينت الهتافات واللافتات التي هتف بها أو حملها المتظاهرون، رغم قلة عددهم، تطورا نوعيا مهما في موقف الشارع الفلسطيني، جاء عبر التصريح عن توجهات شعبية مغايرة عن توجهات وأهداف واستراتيجيات السلطة الفلسطينية، تطالب بإلغاء اتفاقية أوسلو، وإسقاط اتفاقية باريس، والعودة للكفاح المسلح.[5]

ومع كل ما سبق، ورغم الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية الصعبة، إلا أن هذا لا يسمح بإنضاج ثورة شعبية على غِرار ثورات الربيع العربي، أي ثورة شعبية بمحتوى سياسي تهدف إلى إسقاط النظام، فقد لاحظنا أن محركي الاحتجاجات هم أصحاب النقابات المهنية، الذين كان تأثيرهم أكبر وأهم من تأثير القوى والفصائل السياسية، ما يؤكد أنها احتجاجات مطلبية تم تحميلها شعارات سياسية من قبل البعض، والسبب الذي يحول دون تشكل ربيع فلسطيني كما هو في مخيلة البعض هو بكل بساطة أن الوعي الوطني الفلسطيني يدرك أن سبب كل تلك الأزمات هو الاحتلال الإسرائيلي، وأن أخطر أزمات الفلسطينيين تكمن في استمرار هذا الاحتلال. وبالتالي فإن الأولوية للنضال في هذه المرحلة هي مقاومة الاحتلال، وإنهاء حالة الانقسام بين شطري الوطن، واستعادة وترسيخ الوحدة الوطنية.

وفي هذا المجال كتب القيادي في فتح "بكر أبو بكر" تحت عنوان  وطنيا وفيسبوكيا الشعب يريد إنهاء الاحتلال: "تنتشر هذه الأيام مئات المجموعات على (الفيسبوك) منها من يطالب (بإنهاء الانقلاب في غزة) ومنها من يطالب بالتخلص من حكومة رام الله متهما إياها بأشنع الصفات الخارجة عن الأدب والحوار والذوق العام، وتحولت مئات المجموعات غير المؤتلفة أو المتفقة إلى مجرد سوق فلسطيني مليء بالشعارات.

السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية بغض النظر عن ملاحظات لنا ولغيرنا هنا وهناك، بادرتا لإعلان ديمقراطي بحت بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية حسب القانون في كل من الضفة وغزة، ولكن للأسف الشديد يرفضها من يقف ضد الديمقراطية من منظور حزبي ضيق، معتقدا أن الانتخابات إنما هي لمرة واحدة، وتطبق القداسة على أعناق الناس.

دعوات (الفيسبوك) وفي عدد منها ما هو خارج عن روح الشعب الفلسطيني المناضل الذي تأثر بعدوى المطالبات لدول ليس فيها احتلال أو انقلاب أو انقسام، فبدأ يتساوق مع شعارات لا تتفق معنا، وإن تضامنّا وأيدناها في بلادها فهذا شأن، وإن قبلناها في بلادنا فأنها باطلة وبلا قيمة وطنية إن لم تتصل مع شعارات الشعب الحقيقية أولا، وهي: الشعب يريد إنهاء الاحتلال، الشعب يريد إزالة المستوطنات، الشعب يريد انتخابات، الشعب يريد إنهاء الانقسام".[6]

باختصار: سيزهر الربيع الفلسطيني فقط، عندما ينقشع الاحتلال، ويبزغ فجر الحرية على الشعب الفلسطيني، وتُقام دولته الحرة المستقلة.

أثر الربيع العربي على إسرائيل

طبيعة الدور الوظيفي الذي تورطت فيه إسرائيل منذ قيامها، وطبيعة تركيبتها السكانية، ومنشؤها وتحالفاتها وعناصر قوتها ونقاط ضعفها هي أمور حيوية جدا بالنسبة لدولة مثل إسرائيل، تجعلها دائمة التفكير في مستقبلها، والشعور بالقلق على وجودها، حتى أنها لا تنفك عن الحديث عن أخطار محدقة بها، وعن أعداء حقيقيون ووهميون يتربصون بها، وفي مقالته استعرض "حسن البطل" بعضا من هذه المخاوف: "القنبلة الديمغرافية، مشروع القنبلة الإيرانية، المد الناصري، أسلحة الدمار الشامل التي نسبت للعراق، صواريخ حزب الله، صعود العروبة (وانهيارها)، وصعود الإسلاموية والسلفية في دول الربيع العربي .. وحتى من اهتزاز علاقتها بالولايات المتحدة، وأيضاً، ضيق ذرع دول أوروبا من الاحتلال الإسرائيلي". ويتساءل "البطل" ألا تستطيع هذه الدولة العيش دون تصور عدو خطير، وخطر وجودي ؟!

ويضيف "البطل" في مقالته على الأيام: "في الصورة والمعطيات الراهنة، يبدو هذا العالم العربي يسير إلى انهيار، قد تقول إنه مرحلة طويلة من الفك والتركيب. في المقابل، تبدو دولة إسرائيل في ازدهار على غير صعيد. بتعبير آخر، تتفوق إسرائيل الدولة والنظام على الدولة العربية ونظمها في مناحٍ عديدة، أبرزها القوة العسكرية والاقتصادية، والعلوم والمدرسة والجامعات .. وقد يُضاف: النظام القضائي والديمقراطي، أيضاً، ولو كان لليهود وباليهود". (أي عنصرية).

إسرائيل طرحت نفسها كدولة تنتمي للمعسكر المتحضر، وروجت نفسها إعلاميا على أنها واحة الديمقراطية في صحراء التخلف، وقد تساءل "باراك" إلى أي زمن ستصمد "الفيلة" في الغابة ؟ أي كم سيمضي من الوقت قبل أن تغرق "جزيرة" إسرائيل في المحيط العربي/الإسلامي ؟ وطالما أن الصراع مع إسرائيل، هو في أساسه، صراع حضاري، فماذا سيحصل لإسرائيل إن تحولت "الكمية" العربية الإسلامية إلى "نوعية" حضارية ؟ أي عندما يتحرر العرب من فقرهم وتخلفهم ومن جلاديهم، ويعبروا عتبة العصر، ويمتلكوا حريتهم وإرادتهم، ويمسكوا بزمام المبادرة. أي بجملة أخرى عندما تنتصر الثورات العربية، وتحقق غاياتها ويزهر ربيعها.

والسؤال المركزي هنا: هل يهدد الربيع العربي وجود إسرائيل ؟ أم أن إسرائيل تهدد فرص نجاح الربيع العربي ؟! ما هو بائن في هذه المرحلة، وعلى ضوء الأحداث التي تحصل على أرض الواقع أنه لا يظهر أي تهديد حقيقي وجدّي على إسرائيل، بالرغم من الغرام العربي بمقولة "الحتمية التاريخية" للانتصار على دولة إسرائيل، وحتمية زوالها. بل على العكس؛ إسرائيل هي التي تشكل خطرا وجوديا على الشعب الفلسطيني، وهي لا تشكل خطراً كهذا على العالم العربي، وحتى على الدول العربية المحيطة بها، فهي قد تحتل أرضاً عربية أخرى، ولكنها لن تبتلع دولاً عربية أخرى. سمكة القرش لا تبتلع حوتاً.[7]

في هذا الصدد أضاف "البطل": "في بحر أسبوع تقريباً، نسبوا إلى هنري كيسنجر، قولين متناقضين: الأول: أن نصف الشرق الأوسط سيكون تحت سيطرة إسرائيلية. والثاني: ورد في صحيفة "نيويورك بوست" وفحواه: بعد عشر سنوات لن تكون هناك إسرائيل". وأضاف: "تلقّف البعض هذا النذير، وربطوه بصورة باراك أوباما وهو يحمل كتاب "عالم ما بعد أميركا"، ومن قبل تحدثوا عن نهاية التاريخ، وصراع الحضارات". وتساءل البطل: "عشر سنوات ؟ هذا "موت فجائي" في حياة الدول، أو احتضار سريع جداً. الدول والإمبراطوريات تحتضر، ولكن بعد عمر مديد يتطاول على مدى قرون".

واعتبر البطل أن دينامية أميركا ستطيل شيخوختها قرناً آخر أو أكثر، ودينامية إسرائيل ستطيل في عمرها أكثر من عشر سنوات، وفك وتركيب العالم العربي سيتطلب عقود طويلة من السنوات. وأننا لا يجب هدر الوقت في انتظار موت إسرائيل كل هذه السنوات. لأننا نريد دولة فلسطين، نريدها الآن. خصوصا وأن واقع الدول العربية لا يبشر بأي نصر مبين في المدى القريب، وكل ما نراه الآن هو تناحر قومي - ديني – مذهبي – طائفي  في أغلبية الدول العربية. ولأسف الشديد مثل هذه التناحرات لا تقارن بالتناقضات في إسرائيل بين السفارديم والاشكناز مثلاً.[8]

قبل حرب حزيران، وضع الجنرال "أود بول"، كبير ضباط الهدنة، كتاباً ينصح فيه العرب بالانصراف عن مجابهة إسرائيل عسكرياً إلى بناء أنفسهم، وترك إسرائيل تنفجر في "خطر السلام" جراء تناقضاتها الداخلية.

تعاني إسرائيل من تناقضات داخلية كثيرة وخطيرة، ومنها ما يكفي لتفسيخ مجتمع أو التسبب بانهيار دولة، لكن هذه التناقضات لا تزال تعتمل تحت السطح، ولم تخرج للعيان إلا بشكل محدود هنا وهناك، وما يمنع تفجر هذه التناقضات هو إحساس المجتمع الإسرائيلي بالخطر الخارجي، وتوحده في مواجهة مخاوفه، ووقوفه صفا أمام هذه التهديدات التي تأتيه من خارج الحدود؛ لهذا السبب يعتقد الكثير من الخبراء أن السلام الحقيقي والشامل هو أخطر ما يهدد الوجود الإسرائيلي؛ لأن هذا السلام سيلغي أسباب توحد المجتمع الإسرائيلي، وسيجعله منه مجتمعا طبيعيا (غير عسكري)، وبالتالي ستبدأ تناقضاته بالتفاعل والتفجر على شكل أزمات.

في نفس السنة التي بدأ فيها الربيع العربي، شهدت المدن الإسرائيلية عددا من التظاهرات الشعبية المناهضة للسياسات الاقتصادية للحكومة الإسرائيلية، والتي أسماها البعض ربيع إسرائيل، حيث اعتبرت تلك المسيرات الغاضبة أن سياسات الحكومة الداعمة للإستيطان هي السبب في تردي الأوضاع الاقتصادية وتدهور الأحوال المعيشية للكثير من الفئات الاجتماعية داخل المجتمع الإسرائيلي.
إلى الآن، تنجح إسرائيل في استيعاب تناقضاتها الداخلية، أو في تأجيلها، كما نجحت في استيعاب التغييرات الجذرية التي ألمت ببنية النظام الدولي الجديد، وهي الآن تسعى لاستيعاب التغييرات التي أصابت النظام العربي بعد الربيع العربي، وتحاول تعويض خسائرها الناجمة عن فقدان حلفائها التقليديين.

لا أحد يتمنى لدولة الاحتلال العمر المديد، كلنا نرغب برؤية نهايتها الآن وقبل غدٍ .. لكن تطورات الأحداث وتداعيات الربيع العربي تؤكد أننا ما زلنا بعيدون عن تحقيق هذا الحلم، لا بل أن القضية الفلسطينية تعيش اليوم واحدة من أحرج وأدق لحظاتها التاريخية.

لكننا حتما على موعد مع التاريخ، وأن غدا لناظره قريب.

الهوامش


[1]  د. فايز رشيد، هل يساهم الربيع العربي.. في تصفية القضية الفلسطينية؟ شبكة فلسطين للحوار، 2012-09-26. http://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=1042431
[2]  د.سنية الحسيني، لماذا لم تلحق فلسطين بثورات الربيع العربي؟ مجلة السياسة الدولية، مؤسسة الأهرام – القاهرة. 1 أغسطس 2012. http://www.siyassa.org.eg/NewsQ/2631.aspx
[3]  د. فايز رشيد، هل يساهم الربيع العربي.. في تصفية القضية الفلسطينية؟ شبكة فلسطين للحوار، 2012-09-26. http://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=1042431
[4]  محمد إسحاق الريفي, قضية فلسطين وأجندة الربيع العربي، صحيفة أمجاد العرب، 26-8-2012. www.amgadalarab.com/?todo=view&cat=9&id=00014765
[5]  د.سنية الحسيني، لماذا لم تلحق فلسطين بثورات الربيع العربي؟ مصدر سبق ذكره.
[6]  بكر أبو بكر، وطنيا وفيسبوكيا الشعب يريد إنهاء الاحتلال، موقع روسيا اليوم، http://arabic.rt.com/forum/showthread.php/84829-
[7]   حسن البطل، عن تخريفات موت إسرائيل، جريدة الأيام، 1-10-2012.  http://www.al-ayyam.com/article.aspx?did=200687&Date
[8]  حسن البطل، عن تخريفات موت إسرائيل، نفس المصدر السابق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق