أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

مارس 31، 2013

لو لم تكن السوريات جميلات ؟!



الثورة السورية التي خرجت في البداية لأهداف وغايات نبيلة، وبوسائل حضارية، وبعد سنتين من العنف والعنف المضاد، بدأت تدخل في سراديب مظلمة لم يكن لها أن تدخلها، واقتحمتها قوى خارجية بأجندات لا علاقة لها بمطالب الشعب السوري، وظهرت في مشهد العنف الدائر في سوريا ممارسات غاية في البشاعة والقسوة، وأخذت البلاد تنزلق شيئا فشيئا في مهاوي الطائفية، وقد دفع المدنيين في هذا الصراع ثمنا باهظا، إذْ خسروا أحبّتهم وبيوتهم وحياتهم الآمنة.

لكن الثمن الأكبر دفعته النساء السوريات؛ ففي أجواء الحرب عادة يرتد المحاربون إلى بدائيتهم، وتنطلق غرائزهم بلا ضوابط، ويُخرِج العنفُ المسلَّط عليهم أو الذي يمارسونه أسوأ ما في دواخلهم .. ودائما تكون المرأة الضحية الأولى لهذا العنف، فهي لا تخسر أطفالها، أو زوجها أو ذويها وجيرانها، وحسب؛ بل فوق كل ذلك تخسر نفسها، ويتم اغتصابها والاعتداء عليها .. ببساطة لأنها الحلقة الأضعف.

وفي القرى والأحياء والمناطق السورية التي يتم قصفها أو السيطرة عليها من قبل أي طرف، وفي كثير من الأحيان أول ما يفعله "المنتصرون" نهب البيوت واغتصاب النساء. وعندما تُهجَّر العائلات إلى مخيمات اللجوء فإنها حتما ستعيش في ظروف بالغة الصعوبة، وغالبا يُطلب من المرأة تحمل العبء الأكبر، بتدبير أمور الحياة اليومية وتوفير مقوماتها، وأحيانا وتحت وطأة الحاجة تلجأ بعض الأسر لتزويج فتياتهم بزيجات مذلة وغير إنسانية، هي أشبه بعمليات البيع، كما يحدث في مخيم الزعتري مثلا.

لكن أفظع الاعتداءات التي لحقت بالسوريات تمثلت بفتاوى بعض شيوخ السلفية؛ ففي فتوى لشيخ سلفي أردني يدعى ياسر العجلوني دعا فيها لسبي النساء السوريات اللواتي يعمل أزواجهن أو آبائهن مع النظام، واعتبارهن سبايا حرب يحق للمجاهدين وطأهن. حيث قال: "يُباح مُلك اليمين لمن أفاء الله عليه وسبى نساء في معارك الشام .. فله أن يمتلكهن ويطأهن من غير صَداق ولا زواج" !! وهناك فتوى أخرى نُسبت للشيخ العريفي (لكنه أنكرها) تسمى جهاد المناكحة، تبيح لفتيات عازبات لا تقل أعمارهن عن 14 سنة أو مطلقات وأرامل أن يمنحن أنفسهن للمجاهدين - الذين مضى عليهم فترات طويلة لم يقابلوا زوجاتهم - لشد أزرهم وتجديد طاقاتهم؛ ولكن هذه الفتوى (مجهولة الأب) ورغم استنكارها من قبل علماء دين كثيرين (منهم مثلا وزير الأوقاف التونسي)؛ فإنها تلقى رواجا سواء من قبل "مجاهدات" متطوعات، أو من قبل آخرين يرغمون فتياتهم على ذلك.

وعلى ما يبدو أن الكثيرين من الذين يسمعون أخبار الثورة السورية لم يسترعِ انتباههم منها سقوط آلاف الضحايا وخراب البيوت والمدن، وما أثارهم على وجه الخصوص المرأة السورية .. كيف يغتصبها، أو كيف يغنم لنفسه سبيّة، أو متى سيتسنّى له ممارسة نكاح المجاهدة، أو كيف يلتقط فتاة طفلة من إحدى مخيمات البؤس ليشتريها من أهلها بأبخس الأثمان، تحت مسمى زواج.

أين كانت فحولة وشهامة هؤلاء تجاه اللاجئات الصوماليات، أو لاجئات دارفور ؟؟ أم أنها ظهرت فجأة تجاه السوريات لأنهن جميلات ومرغوبات ؟! أم أنهم حتى في همجيتهم وهوسهم الجنسي عنصريين !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق