أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

فبراير 07، 2012

فتاوى على الهواء، وبأسعار منافسة


ليس شرطا أن يكون المؤمن العادي، خبيراً في علوم الدين، متبحّراً في كل فقه؛ فالدين يسر وليس عسر، وهناك ما لا حصر له من الأمور التي قد تواجه المسلم في يومه الطويل، وبعض القضايا قد تحيّره، فإذا كانت من عظائم الأمور عليه أن يسأل من كان به خبيرا، أما الأمور العادية، فعليه أن "يستفتي قلبه"، على قاعدة أن الأصل في الأشياء الإباحة، وقلب المؤمن دليله وهاديه، وعقله بوصلته، فما استحسنه كان جميلا، وما استقبحه نأى عنه. وما اطمأن إليه قلبه، ووجده عقله منطقيا، فهو الصواب، وما جافى ذلك ونفر منه، فهو مريب، والمؤمن من ترك ما يريبه إلى ما لا يريبه.

ومع تقدم الحياة واختلاف أنماطها وأشكالها برزت ظواهر وقضايا لا عد لها ولا حصر لم تكن موجودة في زمن الإسلام الأول، وفي هذا المجال وجد بعض رجال الدين مرتعا خصبا لأفكارهم الخاصة، فصاروا يصدرون فتاويهم بكل الاتجاهات، ومنهم من رأى في ذلك مصدر دخل وفير، ومع ظهور الفضائيات وتقنيات الرسائل النصية وانتشار شبكات التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت وخاصة اليوتيوب، دخل حقل الإفتاء كل من حفَّ شاربه وأطلق لحيته وعدَّ نفسه من كبار العلماء، وفي المحصلة نشأت منظومة شبه متكاملة من الفتاوى الغريبة والعجيبة، ما أنزل الله بها من سلطان.
المحطات الفضائية الدينية صارت تجارة رائجة - وهي الآن أكثر من ستين محطة – وتربح من وراء الإفتاء مبالغ طائلة، حتى بدأت تتفنن في استغلال المشاهدين واللعب بأعصابهم وبمشاعرهم الدينية، من خلال الرسائل القصيرة، وبيع الدجل والوهم وحبة البركة والعلاج بالأدعية والتداوي بالحجب، واستقطاب نجوم الإفتاء. واتصل بالرقم الفلاني لتحميل دعاء النجاح، والرقم العلاني لتحميل دعاء ما قبل الظهيرة، ورقم آخَر لسماع آخِر الفتاوى، وآخَر للأناشيد الدينية، وآخَر لتجنب عذاب القبر ...
وهؤلاء المدّعين والدخلاء هم أخطر أعداء الإسلام، وأكثر من عملوا على تشويهه- بغض النظر عن نواياهم – وهم من فرّغوه من مضامينه الرائعة، وحوّلوه من دين التسامح والرحمة إلى دين جديد مختلف، قوامه التشدد والتزمت وتحريم كل شيء. وليست المشكلة في أن هؤلاء الطفيليين يعتاشون على الدين، بل في كونهم يخرجونه من إطاره الإنساني، ويحطون من شأنه، من خلال فتاوى أقل ما يُقال عنها أنها مسيئة، ولا تستقيم مع منطق، ولا تنسجم مع فطرة الإنسان السوي.
والمأساة أن هذه الفتاوى لا تعبر فقط عن نفسيات مريضة، وعقول مغلقة لم تُستخدَم منذ زمن طويل حتى نمت عليها الطحالب، وأحاطت بها بيوت العناكب؛ بل وأيضا في مدى تواضع ثقافة من يوجه إليهم أسئلته، ومن يضع فيهم ثقته، ومستوى الفراغ الفكري الذي ينعمون فيه.
الأغلبية الساحقة من هذه الفتاوى مخصّصة للمرأة وعلاقتها بالرجل، ما يعكس هوس جنسي غير عادي، يصل إلى درجة الفوبيا والهستيريا، ويعكس أيضا انحطاط أخلاقي وإنساني؛ فهؤلاء ينظرون للمرأة كوجبة شهية نأكلها أو نمتنع عنها وفقا لاعتبارات الحلال والحرام، وتتعامل معها  كنعجة بين الذئاب، لا كإنسانة مسؤولة عن نفسها، بل وتنظر للرجل أيضا على أنه كائن جنسي شبق بدون عواطف ولا عقل، ولا يضبطه إلا ما يقررونه هم. وقد حصروا الدين في هذه الزاوية الضيقة، وكأنَّ الإسلام العظيم لا شغل له إلا تعقب المرأة وتصيّد أخطائها، فهي من وجهة نظرهم متهمة دائماً، ومشكوك في سلوكها، بل ومدانة حتماً ما لم تثبت براءتها، وغالباً ما تخسر عمرها وهي تحاول إثباتها.
ولو استعرضنا سيل الفتاوى في السنوات الأخيرة، لوجدنا العجب العجاب، ما لا يستقر لها عقل، ولا يرضاها به قلب مؤمن أو كافر، وهي بمجملها فتاوى سطحية وغريبة، تدل على خواء مطلقيها. بعضها مضحك حتى تظن أن قائلها إنما يمزح، وتفاجَأ أنه مقطب الحاجبين، ومنها ما يدعو للسخرية كما لو أن صاحبها يستهزئ علانية بعقول مستمعيه. ولكنها وللأسف تخرج باسم هذا الدين الحنيف الذي طالما احترم العقل ودعا للتفكر، والأغرب أن تجد من يأخذها على محمل الجد، وما أكثرهم في عصر "الصحوة الدينية".
وأغلب تلك الفتاوى تعكس سوءً في التربية وضحالة في الفكر، ومن ناحية ثانية فهي تصعّب الحياة وتعقدها، بدلا من تبسيطها، وتعكر السلم الأهلي، وتشيع الإرهاب الفكري والتصحر الروحي في أمور الحياة الطبيعية، وتسهم في تعميق التخلف الاجتماعي، وتجعل من رجال الإفتاء سلطة فوق رقاب الناس.
الكاتب "إبراهيم جابر" استعرض مجموعة منها في مقالته على صحيفة الغد، من فتوى إرضاع الكبير،[1] إلى فتوى تحرم على الرجل الواقف في الباص أن يجلس مكان امرأة أخلت مقعدها إلا بعد مرور عشر دقائق، يكون فيها المقعد قد خلا من حرارة جسمها !! ويصف "جابر" هذه الفتوى بأنها "تُنكر عقل الإنسان وقلبه وطيبته، وتتجاهل هموم ذلك العامل المهدود الواقف منهكاً وجائعاً في الباص، وتضعه في مربع واحد فقط: الذكر المفترس الذي لا يفكر إلا بتلك المرأة المسكينة كصيد أفلت من يديه !".[2]
ويصف الكاتب الفتوى التي تحرّم على المرأة الجلوس أمام الفيسبوك من دون محرم، بأنها تعامل المرأة كأنما هي قاصر تحتاج وصياً عاقلاً وناضجاً حتى لو كان أصغر منها بعشرين سنة .. مثل ذلك الطفل الذي يخرج محرماً مع أخته وخطيبها لحمايتها من نفسها".
ويصف الفتوى التي تبيح تزويج الطفلات الصغيرات، واللواتي لا يتجاوز عمر الواحدة منهن أحياناً العاشرة، بأنها "الأقسى، والأكثر افتقاراً للإنسانية". ويضيف: "بعد أن ثار الجدل طويلاً حول تزويج الطفلات، وبعد الاحتجاجات المحلية والعالمية، وتدخل منظمات حقوق الإنسان، ووفاة بعض الصغيرات بعد زواج متعسف من رجال لا يليق بهم أن يعيشوا خارج الغابات، خرج الحل العبقري من بعض العلماء، فأفتوا أنه يجوز زواج الطفلة بهذا العمر إن كانت قابلة للوطء." ويتساءل "جابر" عمّن سيحدد إن كانت الطفلة "قابلة للوطء" أم لا، وهل يكفي أن يقول الأب - وهو الجاني الحقيقي في أغلب هذه المجتمعات - إن ابنته "قابلة للوطء"، ليصير هذا الزواج شرعيا؟!
وفي تقرير أعدته فضائية "إم بي سي" ونُشر على موقع "العربية" استعرض المحرر مجموعة أخرى من هذه الفتاوى، كان أحدثها لأحد الدعاة المسلمين في أوروبا، والتي حرّم فيها على النساء ملامسة الخضروات والفاكهة التي تتخذ شكل العضو الذكري للرجل، مثل الموز والخيار بدعوى أنها ربما تؤدي إلى إثارتهن أو إغوائهن، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وفي  نفس التقرير جاء أن الشيخ "عبد الباري الزمزمي" رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث، قد أجازَ معاشرة الزوج لزوجته بشتى الأشكال، بما فيها الجنس عن طريق الفم وحتى مع الدمى. [3] وكان الشيخ قد أفتى قبلها بجواز معاشرة الزوج لزوجته الميتة للتو !! ولكنه تكرّم على المرأة بفتوى ثانية حين قال: "توجد في الوقت الحاضر دمية بلاستيكية، وأعضاء تناسلية ذكورية، يمكن استغلالها من طرف المرأة، لكن فقط في حالة تعذر الزواج".[4]
وفي الكويت دعت الناشطة الكويتية "سلوى المطيري" إلى سن قانون يمكِّن غير المتزوجة أو المطلَّقة من شراء عبدٍ لتتزوجه، شريطة أن يدفع لها مهرًا (حسب الشريعة)؛ معتبرةً أن ذلك الأمر سيحل أزمة العنوسة في المنطقة العربية. كما طالبت بسَنّ قانون للجواري في بلدها (أيضا حسب الشريعة)؛ لحماية الرجال من الفساد والزنا، واقترحت أن يتم استقدام الجواري من السبايا الروسيات لدى الشيشان.[5]
وفي الصومال أصدرت حركة "الشباب المجاهدين" فتوى بتحريم الأكلة الرمضانية الشهيرة "السمبوسة"، بحجة أنها تحتوي أضلاعًا مسيحية تُشبه أضلاع الثالوث المُقدس المسيحي، بحسب صحيفة الاتحاد. ولا أستغرب هنا أن تصدر فتوى تحرم أكل "القطايف" بعد انتهاء شهر رمضان.
في غزة أصدرت حكومة حماس قرارا بمنع النساء من شرب الأرجيلة في الأماكن العامة، ومنع محلات الملابس من عرض الدمى البلاستيكية (المونيكان) لأنها تتعارض مع ثقافة المجتمع "الإسلامية"، حسب رأي حماس.
وفي مصر، أجاز الداعية المصري "محمد الزغبي" بمقطع فيديو نشر ال يوتيوب في حزيران 2011 أكل لحوم الجن، مشيرا في فتواه إلى أن الجن يتشكّل في صورة الإبل والماشية.[6]
وفي إطار الفتاوى السياسية قال نائب رئيس حزب النور السلفي "محمد عبد الهادي" إن نجاح حزبه في الانتخابات البرلمانية ورد في القرآن الكريم. وأفتى الشيخ "عمرو سطوحى" رئيس لجنة الدعوة الإسلامية بالأزهر بحرمة تزويج المسلمة لأحد أبناء أعضاء الحزب الوطني في مصر.
الباحث "علي عجيل منهل" استعرض مجموعة أخرى من تلك الفتاوى في مقالته على الحوار المتمدن،[7] منها مثلا: لا يحق للمرأة مشاهدة الانترنت والتلفزيون من دون محرم حتى لا تُفتن بما تراه! ولا يجوز للرجل اقتناء حيوان أنثى في بيته، كما لا يحق للمرأة اقتناء حيوان ذكر إذا كان كل منهما يعيش بمفرده، ولا يجوز للرجل أن يسبح في مسبح نزلت فيه نساء عاريات قبله. لا يحل للمرأة أن تلبس حذاء بكعب عالي إلا لزوجها فقط. فيما أفتت شيخة سورية تدعى "أم أنس" بأن المقاعد والأرائك حرام ومن أخطر المفاسد، بحجة أنها تجعل الجالس عليها يسترخي ويفتح ساقيه ما يثير فيه الشهوة، كما أنها تسمح للجان بمعاشرة المرأة.[8]
وأضاف بأن الشيخ "ابن عثيمين" أجاب على سؤال فتاة رأت في منامها شابا يحتضنها بقوة، وكيف تكفّر عن إثمها لأنها ابتسمت في الحلم، فقال: "الذي احتضنك في المنام هو الشيطان نفسه، أما ابتسامتك فتعني رضاك عما حدث، لذا يجب التوقف تماما عن النوم لئلا يظهر الشيطان مرة أخرى، وتتطور الأحضان والقبلات إلى ما لا تحمد عقباه، وقد سمعت أحد مشايخنا الأفاضل يقول بأن الزنا في المنام قد يؤدي إلى حمل المرأة سفاحاً، خاصة إذا كان نومها عميقاً". وشيخ آخر أفتى بأن على كابتن الطائرة المسلم أن يتجنب الطيران فوق بلاد الكفار، وإذا كان مُضطرا فعليه أن يحاول الطيران فوق تجمعات المسلمين (حتى يكون الطيران شرعي).
وأضاف: "أحد المتصلين بقناة دينية قال أنه بينما كنت أطل من نافذة بيتنا، رأيت عرسا أمام المنزل، تنبعث منه الأغاني والموسيقى والمعزوفات، فهل يجب أن أتوضأ مرة أخرى؟ فأجابه الشيخ "عبد العزيز آل الشيخ": بأن الموسيقى هي مزامير الشيطان، فإذا كانت تنبعث من كمان أو عود أو جيتار فمن الأفضل إعادة الوضوء، أما لو كانت من طبلة تشبه الدف، والعرس على مسافة خمسين مترا فلا حرج في الصلاة بنفس الوضوء السابق".
الشيخ "ابن باز": قال أن الأرض هي مركز الكون، وأنها منبسطة ولا يجوز القول بكرويتها، واعتبرها أكبر من كل الكواكب والنجوم، وتقف على قرني ثور، وتهتز عندما تعطس الشياطين، أما الشمس فتنزل في المساء إلى قاع البحر فتبتل، وعندما تشرق من الناحية الأخرى تبدأ ضعيفة حتى يجف البلل عنها.[9]
وأيضا هناك فتوى الشيخ "ابن عثيمين" في تحريم تعلم اللغة الإنجليزية، وفتوى الشيخ "عبدا لله بن جبرين" في الجهاد ضد الشيعة ووجوب البصق في وجوههم. وفتوى الشيخ "علي الخضير" في جواز الكذب وشهادة الزور على المخالف لنصرة الدين وأهله؛ وهي خاصة بالمطاوعة فقط. وفتوى الشيخ "ناصر الفهد" في تحريم التصفيق. وفتوى الشيخ "عبد الله النجدي" في تحريم لعب كرة القدم. وفتوى الشيخ "سليمان الخراشي" في جواز نهب أموال الكفار وانتهاك حرماتهم. وفتوى الشيخ "عائض الدوسري" في جواز الدسيسة ضد الشيعة وأصحاب الأفكار المنحرفة، لإبعادهم عن التأثير على المسلمين. وفتوى الشيخ "حمود الشعيبي" في إهدار دم الفنان الكويتي عبد الله الرويشد. وفتوى هيئة كبار العلماء في السعودية بتحريم لعبة "البوكيمون" (وهي رسوم كرتون للأطفال). وفتوى الشيخ "محمد العريفي" بوجوب قتل توم وجيري[10]. وفتوى الشيخ "محمد حسان" بحرمة قيادة السيارة من قبل المرأة،[11] وبعدم جواز إزالة الشعر الزائد من وجه المرأة ومن حاجبيها.[12] الداعية المتشدد "يوسف الأحمد" اتهم وزير التربية والتعليم السعودي بإدارة مشروع إفساد الطالبات واختلاطهن بالرجال لأنه يصافحهن ويتصور معهن، وطالب في فتوى أخرى بهدم الكعبة وإعادة بنائها بالشكل الذي يمنع الاختلاط في موسم الحج.
آخر الفتاوى أثارها الشيخ "عبد المنعم الشحات"، المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية بمصر، حيث أفتى بأن "الذين لقوا مصرعهم من جماهير كرة القدم في استاد بورسعيد ليسوا شهداء، إنما هم ماتوا في سبيل اللهو المحرم شرعا"، مؤكدا أن "كرة القدم حرام شرعا، وأنها لعبة دخيلة على المسلمين ومستقاة من الغرب"، وأضاف "إن الرياضات الثلاث الوحيدة التي أحلها الإسلام هي: الرماية والسباحة وركوب الخيل"، وكان الشحات قد أثار جدلا في وقت سابق بتصريحاته بوجوب تغطية التماثيل الأثرية.[13]
إذا كانت مثل هذه الفتاوى تصدر ونحن نعيش في عصر العلم والتكنولوجيا، فماذا لو كنا نعيش في العصور الوسطى ؟! وإذا كانت قد صدرت في عصر حكومات علمانية، فكيف ستكون الفتاوى القادمة ؟ في عصر سيطرة الفكر السياسي الإسلامي والأحزاب السلفية ؟! يُخشى أنه بعد تسلم السلفيين للسلطة، أن يتم تحريم ما لا يخطر على بالنا اليوم، كالماء والهواء والكهرباء .. لأن القاعدة عند أغلبهم أن كل شيء محرّم، والشاذ هو الحلال.
مع يقيننا بأن علماء الإسلام المتنورين - الذين نحترمهم - لا يقرون بهذه الفتاوى، ويطرحون مثلنا نفس السؤال: لماذا التركيز على توافه الأمور، وإهمال القضايا المصيرية، كقضايا الجهل والأمية والمرض والفقر والبطالة وانعدام العدالة الاجتماعية وغيرها ؟!
الهوامش

هناك تعليق واحد:

  1. اعتقد ان مثل هذه الفتاوى لم تصدر من شخص متنور بتعاليم الدين الاسلامي,متناسيا بذلك سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما حض عليه من تيسر وما فيه خير وصلاح للامة وكيف ان كفار قريش كانوا يأتمنونه وكان يقبل ذلك مع انهم كانوا يعذبونه ويقفون في طريق نشر الدين الاسلامي.....كل ما علينا فعله هو ان نأخذ الفتوى من اهل العلم ومن اعطى للاجتهاد واصدار فتاوى لم تكن من قبل اساسا علميا خاطعا للمنطق....

    ردحذف