شباب اليوم يصحون متأخرين، كسالى، يحتاج الواحد منهم غلاية قهوة ونصف عبوة سجائر حتى تستيقظ حواسه، ويسري الدم في عروقه، يمشون ببطء، متثائبين، ليس في عيونهم بريق، يتسكعون في الشوارع وعلى المقاهي، بلا هدف، بلاهة وتبلد إلى حد التطرف، لا يكترثون بشيء، ولا يسألون عن شيء، رغم أنهم يعتقدون أنفسهم فطاحل وخبراء بكل شيء، منتهى غايتهم شراء أحدث خلوي، والثرثرة على الفيسبوك، أو سماع أغنية لهيفاء .. بلاطينهم ساحلة تسمح برؤية نصف مؤخراتهم، لتعكس هبوط مستوى طموحهم ...... الله يرحم رجال زمان.
شباب من نوع آخر
لحسن الحظ، هناك شباب وصبايا من نوع آخر، شبّان يملؤهم الأمل والتفاؤل، أجسامهم رشيقة، يتحركون بسرعة، في عيونهم شغف، وعلى شفاههم ابتسامة، في كل مظاهرة تجدهم، في الندوات وورش العمل وفي الأعراس، يحملون لاب توب أو مجلة أو ساندويش فلافل، يتساءلون باستمرار، وعن كل شيء، تخرجوا حديثا أو على وشك التخرج، ينتظرهم مستقبل غامض، وأحيانا مخيف، يصلح لأن يكون سيناريو فلم رعب.
ما الحل ؟!
الشباب ( من كلا النوعين ) يحتاجون إلى أشياء بسيطة، ولكنها مهمة: يحتاجون إلى نادي رياضي، مؤسسات ثقافية، ملاعب، مراكز تدريب، بيان سياسي يخلو من العبارات التقليدية والدعوة للتطرف، كتب بأسعار معقولة، مجلة محترمة، يحتاجون أن تتضح لديهم رؤية أي أفق سياسي، وأن يكون لديهم مَثَل أعلى، وأن نشعر بمعاناتهم، وأن نحترم خياراتهم، وأن نصدقهم إذا قالوا لنا أنهم رؤوا شبحا في الليل، فهذا الشبح حقيقي واسمه البطالة.
قف للمعلم
بعض المعلمين يلجئون للضرب لأنهم يعتقدون أنفسهم ما زالوا في عصر الكتاتيب، وبعضهم يفرّغ بعض شحنات الغضب المكبوتة في نفسه، وبعضهم يعتبرها الوسيلة الوحيدة لضبط الصف، وبعضهم عجز عن فرض محبته على الطلبة، واكتشف أن احترامهم له لا يأتي إلا بالضرب، وبعضهم اضطر لذلك غصبا عنه وعلى عكس قناعاته حيث بعض الطلبة لا ينفع معهم أي أسلوب محترم، بعض الأهالي يطلبون من المدرس أن يضرب أبنائهم وأن يعلمهم الأدب بالعصا، لأنهم عجزا عن ذلك، أو أنهم لم يحاولوا ذلك لضيق الوقت. وفي النتيجة نحصل على جيل آخر تتكرر فيه أمراضنا النفسية: المسايرة والخوف والتلقين، وعقدة الاضطهاد. وبعين الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق