أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

يونيو 11، 2010

معالجات حماس الأمنية


المثال الأول: بعد أن شكلت حماس حكومتها الأولى برئاسة السيد إسماعيل هنية، فُرض حصار مالي وسياسي على السلطة الفلسطينية وامتنعت الدول المانحة عن تسديد التزاماتها المالية وحجزت إسرائيل أموال الضرائب الفلسطينية، فأصيبت خزينة الحكومة بشلل تام، ولم تستطع تسليم الموظفين العموميين وأفراد الأجهزة الأمنية رواتبهم لمدة خمسة عشر شهرا متواصلا، فبدأ الموظفون بسلسلة فعاليات احتجاجية للمطالبة بحل مشكلة رواتبهم، ثم اتسعت رقعة مظاهر الاحتجاج لتشمل هذه المرة أفراد من الأجهزة الأمنية، فأعلنوا عن نيتهم التظاهر، ولكن وزارة الداخلية هددت بأنها ستطلب من القوة التنمفيذية التابعة لحماس بالتدخل وقمع أي مظاهرة يقومون بها،
ومع تنفيذ وزارة الداخلية لتهديدها ونزول القوة التنفيذية إلى شوارع غزة، وقع ما كان متوقعاً، ووفقاً لتحقيقات المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فإنه في الأول من تشرين أول 2006 اندلعت مواجهات عنيفة بين أفراد التنفيذية ومنتسبي الأجهزة الأمنية الذين واصلوا مسيراتهم الاحتجاجية ما أدى لسقوط تسعة قتلى من أفراد من الأجهزة الأمنية إضافة إلى طفل، وإصابة 115 شخصا بجراح مختلفة من بينهم 27 طفل ومعظم الباقي من المدنيين.

ومساء نفس اليوم قال أسامة حمدان من على شاشات الفضائيات أن من واجب القوة التنفيذية حفظ الأمن والنظام، وأن منتسبي الأجهزة الأمنية يحظر عليهم التظاهر لأنهم عسكريون ومطلوب منهم حفظ الأمن لا الإخلال فيه !!!

المثال الثاني: في تشرين الثاني من العام 2007 أحيا نحو نصف مليون فلسطيني في قطاع غزة، الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات وسط مشاعر فياضة بالحب والتقدير للزعيم الكبير، وقد تدفقت الجماهير الغفيرة من كافة أنحاء القطاع للتعبير عن وفائها لزعيمها وللتعبير عن حزنها لما آلت إليه الأوضاع وللإحتجاج على الحصار الظالم، جاؤوا لينشدوا الوحدة المفتقدة بين شطري الوطن، وليعبروا عن رفضهم لمنطق الإستفراد والإستبداد، فتدافعت الجموع إلى ساحة الكتيبة في أضخم حشد جماهيري يشهده تاريخ القطاع، فاكتست الساحة باللون الاصفر المزركش بألوان العلم الفلسطيني وصور الرئيس الراحل، وقد دوت في فضاءه نداءات التوحد ورفض الإنقلاب، لكن حماس لم تكن مستعدة لسماع صرخة الشعب، فحاولت في البداية منع الحشد والتضييق عليه وإفشاله، لكن الحشود واصلت تقدمها، فخشي قادة حماس أن يُنظر إلى هذا التجمع كاستفتاء شعبي ضد سلطتها وتأييداً لسياسة ونهج عرفات، وشهادة على قوة "فتح" وحضورها في القطاع، فتعاملت مع هذا البحر البشري بلغة الرصاص، كانت الأصابع خفيفة على الزناد، وفي المحصلة قُتل برصاص الشرطة التابعة للحكومة المقالة تسعة مواطنين وأصيب 105 مواطنين آخرين بجروح متفاوتة.

وقال ناطق باسم حماس أن المسيرة غير مرخصة، وأن المحتشدين بدأوا بإثارة الفوضى وتهديد الأمن والإخلال بالنظام ومنهم من بادر بإطلاق الرصاص على أفراد الشرطة التي ردت بالمثل !!

المثال الثالث: في تموز 2008 وقع انفجار غامض في حي الشاطئ أودى بحياة خمسة نشطاء من القسام، وعلى الفور اتهمت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة حركة فتح بالوقوف وراء الإنفجار، وبدأت بحملة اعتقالات طالت المئات من كوادر الحركة، على الرغم أن فرضية "الخطأ الفني" وراء الانفجار كانت أكثر الفرضيات قبولا لأي مراقب أمني، كغيرها من انفجارات سابقة، إلا أن هذه الفرضية أسقطتها حكومة "حماس" من حساباتها، ثم اتسعت دائرة الاعتقالات وتم توجيه أصابع الاتهام لعائلة حلس بإيواء مطلوبين لحماس ضالعين في التفجير، فشنت حماس حملة أمنية على العائلة انتهت بخاتمة مأساوية، ففي الأول من آب 2008 حاصرت الشرطة مساكن العائلة في حي الشجاعية وقطعت عنهم الماء والكهرباء لإجبارهم على الإستسلام ثم استخدمت خلال اقتحامها للحي مدافع الهاون وقذائف الأر بي جي وقصفته بالرشاشات الثقيلة والتي سُمع دوي انفجارها في مختلف أنحاء المدينة، وبعد يومين من الاشتباكات العنيفة انتهى الهجوم واضطر أفراد من العائلة للهرب عبر معبر إسرائيلي، وأعلنت مصادر طبية في مستشفى الشفاء بغزة عن مقتل تسعة من عائلة حلس بينهم طفل، بالإضافة لمقتل ثلاثة من عناصر شرطة الحكومة المُقالة، وإصابة أكثر من 95 مواطناً بينهم 6 عناصر من الشرطة، و 16 طفلاً.

وقالت وزارة داخلية الحكومة المُقالة: "إن ما حصل على شاطئ غزة جعلها تتخذ قراراً بوضع حد نهائي لكل هذه الجرائم، وفرض القانون وتفكيك كل الخلايا والبؤر التي يلجأ إليها الهاربون والمطلوبون للعدالة بعد كل فعلة يقومون بها".

المثال الرابع: في منتصف أيلول 2008 شهد حي الصبرة، مواجهات دامية بين القوة التنفيذية من جهة، و مسلحين من عائلة دغمش من جهة أخرى، وقد أسفرت تلك المواجهات وفقاً للمصادر الطبية في مستشفى الشفاء عن مقتل عشرة مواطنين من عائلة دغمش، بينهم طفلان، وقتل أحد أفراد القوة التنفيذية فيما أصيب 42 آخرون بجراح، بينهم 10 من حماس، ووفقاًً للتحقيقات الأولية التي أجراها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فقد حاصرت قوة تتبع الحكومة المقالة منطقة في حي الصبرة، شرق مدينة غزة، يقطنها أفراد من عائلة دغمش، واندلعت اشتباكات مسلحة بين الطرفين، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة وعشرات القذائف الصاروخية، وسُمع دوي انفجارات ضخمة في أرجاء مدينة غزة، بمدينة غزة انتهت بمقتل وجرح العشرات معظمهم من المدنيين.

وتعليقا على الموضوع قال الغصين متحدثا باسم حماس بأن وزارة الداخلية تتشدد في تطبيق القانون والنظام، وحذر من "أي جهة تحاول العبث بأمن الوطن ومقدرات الشعب الفلسطيني وإعادة الفوضى والفلتان الأمني"، وقال: "لن نتهاون معها مطلقاً وسيجرى ملاحقتها ومحاسبتها بشتى الطرق !!

المثال الخامس: في منتصف آب 2009، اعتلى منبر مسجد إبن تيمية في رفح الشيخ عبد اللطيف موسى وهو من أبرز قادة تيار السلفية الجهادية، وخلال خطبة الجمعة التي ألقاها محاطاً بعدد من المسلحين، هاجم حكومة حماس، وأعلن عن قيام إمارة إسلامية، وقال: "سنقيم هذه الإمارة على جثثنا وأجسادنا، وسنقيم بها الحدود والجنايات وأحكام الشريعة الإسلامية، وسنعيد لهذه الإمارة الحياة وطعمها"، وبعد الصلاة سادت أجواء من التوتر معظم أنحاء رفح، وشوهد المئات من المسلحين من "كتائب القسام" ينتشرون في الشوارع، كما نصبت عشرات الحواجز على الطرق، وتم تفتيش المركبات، كما شوهد العشرات من المسلحين من أتباع موسى يتحصنون داخل المسجد، وخلال ساعات هاجمت عناصر القسام المتحصنين في المسجد فبدأت الاشتباكات وسمع خلالها دوي إطلاق نار عنيف، وانفجارات قوية، وشوهدت قذائف الأربي جي تنهمر على المسجد، وبعد نحو ساعتين من الاشتباكات، اقتحم العشرات من عناصر القسام المسجد، وسمعت داخله أصوات إطلاق نار كثيف، قبل أن تعلن الشرطة و"القسام" سيطرتهما عليه، أي بعد مقتل وإصابة واعتقال كافة من كانوا يتحصنون بداخله. عقب ذلك توجهت قوة من القسام باتجاه بيت الشيخ موسى المجاور للمسجد، وجرت اشتباكات مع المتحصنين داخله، ثم فجر مسلحون من "القسام" المنزل، وبداخله موسى وعائلته وأتباعه، ما أدى إلى انهياره، وكانت المحصلة سقوط 27 قتيلا منهم إثنان من القسام، بالإضافة لإصابة أكثر من 120 مواطنا بجراح.

وقال الغصين في تصريحات خاصة لـ"فلسطين اليوم": "إن جماعة موسى ليست سلفية بل هم مجموعة أفراد يتبنون أفكاراً منحرفة وضالة، وليست مجموعات تنظيمية"، وكانت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة قالت في بيانها إن عبد اللطيف موسى أعلن قيام إمارة إسلامية ويبدو أنه أصابه لوثة عقلية، مؤكدة أن أي مخالف للقانون ويحمل السلاح لنشر الفلتان ستتم ملاحقته واعتقاله !!

سؤال: ما هو الفرق بين الحجج والذرائع التي تقدمها حماس لتبرير قيامها بعمليات القمع على هذا النحو الدامي والمخيف وبين الذرائع والحجج التي دأبت على تقديمها كل الأنظمة الفاشية والقمعية والديكتاتورية على مدار التاريخ ؟؟!! أليست هي نفسها حجة فرض الأمن والنظام ؟ ووصف كل من يعارضها بالخائن والعميل أو المجنون ؟! ومع الإكتفاء بهذه الأمثلة فقط – دون الخوض في التفاصيل التي واكبت ما أسمته بالحسم العسكري – ودون ذكر الأمثلة اليومية البسيطة كيف يمكن تصنيف نظام حكم حماس ؟؟ مجرد سؤال.


تشرين ثاني - 09

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق