أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

فبراير 13، 2010

مدننا الجميلة


من الأمور التي ستلفت انتباهك إذا ما زرت أي مدينة عربية حُسن التنظيم وروعة الترتيب ونظافة الشوارع، فأينما ولّيت وجهك تجد سلة نفايات أنيقة، أما الحاويات الكبيرة فهي مغطاة حتى لا تجلب الذباب ولا تزعج أحداً برائحتها، الشوارع معبدة حسب الأصول فلا تكاد تجد حفرة أو مطب، وإذا كان لا بد من مطب في مكان ما فتجده معدا بطريقة هندسية لا تؤذي السيارة ولا يجمع المياه خلفه، وعندما تسير في الطرقات تشاهد الأشجار تحفّها من الجانبين والرصيف معد بشكل بديع، كل شيء منظم
وله أسم وعنوان حتى الشوارع الفرعية والأزقة تحمل أسماءً جميلة وأرقاماً واضحة، اللافتات الإرشادية تدلك على أي مكان تقصده، فلا تتيه ولا تضطر لسؤال الآخرين عن مقصدك، وعندما تشعر بالحر تجد صنابير المياه النقية والباردة بالمجان، وإذا كان الجو ماطرا ستجد مظلات في كل مكان تحميك من البلل، والملفت للانتباه أنه بعد انتهاء موجة المطر بدقائق لا تجد ما يدل عليها، فمجاري تصريف المياه موجودة ومهندسي الطرق لم تغب عنهم لا شاردة ولا واردة، ورئيس البلدية وكذلك السيد المحافظ تراه في كل يوم يمشي في الأسواق بدون حراسة ولا مرافقة يتفقد النواقص ويجتهد في حل مشاكل العباد، وهو دائم البحث والتفكير في كيفية تجميل المدينة وتنظيم أمورها.

وإذا ما أردت تلبية نداء الطبيعة البيولوجي ستجد الحمّامات النظيفة على بعد دقائق، وإذا ما أرادت أمٌّك أو أختك أن ترضع طفلها أو تغير له حفّاظته ستجد الأماكن المخصصة، وإذا ما تعبْت من كثرة التجوال ستجد المقاعد الخشبية المريحة والتي تغطيها المظلات، وإذا كنت ستنتظر صديق ما، أو ستقضي حاجة معينة تتطلب منك أن تنتظر ساعة أو أكثر قليلا فلن تضطر للذهاب للمسجد وأخذ قيلولة هناك، لأن المساجد للعبادة، وهنالك الكثير من الحدائق الغنّاء التي لن يطيب لك الخروج منها.
وإذا ما أردت التقاط صورة تذكارية ستحتار أين تأخذها، من كثرة المعالم المميزة والحدائق والورود والنُّصُب التذكارية والنوافير والتماثيل التي تمجد سيرة العظماء، وفي العصارى قد يطيب لك ممارسة رياضة المشي، ستجد الكثير من الشوارع الهادئة ذات الأرصفة الواسعة، والتي في نهايتها ستجد ملاعب معوْشبة وأخرى مرصوفة حسب الطلب، كل ما تريده موجود ولا مشكلة في توفيره، المشكلة الوحيدة أن كل ما ورد ذكره عبارة عن حلم لعين يراودني كلما دخلت أيٍ من مدننا الصامدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق