أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

فبراير 13، 2010

عزرائيل هو الحل


في بعض الوزارات هنالك دوما "الوكيل" الذي يُمسك بزمام كل شيء وهو من ضمن الثوابت التي لا تتغير، وأيضاً هنالك "المدير العام" الذي غالبا ما يكون العائق الأساسي أمام ارتقاء بقية الموظفين سلّم التدرج الوظيفي، وفي المؤسسات هنالك "رئيس مجلس الإدارة" أو "صاحب الشركة" الذي لا يعترف برؤية مهندس أو بعلم متخصص، وفي اللجنة المركزية رعيل من "الحرس القديم" يمنعون عقد المؤتمرات العامة، وفي المكتب السياسي "قادة تاريخيون" لا يرون أي ضرورة لأية عملية مراجعة
أو إعادة تقييم للأوضاع، وفي مجالس الشورى هنالك بعض "المشايخ" يقرّون بأن أحدث كتاب قرؤوه يعود للقرن الأول الهجري، وفي بعض مدارسنا "معلمين" ما زالوا يظنون أنهم في عصر الكتاتيب، وفي بعض صُحُفنا ومجلاتنا كُتّابٌ مخضرمون لهم أعمدة ثابتة ولا يتيحون فرصة لأي قلمٍ جديد.

وفي كل مكان من وطننا الحبيب هنالك أشخاص يعتقدون جازمين بأنهم يملكون المجد من أطرافه، وأنهم أحاطوا بكل شيء علما، وأنهم يبرعون في كل مكان ويصلحون لكل زمان، ومنهم من يظن أنه سيعيش أكثر من بقية الخلق، وهم لا يحبون أن تفوتهم شاردة أو واردة، ويكرهون أن تغيب عنهم أصغر التفاصيل، ويجنُّ جنونهم إذا ما تجاوزهم أحد، ويرفضون أن يشكّك أحدٌ بقدراتهم الفذة، ويمقتون كل من ينافسهم، وهم على قناعة بأن الكارثة ستحل بالمؤسسة لا محالة إذا ما قُلّصت صلاحياتهم، وأن الدنيا ستخرب إذا ما حلّ أحدٌ مكانهم، وهم بالتأكيد سيرحبون بطوفان عارم لا يُبقي ولا يذر إذا ما أحسّوا بالظمأ، أو إذا حُرموا من بعض امتيازاتهم.

ولأن هؤلاء موجودين في كل بيت ونادي، ولأنهم حجر عثرة أمام ركب التطور، وعقبة كأداء أمام الإصلاح، وسدّاً منيعاً أمام عمليات التغيير، ولأنهم هُمْ من يملكون المال والصلاحيات وسلطة أخذ القرار ويمسكون بأهم مفاصل البلد، وبما أننا نرفض تماما أي شكل من أشكال العنف، ونعتبر الاغتيال السياسي كبرى الجرائم، ولأننا نريد لبلدنا التقدم والتطور ولأوضاعنا السيئة أن تتحسن، وقد يأسْنا تماماً من نظريّاتهم العبقرية، وسئمْنا رؤية طلّتهم البهية، فإننا لا نمتلك أمام هذا الواقع المعقد إلا أن نبتهل إلى الله سبحانه أن يُعجّل بقبض أرواحهم وأن يتغمدهم بواسع رحمته، ولهمْ علينا أن نُعدَّ لكل واحدٍ منهم قصيدة رثاء مع بوستر ضخم يليق بتاريخه المجيد !! لعل وعسى أن يكون القادم أحسن ! وحقا أصاب المثل الفرنسي في وصف حال هؤلاء "العظماء" حين قال "إن المقابر لتمتلئ بكثيرين كانوا يظنون أنهم مركز الكون".

هناك تعليق واحد:

  1. وللاسف هناك من يريد ان يكون له نصيب من تلك الكعكه في كثير من الاماكن حيث انه ان رضي عنه هذا الشخص صاحب المكانه او السلطان يعلم يقينا انه سيكون في مركز محترم مع انه نفسه متأكد من انه لا يسنحق ذلك ولكن للاسف كثير هم المنافقين ،،،، وفعلا في كثير من الاوقات وحفاظا على المؤسسة او الشركة أو الوطن نضطر أن ننتظر امر الله ليكون صاحب القرار في ازالة تلك الرموز

    ردحذف