أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

يوليو 20، 2008

بِلْعـينْ

في الوقت الذي تنشغل فيه التنظيمات الكبرى في صراع على السلطة وتقاسم مناطق النفوذ وتنازع الصلاحيات، وتغرق فيه التشكيلات المسلحة في استعراضات فارغة وحرب كلامية وتبادل للإتهامات، وبينما الشعب يضع يديه على قلبه ويبتهل إلى الله ان لا تنزلق هذه القوى إلى مستنقع الإحتراب الداخلي، والعدو يواصل تنفيذ مخططاته بلا تشويش أو معوقات، تطل علينا " بِلْعـينْ " كلوحة فنية على جدار متشقق، وتأتي كواحة عشب في صحراء قاحلة، وتعلن عن نفسها قصيدة في زمن الهذيان وبوصلة على مفرق طرق، فكانت بحق سيدة اللحظات المفعمة بحب الأرض.

هذه هي " بِلْعـينْ " في كل جمعة تبدع في العطاء والتضحية وتجترح أساليب جديدة في النضال وأشكال عبقرية في التصدي لجرافات الاحتلال، بِلْعـينْ لم ترفع سوى العلم الفلسطيني ولم تستخدم القنابل البشرية ولم تتبجح بالشعارات الثورية والخطب العصماء ولم تضيع وقتها في الصراعات الداخلية ولم تقتحم معارك الفضائيات، بِلْعـينْ تقاتل بالكلمة والحجر وبسواعد أبنائها وأسنانهم وإصرارهم على التمسك بالهدف، بِلْعـينْ رتبت الأولويات بشكل سليم ووضعت الهم الوطني فوق أي اعتبار فكانت نموذجا مصغرا لفلسطين في عطائها وكفاحها يستحق منا كل احترام، بِلْعـينْ بكفاحها السلمي الحضاري استقطبت المناصرين لقضيتنا من كافة أنحاء العالم وأبرزت الوجه الحضاري المشرق للشعب الفلسطيني وأعادت لكفاحه القوة الأخلاقية والصدقية التي فقد الكثير منها في زحمة الفوضى والفلتان.

ومن المؤسف أن الإعلام المحلي لم يولي بِلْعـينْ التقدير والاهتمام الكافي، كما أن التنظيمات الفلسطينية لم تستفد من هذه التجربة الرائدة بتعميمها على بقية المدن والقرى وحتى أنها لم توظف جماهيرها الغفيرة لخدمة هذه المعركة، ومن المؤسف أيضاً أن خبر بِلْعـينْ لم يعد مثيرا لدى قطاعات معينة من الناس أؤلئك الذين يلهثون وراء الأخبار المثيرة ولا يكفون عن البحث عن أعداء وهميين في أماكن بعيدة.
لو أن الانتفاضة استمرت في نهجها الجماهيري كما بدأته واحتفظت به بلعين، ولو كانت كل قرانا ومدننا بلعين لما كان حالنا اليوم على هذا النحو من التعقيد والبؤس والفوضى.

تحية إكبار وإجلال إلى بِلْعـينْ.

أيار 2006

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق