أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

فبراير 16، 2012

بيتونيا بين الماضي والحاضر


قام بجمع المعلومات والبيانات في هذا البحث طلبة ومدرّسات مدرسة الشروق الإساسية المختلطة الواقعة في بتونيا، ضمن مشروع توثيق تاريخ التجمعات السكانية في محافظة رام الله والبيرة، بطلب من وزارة التربية، وقد قمت فقط بصياغة البحث وربط أجزائه.

1.         المقدمة
تقول الحكمة: "إن من يُحسن قراءة التاريخ، يجيد صناعة المستقبل"، وتاريخ الشعوب ليس فقط حجارتها وأبنيتها القديمة، بل هو ذاكرتها الحية، وتراثها الشعبي، وصورتها المتخيلة في الماضي، التي من خلالها يرون صورتهم في المستقبل؛ فإذا كان الحاضر المعاش اليوم هو امتداد الماضي البعيد؛ فإن المستقبل هو المولود الطبيعي للحاضر؛ وبالتالي فإن الزمن السائر في رحلته الأبدية والمتجهة دوما نحو الأمام، لا يعرف التوقف، أو الانقطاع، فإذا ما انقطع زمن شعب ما، فهذا لا يحمل إلا معنى واحد: انقراض ذلك الشعب، ودخوله في أرشيف التاريخ مع الأمم التي طواها النسيان، ولم يعد يتذكرها أحد.
والتاريخ أيضا، هو البوتقة التي تصهر هوية الشعب، والإطار الذي من خلاله تتشكل تلك الهوية، ومن لا تاريخ له، تظل هويته ملتبسة وهشة وتعتريها التناقضات، ومصيره قلقا مضطربا، وينتظره مستقبل مجهول. لكن هذا لا يعني بأي حال أن تنام الأمة على أمجادها وتكتفي بالبكاء على الأطلال والتغني بالمجد الغابر؛ فلا بد لأي أمة حتى تنهض وتستمر وأن تكون فاعلة ومؤثرة في المجتمع الإنساني؛ أن تظل على تواصل مباشر مع الحاضر، وأن تتطلع بشغف نحو المستقبل، وأن تخطط بمنهج علمي وعلى أسس متينة، مستلهمة في ذلك تراثها وتاريخها وعراقة هويتها.
في فلسطين، يحتل التاريخ مكانة استثنائية بالغة الأهمية، وربما تكون الأهم، ذلك لأن الصراع في المنطقة هو صراع على التاريخ، حيث كان التاريخ وما زال يلعب دور البطولة؛ لذلك لا بد لنا أن نعي هذا التاريخ، وأن نوثقه وندرسه بأمانة، ونحميه بأهداب عيوننا، ونحمله بكل ثبات، لننقله إلى الأجيال القادمة.
والتاريخ الذي نتحدث عنه يشمل التاريخ القديم والحديث، بكل تفصيلاته وجزئياته، ومن كافة النواحي البشرية والمادية والمعنوية، وفهم التاريخ وتوثيقه - كمقدمة للانطلاق والتخطيط - يعد بلا شك شرطا أساسيا لنتحرر من الاحتلال، وحتى ننهض، ونبني وطننا ودولتنا، ونخدم شعبنا، ونسهم بدورنا في المجتمع الدولي، كما كان أسلافنا يفعلون، حين كانت أمجاد العرب تعم العالم بأسره، وتفوقهم العلمي والحضاري يغطي الكرة الأرضية، وكما كان شعبنا الفلسطيني في كل مرحلة منه؛ جزءً عزيزا وهاما ومركزيا من تاريخ الأمة العربية.
من وحي هذا الفهم وفي إطاره، بادرت وزارة التربية والتعليم العالي، ومن خلال مديرية التربية لمحافظة رام الله والبيرة بتنفيذ مشروع "توثيق تاريخ التجمعات السكانية في المحافظة". وهو مشروع بالغ الأهمية من الناحيتين التأريخية والتخطيطية. وبالإضافة لعملية التوثيق؛ فإن المشروع يهدف إلى دراسة وتحليل الحالات الاجتماعية والاقتصادية والموارد الطبيعية والبشرية والبيئية والقيود والعقبات التي تواجهها، وتقييم الاحتياجات اللازمة لتنمية المحافظة، وأيضا يهدف إلى تفعيل دور المكتبات المدرسية والعامة، وتدريب الطلبة على كتابة البحوث بأسلوب علمي، وإثراء المكتبات بأبحاث محكمة عن تاريخ تلك التجمعات.
وفي هذا البحث الذي يتناول مدينة "بيتونيا"، (وهي إحدى المدن الثلاث الرئيسة في المحافظة)، قامت مدرسة الشروق الأساسية المختلطة، ومن خلال هيئتها التدريسية، وبمشاركة فاعلة من الطلبة بتجميع كافة المعلومات والبيانات المتعلقة بالموضوع، وإجراء المقابلات الشخصية مع أصحاب الشأن في المدينة، ومن ثم قامت لجنة صياغة خاصة - شكّلتها إدارة المدرسة - بمراجعة هذه البيانات وتصنيفها وتلخيصها.
ويحتوي هذا البحث على معلومات شاملة وموثقة عن التجمعات السكانية في مدينة بيتونيا، والتي تأتي في سياق مشروع توثيق الأوضاع المعيشية للمحافظة بشكل عام، ونأمل أن يسهم هذا البحث بخدمة الجهود المبذولة لتحقيق الهدف الأعلى لخدمة المجتمع المحلي، ﻭأن يكون له دورا فاعلا في توثيق تاريخ هذه المدينة وحفظه للأجيال القادمة، وفي إعداد الخطط ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ، وفي تحسين شروط الحياة، والارتقاء بالمستوى المعيشي لسكان المدينة.
1.1.        وصف البحث وأهميته
المشروع عبارة عن عملية تدوين وتأريخ للتجمعات السكانية في محافظة رام الله والبيرة. وتكمن أهمية هذا البحث في كونه يقدم قراءة أكاديمية بحثية عن تاريخ المدينة، وتزداد أهميته في هذا الوقت بالذات حيث تتعرض فيه حدودها الغربية ولشمالية للقضم من قبل سلطات الاحتلال، المدفوعة بأطماعها التوسعية وبناء الجدران العنصرية، وتحت حجج وذرائع أمنية واهية، هي في حقيقة الأمر استمرارا لمخططات الاحتلال التوسعية التي تنطلق من أوهام تاريخية باطلة؛ فقد بينت البعثات التاريخية العلمية والمسوحات الأركيولوجية بُطْلان الرواية الصهيونية لتاريخ المنطقة؛ ومن الجدير بالذكر أن هذه البعثات التي توالت على المنطقة منذ أكثر من قرن، ونفذها كبار علماء التاريخ في العالم المتخصصين بتاريخ الشرق الأوسط، قد أظهرت نتائجها أن فلسطين أرض عربية كنعانية فلسطينية منذ أقدم الأزمان، وأن الصلات التي تدّعيها الحركة الصهيونية بها هي صلات زائفة ومختلقة، أُعِدت لأغراض سياسية استعمارية.[1]
ومن هذا المنطلق، فإن شعب فلسطين هو الأولى بدراسة وتوثيق تاريخ فلسطين بمدنها وقراها وصحرائها وساحلها وجبالها، وهو المعني الأول والرئيسي بتثبيت هذه الحقائق وإعلانها للعالم.
ودراسة التاريخ وتوثيقه تتضمن أيضا توثيق وتعزيز الفلكلور والتراث الشعبي، وبما أن الفلكلور لا يعني فقط الأدوات المادية ذات الصبغة التراثية، بل يضم أيضا المعرفة والأفكار والسلوك والتراث الشفهي، ولذلك فإن الفلكلور الفلسطيني هو صورة لضمير المجتمع ومشاعره. وتكتسب عملية حفظ التراث والفلكلور الشعبي وتوثيقه أهمية خاصة، ذلك لأن فلسطين أقل الدول العربية أمنا وأكثرها خوفا على وجودها ومستقبلها وهويتها، ولهذا كان الشعب الفلسطيني من أنشط الشعوب في عمل الدراسات الفلكلورية والعمل على مواكبتها لتطور الوعي الوطني الفلسطيني والهوية الوطنية، سيما في ظل الهجمة الصهيونية التي تستهدف محو الشعب الفلسطيني من الخارطة وإلغاء وجوده، وإنكار حقوقه الوطنية، وذلك من خلال استهداف تراثه الشعبي، وسرقة فلكلوره ونسبه إليه، وهذا ما جعل الحركة الفلكلورية جزء من حركة التحرر الفلسطيني وجزء من النضال من أجل التحرر والهوية.
وإذا كانت أهمية التراث الشعبي على مستوى العالم تنبع من ضرورة التمايز الوطني في مقابل أطروحات الحداثة والعولمة، باعتبار أن التراث والفلكلور يُعدّان من بين أهم سمات ومعالم الهوية الوطنية لأي شعب، فإن معركة الحفاظ على التراث الشعبي الفلسطيني تكتسب أهمية إضافية استثنائية، تستمدها من ضرورة الحفاظ على الهوية الفلسطينية التي كان وما زال يتهددها خطر الذوبان والانسحاق تحت عجلات النظام العالمي ومعادلاته غير العادلة، فهذا النظام الذي نشأ بعد الحرب الكونية الثانية وأتى بإسرائيل على أنقاض فلسطين، ها هو يتكون مرة ثانية بعد انتهاء الحرب الباردة، ولكن فلسطين تظل مغيبة ويبقى شعبها مشردا.
وفي معركة الوجود الوطني تصبح ديمومة التراث وحيويته، والحفاظ عليه وتطويره، من أقوى "أسلحة" المواجهة الحضارية الشاملة؛ فالتراث الشعبي الفلسطيني بكل أشكاله وتجلياته وإبداعاته يعد بمثابة وثائق ملموسة يستخدمها الفلسطينيون لتأكيد حقوقهم التاريخية والوطنية أينما حلّوا، وهو الدليل العبقري على تمسكهم بأرضهم، وهو الشاهد الحي على تواصلهم التاريخي، والناظم لوجودهم الوطني، والمعبر عن هويتهم الحضارية بأجمل الأشكال وأكثرها فنا وإبداعا، وهو الجسر الذي يصل الحاضر الفلسطيني "بماضيه الكنعاني البعيد"، بدون انقطاع. ليحكي قصة هذي الأرض لكل الأجيال، فالطقوس الفلسطينية بدءً من التطريز وعزف اليرغول وانتهاءً بقول الشعر الوطني هي إبداعات متواصلة مسـتمرة في فلسـطين منذ أن كانت المرأة الكنعانيـة تخزن عصارة الكرمة والزيتون في الجِـرار، وحتى وقتنا الحاضر، إبداعات متنوعة خلاقة تحوي آلاف الحكايا والقصص، وتشهد على تتابع الفصول واختلاف ألوانها، وتنوع مواسم الحياة بأفراحها وأتراحها، وتقلباتها الاجتماعية، واختلاف العادات والتقاليد من قرية فلسطينية إلى أخرى.
ومن ناحية ثانية فإن التطلع للمستقبل وبناء الدولة الفلسطينية يتطلب منا جميعا العمل بجد ومثابرة، باعتماد الأساليب العلمية الحديثة في البناء، وليس هناك بنيان متين وراسخ لا يقوم على التخطيط والدراسة؛ ومن هنا - ولأهمية هذا الموضوع - فإن هذا البحث يأتي كجزء من عملية الدراسة والإحصاء وجمع البيانات والتخطيط والتي تعتبر الأساس الذي يقوم عليه هذا البنيان.
ولا شك أن هذا البحث سيقدم إضافة نوعية لعمليات توثيق وتأريخ المدينة، وسيثري المكتبات والباحثين بمادة علمية هم في أمس الحاجة لها، وسيكون له تأثير إيجابي على الطلبة المشاركين في إعداده، سيما وأنه سيتيح لهم فرصة التدرب على كتابة الأبحاث العلمية.
بالإضافة إلى ذلك فإن المعلومات المتوفرة في البحث ستسهم في تعريف سكان المدينة بواقع مدينتهم وبتاريخها وبمشاكلها واحتياجاتها، خاصة وأن الجيل الجديد لم تتح له هذه الفرصة بالشكل الكافي، ومن ناحية أخرى فإن نسبة لا بأس بها من أهل المدينة يعيشون في المنفى، الأمر الذي أدى إلى ضعف صلاتهم بالمدينة، أو ضعف معلوماتهم عن واقعها، وبالتالي ربما يجدون ما يهمهم من معلومات عن مدينتهم في هذا البحث.
1.2.       الإشكالية التي يطرحها البحث (موضوع البحث)
يسعى البحث للإجابة على مجموعة من الأسئلة التي بمجملها ستشكل مادة البحث، وستكون الإجابات عليها بمثابة عملية توثيق وتدوين لتاريخ وواقع المدينة، والتعريف بهمومها وتطلعاتها، مثل: ماذا تشمل الخلفية التاريخية للمدينة وأهم الأحداث التي وقعت فيه ؟ كيف يمكن التعرف على الواقع الديموغرافي والاجتماعي للتجمع ؟ كيف كان التعليم قديما، وكيف هو الآن ؟ وما هي أهم مشاكله ؟ ما هي المؤسسات الموجودة في المدينة، وما هي طبيعة نشاطاتها وأثرها على المجتمع ؟ ما هي طبيعة الأعمال التي يمارسها سكان التجمع سابقا وحاليا ؟
 1.3.        أسلوب ومنهجية البحث
يعتمد البحث في تحقيقه على أسلوب جمع البيانات والمعلومات المتعلقة بالسكان والمكان، من خلال حصر المراجع التاريخية والكتب التي تحدثت في الموضوع، وكذلك جمع ما تناولته وسائل الإعلام المختلفة، إلى جانب المقابلات الشخصية المباشرة، والتي تعد نوعا من التاريخ الشفهي المحفوظ في ذاكرة الكبار، وما هو موجود في التراث الشعبي من قصص وحكايات وأشعار وحِكَم وأمثال شعبية وغير ذلك، وأيضا التوجه إلى العديد من المؤسسات الرسمية والأهلية الموجودة في المدينة، وكذلك الجهاز المركزي للإحصاء وبعض المراكز البحثية، إلى جانب المكتبات العامة، وما هو متوفر على شبكة الإنترنت للحصول على المعلومات، والاستعانة بمجلس أولياء الأمور في المدرسة، ثم تشكيل لجنة من الطالبات لتولي عملية جلب المعلومات وتجميع المواد من بقية الطلبة، ثم تشكيل لجنة من الهيئة التدريسية وبمشاركة من الطلبة من أجل تبويب وتصنيف هذه المعلومات، ثم صياغة البحث حسب الأصول المتبعة في كتابة البحث العلمي الموثق والمحكم، والطلب من معلمات اللغة العربية تدقيق البحث لُغويا، كما تمت عملية توثيق المراجع حسب النظام الأمريكي المعروف بالأحرف المختصرة ABA، وكذلك تم تضمين البحث العديد من الخرائط والصور والرسومات التوضيحية.
1.4.        الأهداف العامة للبحث
يهدف البحث إلى تحقيق جملة من الأهداف، من بينها: تدوين السجل التراثي للمدينة، باعتباره جزء من التراث الشعبي الفلسطيني، وﺩﺭﺍﺳﺔ وتحليل الواقع السكاني للمدينة من ناحية إحصائية، بما في ذلك المباني والمنشآت، وتوثيق الواقع الديموغرافي والاجتماعي والاقتصادي للمدينة، والتعرف على المشاكل الناجمة عن الاكتظاظ السكاني واقتراح الحلول، ﻭدراسة ﺍﻟﺒﺍﻣﺞ والأنشطة والخطط المستقبلية، ودراسة الأوضاع المتعلقة بالمياه، ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ، والزراعة، والتجارة، وتسليط الضوء على الفعاليات الثقافية والرياضية والاقتصادية المختلفة. كما يهدف ﺃﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ تسليط الضوء على مدى توفر الموارد الطبيعية ونوعيتها، وتقييم ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ الضرورية ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ المدينة، والتعرف على المعوقات والعراقيل ونقاط القوة والضعف، وإعداد الإستراتيجيات والخطط طويلة الأمد.
ويهدف البحث أن تكون جميع البيانات المتعلقة بمدينة بيتونيا موثقة بطريقة علمية، حتى تكون متاحة بيسر وسهولة لأي باحث أو دارس، بحيث يستخدمها كمرجع معتَمد، ولا شك أن هذا الجهد من قبل الطلبة سيؤدي إلى استثارة قدرات الطالبات وتعليمهن طرق البحث العلمي، وسيؤدي أيضا إلى تفعيل علاقة المدرسة بالبيئة الاجتماعية المحيطة.
1.5.       المعيقات
واجهت البحث جملة من التحديات والعقبات، أهمها الاعتماد على طلبة المدرسة في جمع المعلومات، وهم جميعا دون الصف السادس الابتدائي، وفي هذه الفئة العمرية لا تتوفر للطفل الملَكات والقدرات اللازمة لإجراء بحث علمي بهذا المستوى، ولا يمتلك الأسلوب المهني في إجراء المقابلات، لذلك واجهنا صعوبة في تدريبهم على الطرق الصحيحة في جمع المعلومات وإجراء المقابلات، كما أن أهالي الطلبة الذين طُلب منهم المشاركة في إعداد البحث ينتمون إلى شرائح اجتماعية وثقافية متباينة، فمنهم من الطبقات الفقيرة ومنهم من المتوسطة، ومنهم المتعلم والمثقف ومنهم ما هو دون ذلك، الأمر الذي سينتج عنه تباين في حجم المشاركة وفي نوعيتها، كما أن بعض الأهالي لم يبدوا اهتماما كافيا بالموضوع، ولم يشاركوا فيه بجدية، ومنهم من امتنع تماما، كما واجهنا صعوبة في الوصول إلى بعض العائلات، سيما وأن الكثير من أهل المدينة مغتربين في الخارج. أما الفعاليات الرسمية والاقتصادية والاجتماعية في المدينة ورغم تجاوبها الإيجابي، إلا أن البعض منهم لم يكن لديه الوقت لإجراء المقابلات، أو حتى للإجابة على الأسئلة هاتفيا، ولم تتح الفرصة لزيارة جميع الفعاليات.
ومن ناحية ثانية وجدنا صعوبات في الحصول على معلومات في قطاعات معينة، حيث أن الكتب التي تناولت موضوع "بيتونيا" قليلة، وهناك بعض المعلومات لم تكن متوفرة لدى الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، والمعلومات المتوفرة على شبكة الإنترنت كانت أحيانا متضاربة أو غير موثوقة، لذلك لم تُعتمد بشكل كامل، وتم اعتماد المعلومات التي كانت تبدو موثقة وصحيحة فقط.
بعض كبار السن الذين يحتفظون بذاكرتهم بالكثير من المعلومات عن تاريخ المدينة قدم لنا معلومات هامة، وبعضهم لم تسمح لهم أوضاعهم الصحية بإعطائنا ما نريد.
فيما يخص الهيئة التدريسية والتي اشتركت جميعها بشكل فاعل في إعداد وصياغة البحث، كانت تواجه مشكلة مع الوقت، سيما وأن المنهاج الفلسطيني طويل، ويحتاج كل دقيقة من وقت المدرس، ومع ذلك لم تبخل الهيئة التدريسية بوقتها وجهدها في سبيل إنجاح البحث وإخراجه إلى حيز الوجود بالصورة الصحيحة وفي الوقت المحدد.
ومن ناحية أخرى واجهنا مشكلة في نقص الموارد المادية، وعدم توفر وسائط نقل للوصول إلى بعض المناطق. وبالرغم من كل تلك العقبات، إلا أن الجميع اشترك بفعالية، وقدم كل جهده ووقته، وتمكنا بفضل التعاون والعمل بروح الفريق من إنجاز البحث حسب الأصول العلمية وضمن الوقت المحدد.
1.6.        مبررات البحث
بالرغم من توفر العديد من الدراسات التاريخية والكتب والمراجع التي تتناول تاريخ فلسطين بشكل عام، وأيضا توفر مراجع هامة وموسوعات جغرافية وتاريخية تتحدث عن مدن وقرى فلسطين بشيء من التفصيل، إلا أن تاريخ وجغرافية مدينة بيتونيا لم يحظيا بالمكانة والاهتمام اللذان يستحقانه لمدينة عريقة سُكنت منذ أقدم الأزمان، والكتب المتعلقة بها قليلة، كما أن تاريخ المدينة الشفهي معرض للإنقراض أو النسيان، ما لم تُنجز عملية تدوينه وقبل فوات الأوان.
ومن جهة أخرى، وبالرغم من الجهود الجبارة التي يقوم بها الجهاز المركزي للإحصاء في عموم الوطن، ومنذ تأسيس السلطة الوطنية، إلا أن البيانات الديموغرافية والسكانية الخاصة بمدينة بيتونيا تحتاج إلى مزيد من الجهد وتحتاج مزيد من التركيز على العديد من الجوانب.
كما تحتاج المدينة إلى تسليط الضوء على الكثير من معالمها الهامة، سواء كانت أثرية وتراثية، أم حديثة، وتحتاج إلى إبراز أنشطتها في مختلف الصعد التجارية والاقتصادية والسياحية والاجتماعية والرياضية وغيرها.
كما تحتاج المدينة إلى التعريف بمشاكلها، وما ينقصها من خدمات، وبمستوى ونوعية البنية التحتية فيها، ولإبراز المعيقات والصعوبات التي تحول دون تطورها وازدهارها بالشكل الذي تطمح إليه، خاصة وأن المدينة بدأت تكبر وتزدهر وتشهد اكتظاظا سكانيا، ونقصا في بعض الخدمات.
1.7.        المحددات الزمنية والمكانية للبحث
المكان: مدينة بيتونيا بكافة أحيائها وتجمعاتها السكنية، والأراضي التابعة لها سواء الزراعية أو الأراضي المصنفة (حسب اتفاق أوسلو) أ،ب،ج ، جميعها تعتبر المجال الحيوي لمادة البحث، بما تتضمنه من بيوت وعمارات ومنشآت ومؤسسات تجارية أو اجتماعية أو نوادي رياضية وثقافية أو مؤسسات حكومية أو غير حكومية.
الزمان: يتناول البحث تاريخ بيتونيا القديم والمعاصر وواقعها الحالي، وقد بدء العمل على إعداد البحث في بداية شهر تشرين ثاني / 2011، واستمر ضمن جدول زمني معين.
 1.8.      المخطط العام للبحث
اعتمد البحث أسلوب تقسيم المواد إلى محاور وفصول، بحيث يشتمل على مقدمة، ثم متن البحث، ثم الخاتمة والتوصيات، وأخيرا الفهرس والمراجع والخرائط والصور.
المقدمة: وتشمل وصف البحث وأهميته، والإشكالية التي يطرحها، وأهدافه، ومنهجيته، ومبرراته، والمعيقات التي واجهته، والمحددات الزمنية والمكانية.
محاور البحث: والتي تم تقسيمها للمحاور التالية:
أولاً: الخلفية التاريخية للمدينة: وشمل التعريف بالموقع الجغرافي والحدود الإدارية ومساحة التجمع. اسم المدينة قديما وحديثا وسبب التسمية. التعريف بأهم المواقع الأثرية والمعالم المميزة بالمدينة. ثم إلقاء الضوء على طبيعة التجمع من ناحية الموارد الطبيعية والبيئة، ومصادر المياه.
ثانياً: الواقع الديموغرافي والاجتماعي: وقد شمل النقاط التالية:
عدد السكان حسب الإحصاءات القديمة، وحسب آخر عملية إحصاء، الواقع الاجتماعي وتقسيم التجمع حسب العائلات وفروعها.
ثالثا: الواقع الاقتصادي،  وقد شمل ما يلي:
طبيعة ونوعية أعمال السكان بين الماضي والحاضر، التعريف بأهم المنشآت والمؤسسات الاقتصادية من زراعية وتجارية وصناعية، مع نظرة عامة على واقع المغتربين وأماكن إقامتهم وطبيعة علاقتهم بالمدينة.
رابعا: الواقع التعليمي، وقد تضمن هذا المحور النقاط التالية:
واقع التعليم في زمن ما قبل المدارس، تاريخ مدارس المدينة منذ تأسيسها، عدد المدارس وعدد الطلبة، وعدد المدرسين واختصاصاتهم.
خامسا: المؤسسات الموجودة في المدينة، وفي هذا المحور تم التعريف بما يلي:
أسماء المؤسسات وتاريخ نشأتها، وطبيعة أعمالها، وأثرها على المجتمع المحلي.
وفي نهاية البحث تم وضع الخاتمة والتوصيات، والمراجع المعتمدة، ثم فهرس المحتويات، وأخيرا الخرائط والصور التوضيحية.
1.9.      خطة البحث
الرقم
محاور البحث
الفترة الزمنية
المشاركون
الأهداف
آلية التنفيذ
1.
المقدمة
1-2 ~ 5-2 / 2012
لجنة الصياغة النهائية
1.  تعريف بأهم النقاط والمحاور التي تضمنها البحث
2.  التعريف بمدينة بيتونيا قديما وحديثا من النواحي التاريخية والاجتماعية والسكانية والاقتصادية
3.  تدريب الطلبة على إعداد البحوث.
4.  تزويد الباحثين والدارسين بأهم المعلومات والإحصاءات المتعلقة بالمدينة
5.  التعريف بواقع المدينة وبمشاكلها وهمومها واحتياجاتها ومعوقات تطويرها
1.   الاستعانة بالمنهج العلمي في كتابة مقدمات البحوث.
2.   جمع المعلومات والبيانات وتبويبها وتلخيصها.
3.   زيارة المكتبات العامة والاستفادة مما هو لديها من كتب ومراجع.
4.   الاستفادة مما كتب في وسائل الإعلام.
5.   مقابلات شخصية مع أهالي المدينة
6.   زيارة المؤسسات العامة والخاصة في المدينة وأهمها البلدية، النادي، المؤسسات الاقتصادية والصناعية والتجارية، والجهاز المركزي للإحصاء
2.
الخلفية التاريخية
15-11 ~ 15-12 / 2011
طلبة الصف الخامس
3.
الواقع الديموغرافي
15-1 ~ 31-1 / 2012
طلبة الصف الخامس
4.
الواقع التعليمي
15-1 ~ 31-1 / 2012
طلبة الصف الخامس
5.
مؤسسات التجمع
15-1 ~ 31-1 / 2012
طلبة الصف الخامس
6.
الخاتمة والتوصيات
1-2 ~ 10-2 / 2012
لجنة الصياغة النهائية
7.
المراجعة والتدقيق
10-2 ~ 16-2 / 2012
لجنة الصياغة النهائية

·        الطالبات المشاركات في جمع المعلومات وإجراء المقابلات الشخصية وزيارة المؤسسات هن:
1.     هيام حازم فايق حسونة2.     نور فرح صوافطة 3.     رنال حمزة صلاح الدين بواطنة 4.     سوزان جميل 5.     ديمة صقر 6.     رزان علي 7.     سيرين غالب 8.     بيان صلاح
·        لجنة الصياغة مؤلفة من المدرسات: 1. سوسن جبر 2. رائدة      

2.    بيتونيا بين الماضي والحاضر
2.1    الخلفية التاريخية للمدينة
بيتونيا، من المدن الفلسطينية القديمة التي تضرب جذورها عميقا في التاريخ، وقد سكنها الكنعانيون في الألف الثانية قبل الميلاد، وشهدت كما باقي مدن فلسطين القديمة كل الحقب التاريخية التي مرت على المنطقة، ومرت عليها سنابك خيول الرومان واليونان والفرس والبيزنطيين وغيرهم من الغزاة والطامعين، حتى شهدت الفتح العربي الإسلامي في القرن السابع الميلادي.
تعتبر بيتونيا واحدة من قرى الكراسي، أو قرى المشايخ؛ وقد كانت تتمتع بيتونيا بنفوذ وصلاحيات كبيرة خاصة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في أواخر العهد العثماني، وكان على رأسها شيخ القرية وهو من عائلة عبد الله، حيث كان شيخ القرية يتولى جمع الضرائب من عدد من القرى المحيطة لحساب الدولة، مما زاد في غِنى عائلة الشيخ، وانعكس ذلك ببناء قصر كبير له، ذو طابع معماري دفاعي، كان يحاكي عمارة المدن الكبيرة.[2]
وعندما وقعت فلسطين في قبضة الانتداب البريطاني عام 1917، دخل الجيش الإنجليزي منطقة بيتونيا، فاضطر معظم أهلها للنزوح مؤقتا إلى بلدة دير دبوان شرقي مدينة رام الله، إلا أن أهل البلد خاضوا مقاومة عنيفة ضد القوات الغازية، فاعتقل الجيش الإنجليزية عددا من أهل البلدة، منهم (أحمد عثمان، الشيخ شاكر ذياب، ووالده الشيخ ذياب صلاح) وتم نفيهم إلى مصر، وشاركت بيتونيا في ثورة 1936، وقدمت تضحيات كبيرة، وبرز حينها القائد المحلي (سعيد شقير)، واستشهد في تلك الثورة عدد من أبناء البلدة، منهم: (حسن الشلبي، يوسف الشيخ، كمال الحاج، إبراهيم شاهين، موسى هلال).
وفي سنة 1947، فرضت الأمم المتحدة قرار التقسيم رقم 181، فخرجت مظاهرات شعبية في بيتونيا ورام الله.[3] أما في عام النكبة فقد خاضت بيتونيا مع بقية المدن نضالا ضد القوات الصهيونية، واستشهد من بيتونيا عدد من أبنائها، منهم: ( يوسف الغصين، عوض البيتوني، غازي صلاح).[4]
وتعرضت بيتونيا لعدد من الكوارث الطبيعية، أهمها "الثلجة" عامي 1920، 1949 حيث دام تساقط الثلج أيام متوالية وزاد ارتفاعه عن المتر، فانقطعت البلدة عن العالم، وفي سنة 1927 تعرضت للزلزال، فتصدعت بعض البيوت القديمة، وفي سنة 1950 تعرضت لهجوم الجراد.[5]
2.2    تسمية المدينة
تعددت الروايات حول أصول تسمية المدينة؛ فقد ذكرت بعضها أن أصل التسمية جاء من الكلمة الرومانية (بيت انيا) وتعني (بيت الزهرة الجميلة)، وفي رواية ثانية أنها سُمّيت على اسم قديسة يونانية اسمها (اونيا) سكنت الموقع في قديم الزمن، وكان الناس يدلون على الموقع نسبة إلى بيتها[6]. وذكر "مصطفى مراد الدباغ" في كتابه بلادنا فلسطين أن التسمية لعلها تتألف من (بيت - ثونيا) بمعنى بيت الشخص المسمى (ثونيا) أو (طوني)، وأن الفرنجة (الصليبيين) سموها (بيتومين).[7]
وكلمة بيتونيا تطلق على اسم زهرة برية جميلة، وهي من الأزهار الموسمية التي تكثر في فلسطين، وتأتي على طيف واسع من الألوان، وأحيانا تأتي موشحة بأكثر من لون، وتعيش هذه الزهرة من سنة إلى ثلاث سنوات، يبلغ ارتفاعها أقل من ثلاثين سم، وبعض أصنافها "مداد" بحيث يصل طولها بحدود نصف متر، وتزرع على شكل بذور، أو شتلات، وكثيرا ما نراها تزين الحدائق المنزلية. وقد احتلت هذه الزهرة الرائعة المرتبة الأولى ضمن قائمة الأزهار الأجمل والأكثر تداولا في أمريكا لأكثر من سنة.
2.3        الموقع الجغرافي والمساحة
تقع بيتونيا بين القدس ورام الله، وبالتحديد شمال القدس، جنوب غربي رام الله، على بعد 4.5 كم غرب رام الله، وقد أكسبها موقعها الجغرافي مكانة متميزة؛ فهي البوابة إلى القدس من الناحية الشمالية الغربية، مما أهلها لأن تكون بمثابة الدرع الذي يحمي القدس، وهذا ما تبين عندما غزا الإنجليز فلسطين سنة 1917، حيث رابطت فرق الفرسان من الجيش التركي على جبال بيتونيا لمواجهة الجيش الإنجليزي.[8]
وتتبع بيتونيا إداريا لمحافظة رام الله والبيرة في الضفة الغربية، وتعتبر المدينة الثالثة في المحافظة من حيث الاتساع والأهمية، وترتفع عن سطح البحر حوالي 820 م، تبلغ مساحة أراضيها الكلية بحدود 24 كلم2، أو بالتحديد 23366 دونماً، منها 5000 دونم داخل حدود البلدية، و1750 دونماً مزروعة بالزيتون.[9] وقد تطورت وتوسعت المنطقة الحضرية خارج البلدة القديمة، التي ما زالت تحتفظ بسماتها التاريخية والمعمارية الجميلة. وتحيط بها المناطق الخضراء، والمحميات الطبيعية، وبيتونيا اليوم متصلة البناء بمدينة رام الله وخاصة المنطقة الصناعية، وتتصل أحياؤها من الجهة الشرقية والشمالية بحدود مشتركة بطول (12كم)، مكونة وحدة جغرافية وحضرية واحدة. وتحيط بها مجموعة من القرى الفلسطينية من جهة الغرب والشمال والجنوب، وتعتمد عليها هذه القرى في المجال الاقتصادي والعمل والاتصالات، وتطل أحياؤها وجبالها على السواحل الشرقية للبحر المتوسط. بحيث يمكن رؤية البحر في أيام الصيف عندما تكون السماء صافية، وتنتشر أحياؤها على مجموعة تلال وجبال وأودية مشكلة منظر طبيعي متميز وبيئة نظيفة.
وتقع بيتونيا على مجموعة من الجبال والتلال المرتفعة، وبعضها مطلة على البحر، وأهم هذه التلال والأحياء: البطن الشرقي ووادي الدير، المنطار وبئر الشماس، عين ترفيديا وبطن حمزة، خلة الفقيه، الدورة ورأس يعقوب، البلد الشمالي، خلة الصخول، وعين صبيا، من الحارات المشهورة فيها حارة العجاجرة التي تقع في منطقة راس يعقوب بالقرب من البلدية، ومن أهم أحيائها الحديثة حي "الكروم الشمالية"، وهو حي جديد وذو عمارة تقليدية جديدة. وتتصل بيتونيا بقرى رافات، والجيب، وبيت دقو، والطيرة، وبيت عور الفوقا، وعين عريك.
حدودها: شمالاً: مدينة رام الله، وعين قينيا، جنوباً: قرى الجيب، بيت دقو، وأجزاء من الطيرة، شرقاً: مدينة رام الله، رافات، الجديدة، بير نبالا، غرباً: قرية عين عريك، بيت عور الفوقا.
مناخها: بارد ماطر شتاء، رياحها غربية متوسطة، ومعتدلة الحرارة صيفا، وربيعها أخضر، وهوائها نقي.
2.4      بيتونيا إداريا وإقليميا
أين تنتهي رام الله وأين تبدأ بيتونيا ؟ هناك حدود ومناطق مختلطة بينهما، وحتى مع مدينة البيرة، في هذا الشأن، كتب "حسن البطل" على جريدة الأيام، بعنوان هل بيتونيا كسيحة: "الأخوات الثلاث (رام الله، البيرة، بيتونيا) اتفقن بين البلديات الثلاث على رابطة أسموها "اتحاد تنمية المدن "إ.ت.م". تشكلت قبل ثلاث سنوات (أي سنة 2009)، لإنشاء مشاريع بلدية إستراتيجية تخدم المدن الثلاث. البيرة مزدهرة وتزدهر. رام الله مزدهرة وتزدهر.. فلماذا أختهما الثالثة، بيتونيا، الأعرق منهما تبدو كسيحة؟ شوارعها الفرعية ليست شوارعَ، بل أشبه بدروب وأزقة تتلوى على ضفاف شارع رئيسي ينتهي بك الى تلة تطل منها على سجن عوفر؟ شارعها الفسيح المفضي إلى القدس يبدو ميتاً.. إلا بين موكب وآخر، حيث يصطف جنود الأمن الوطني كلما جاء زائر أجنبي رفيع من القدس إلى "المقاطعة" الرئاسية في رام الله".
وأضاف "البطل": "يقولون أن البيرة تعود بيوتها إلى زمن الرومان أو أقدم، ونعرف أن رام الله تعود إلى قرن ونصف القرن.. لكن بيتونيا تعود إلى بداية استيطان أرض فلسطين منذ الكنعانيين أو أقدم، كما تدل بعض بيوت بيتونيا الخربة بحجارتها الجسيمة. هناك حي صغير واحد وحديث، مع سقوف قرميدية حمراء في طرف بيتونيا، وهناك أحياء جديدة تخرج قليلاً من فوضى التخطيط .. وأخيراً، هناك مشروع دارات (فلل) حديثة قيد الإنشاء تطل على "حي الطيرة".. وعدا ذلك، فالمدينة شبه ساكنة، خلاف شقيقتيها البيرة ورام الله".[10]
لا تعتبر مدينة بيتونيا مركزا تجاريا مهما، أو مركزا إداريا إقليميا، فهي جزء من محافظة رام الله والبيرة، والمركز التجاري والإداري والسياسي في رام الله، وبسبب قربها من رام الله، وجمال طبيعتها وهدوئها وسهولة المواصلات إليها؛ ظلت بيتونيا بمثابة المكان المفضل للسكن، وصارت تعتمد على رام الله في الأمور التجارية والإدارية، حتى أن أهلها يتسوقون من رام الله، ولكن بيتونيا تعتبر ممرا هاما وحيويا وحلقة وصل بين رام الله والمنطقة الغربية للضفة، ولقرى شمال غرب القدس، حيث يخترقها شارع رئيسي بعرض 20 متر يوصل إلى فلسطين الداخل عن طريق اللطرون، يفضي في النهاية إلى غزة.
وتقدم بيتونيا الكثير من الخدمات التجارية والإدارية كالبريد والهاتف لمجموعة كبيرة من القرى المحيطة بها مثل: عين عريك، دير إبزيع، كفر نعمة، الجانية، رأس كركر، دير عمار، بيت عور. ويقيم في بيتونيا حاليا سكان من مختلف المناطق والمدن والقرى الفلسطينية، بحيث أنهم باتوا يشكلون أكثرية مقابل أهل البلد الأصليين، وهذا ما أعطاها تنوعا غنيا، في جو أخوي وتعايش هادئ يكتنفه روح التعاون والمحبة.
2.5       المعالم الأثرية
تحتوي مدينة بيتونيا على عدد كبير من المواقع الأثرية المختلفة، سواء داخلها، أم في الوديان والتلال المحيطة بها، وتتنوع هذه المواقع بين عيون ماء، وقبور قديمة، ومُغُر، وخِرَب أثرية وغيرها من المواقع التي يمكن تصنيفها كمواقع أثرية، ومن هذه الأماكن: البلدة القديمة ويرجع تاريخ بناؤها للعصور الوسطى، وقد تهدمت وتصدعت أجزاء كبيرة منها بفعل الزلازل وعوامل الزمن، بيوتها من الطين وأزقتها ضيقة، وهناك موقع أثري يحتوي على بناء متهدم من القرون الوسطى، وفيه قوس (بِد البلد)، وعقد متهدم، وأرض مرصوفة بالفسيفساء، وبِرَك وصهاريج منقورة في الصخر، ومعصرة محفورة في الصخر، وبيت السطح،[11] وأيضا بعض الأعمدة الرومانية التي تعود لفترة الحكم الروماني، وكذلك جامع القرية القديم، وتضم أيضا مزارات دينية يحترمها السكان، مثل مقام السيدة نفيسة ومقام أم الشيخ، ومقام أبو زيتون، والعديد من الخِرَب مثل خِربة بير الدوالي، وخِربة العراق، وخِربة عسقلان، وخِربة المحمة، وخِربة الميتة، وخِربة بيت سيلة، وخِربة اللتاتين.[12]
وهناك بعض معاصر زيت الزيتون القديمة، وأقدم معصرة (بِد) تعود لدار حسن، وهناك أيضا الطاحونة، التي كانت تطحن القمح لأهل البلد، وهي مصنوعة من حجرين أسطوانيين.
مصادر المياه
تتوفر في المدينة شبكة مياه حديثة، وقد نفذت مشروع تحديث وتجديد الشبكة بلدية بيتونيا، بدعم من المجموعة الأوروبية، بتكلفة 400 ألف دولار.[13] ومع ذلك تضم العديد من بيوت المدينة آبار خاصة بها من تجميع مياه الأمطار.
وعلى الرغم من وجود العديد من الينابيع حول المدينة، وأهمها (عين جريوت)، إلا أن بيتونيا تُعرف بكثرة الآبار فيها، فمعظم المباني القديمة في البلدة تحتوي على بئر خاص لجمع مياه الأمطار، ومن اللافت للانتباه أن كثير من هذه الآبار بنيت أجزاء منها فوق الأرض.
وأشهر الآبار المعروفة:  بئر اليون، بئر السطح، بئر الغنم، بئر الخلاصات، بئر مغارة شاهين، بئر دار أبو حسين، بئر دار هريش، بِركة الجامع العمري، آبار القبة. أما العيون فأشهرها عين جريوت، عين ميتا، عين بلوطة، عين الجنان، عين الدريهمة، عين وادي النمل، عين عبد الله.[14]
2.6       العمارة التقليدية والتاريخية في بيتونيا
تعتبر بيتونيا من النماذج المهمة للممتلكات الثقافية والطبيعية، فهي غنية بالعمارة التاريخية والتقليدية؛ إذ تعود بعض المباني فيها إلى مئات السنين، وكذلك الآثار والمواقع الطبيعية المحيطة بالبلدة، بالإضافة إلى المقتنيات والمنقولات الأثرية، وتعتبر بيتونيا واحدة من المواقع الغنية بالعمارة التقليدية وبفن العمارة القديم، وكما هو الحال في كثير من المدن والقرى الفلسطينية؛ فهناك البلدة القديمة والتي تعتبر الجزء الأقدم للمدينة - والذي للأسف هُدمت أجزاء كبيرة منه - بالإضافة إلى بعض المباني القديمة المنفردة البناء، والتي تنتشر على أطراف البلدة، ولا تزال معظمها تحافظ على نفسها، رغم هجرتها وتركها بدون صيانة أو ترميم.
وعلى الرغم من التشابه الكبير ما بين عمارة بيتونيا وبين أي قرية أو مدينة فلسطينية، سواء من حيث نوعية مواد البناء، أو من حيث تقنية البناء، أو من حيث استخدام الفراغات الوظيفية للمبنى، أو من خلال تكوين الفراغات والأحواش ما بين هذه المباني القديمة، إلا أن هناك بعض المميزات التي تجعل بيتونيا تنفرد بمميزات وخصائص قليلة الوجود؛ ومنها زخارف هندسية مميزة.
ومن الجدير بالذكر أن عدد المباني في المدينة حسب إحصاءات العام 1997 قد بلغ 1243 مبنى، وعدد الوحدات السكنية 2196 مسكن.[15]

   3.  الواقع الديموغرافي والاجتماعي للمدينة
  3.1 عدد السكان قديما وحديثا
لا تتوفر إحصاءات دقيقة عن عدد سكان المدينة في الأزمنة الماضية، وقدر عدد سكانها عام 1922 حوالي (948) نسمة، وفي عام 1931 (1213) نسمة، وفي سنة 1945 بلغ (1490) نسمه، وفي عام 1961 بلغ (2216) نسمة[16]، وفي عام 1987 زاد إلى (3037) نسمة، أما في عام 1996 فقد ارتفع إلى (7544) نسمة.[17] وحسب إحصاءات الجهاز المركزي للإحصاء، في تعداد السكان والمنشآت لعام 1997، فقد بلغ عدد سكان بيتونيا (9391) نسمة. منهم (4746) ذكور، و (4645) إناث. وبلغ عدد الأسر (1632) أسرة.[18]
بعد قدوم السلطة وعودة بعض أهالي المدينة من المنافي، ومع تمركز العمل الإداري والسياسي في رام الله، توجه الكثير من الموظفين والعمال للسكن في بيتونيا، مما أدى إلى زيادة عدد سكانها بشكل ملحوظ، ويبلغ عدد السكان في الوقت الحاضر 22000 نسمة. في حين يقدر بعض الأهالي عدد السكان بنحو 35 ألف نسمة.
كما أن قسماً من أهالي المدينة يقيمون في أمريكا الشمالية واللاتينية، وخاصة في البرازيل، ويقدر عددهم بحوالي 15,000 نسمة، وتربطهم بوطنهم الأم علاقات وثيقة، حيث يقومون عادة بتقديم المساعدات والتبرعات لمدينتهم لإنشاء مدارس وجمعيات وخدمات أخرى.[19]
المؤشر
قيمته
نسبة الملتحقين بالمدارس
39.3 %
نسبة حملة البكالوريوس فأعلى
8.8 %
متوسط حجم الأسرة
5.8  فرد
متوسط عدد الغرف في المسكن
3.6 غرفة
نسبة المساكن المُلك
62.6 %
نسبة الأسر التي لديها سيارة خاصة
40.0 %
نسبة السكان من الفئة العمرية 15 سنة فأقل
45.8 %
نسبة السكان من الفئة العمرية 60 سنة فأكثر
5.0 %
 مؤشرات إحصائية حسب تعداد السكان لسنة 1997 الذي أعده الجهاز المركزي للإحصاء، وبالطبع حصلت تغيرات كبيرة على البنية الاجتماعية والتركيبة السكانية لمدينة بيتونيا بعد هذا التاريخ، إلا أنه يمكن القياس عليها.


   3.2  عائلات البلد، وفروعها
تتكون بيتونيا من ستة حمايل، هي: (قرط، شاهين، دولة، حداد، سهيل، هريش).[20]
أما عشائر قرط، شاهين، ودولة فقد انبثقت من عشيرة "عودة"، التي قدمت من الحجاز واستقرت في منطقة سوافير بن عودة في غزة، فيما استقر قسم منهم في سهل حوارة قرب نابلس، وقسم آخر في بلدة "سكره" في سوريا، وقسم آخر سكن الكرك في الأردن، وقسم سكن في جبال قرى نابلس، والقسم الأخير سكن بيتونيا.
أما عشيرة "قرط" فيقال أنهم ينتسبون إلى صلاح الدين الأيوبي، نسب تشريف، وأن كلمة "قرط" مشتقة ومحرفة عن كلمة "كرد"، ( أي الأكراد الذين ينتسب إليهم صلاح الدين)، ويقال أيضا أن "عودة" هو رجل جاء مع صلاح الدين عندما فتح القدس عام 1187م وسكن في منطقة بيتونيا التي كانت تسكنها حمولة "حداد"، وهي التي تعتبر أقدم حمولة سكنت بيتونيا،[21] وقد وفدت إليها قادمة من "الجديدة" في اليمن مرورا بمنطقة الشوبك في الأردن، حتى استقرت في بيتونيا، بينما سمن قسم آخر منها في قرية أبو قش غرب رام الله، وقسم أخر سكن في الجانية ورأس كركر.
أما حمولتي "دولة وشاهين" فهما ترتدان في الأصل إلى حمولة "عودة".  بينما تعود حمولة "سهيل" إلى قضاء غزة، وما تزال تربطها علاقات بأقاربهم هناك. أما عشيرة "هريش" فيعود أصلها إلى قرية "العباسية" بالقرب من اللد، وقد سكن قسم منهم في "يالو".
وتتسم العلاقات الاجتماعية في بيتونيا بالبساطة والتسامح والتعاون، ويشارك أهل البلد جميعهم بعضهم البعض في المناسبات كحفلات الزفاف أو التخرج، ولا يتأخرون عن المشاركة في الأتراح وحالات الوفاة، وما زالت عادة التبليغ عن وفاة شخص عبر سماعات المسجد، وفي حالات المرض يتزاورون ويتهادون بعض الهدايا البسيطة والرمزية كالفواكه والحلويات أو السكر والرز، خاصة في الأعراس.
وتشمل حمولة قرط كل من العائلات التالية: عائلة عبد الرازق، دار عقل، دار حسن، صلاح، دار أبو صالح، دار عبود، دار ناصر، دار زايد، دار معالي. وتشمل حمولة "دولة" كل من العائلات التالية: دار عثمان، أبو شيخة، الدحلة، الطاهر، أبو قادوس، طيب. فيما تشمل حمولة "هريش" كل من العائلات التالية: دار الشلبي، عبد الحليم، زيادة، خليل، أبو زعتر، فقوسة، صوفان، وتشمل حمولة "شاهين" كل من العائلات التالية: دار أبو جودة، الثلجي، أبو بكر، قاسم، الجعبة. وتشمل حمولة "حداد" كل من العائلات التالية: دار عزارة، العتيق، المرو، نوفل. وأخيرا تشمل حمولة "سهيل" كل من العائلات التالية: دار خلف، ناصر، العماوي.
ومن بين المعتقدات الباطلة التي كانت سائدة في الزمن الماضي، اعتقادهم بوجود شجرة مباركة أطلقوا عليها "أم الشرايط"، وتقع في الجهة الجنوبية الغربية من بيتونيا، [22](وهي الآن تمثل واحد من أهم أحياء البيرة) وكانوا يظنون أن وليا صالحا يسكنها، فلا يمر بجوارها أحد إلا ويربط في أغصانها منديلا أو خرقة للتبرك، وفي إحدى المرات قام شخص واسمه "جودات العبد الله" بقطع هذه الشجرة وبيع حطبها تحت وطأة الحاجة، وليس لقطع هذا المعتقد الفاسد، إلا أنه في النهاية أزيلت تماما ولم يبق منها إلا الذكرى.
وبسبب قوة الروابط العائلية نشأت في البلدة قديما ما يعرف بالديوانيات (المضافة)، وكانت المضافة متاحة لجميع أهل البلدة، وتقع في الجنوب الشرقي للبلدة، وعي عبارة عن بناء قديم أقيم بجانب المسجد العمري في نهاية القرن التاسع عشر، ويوجد مضافة أخرى تتبع حمولة "هريش"، وهاتان المضافتان لا تزالان قائمتان لليوم، في حين تهدمت بقية المضافات.
ومن المعالم التراثية الاجتماعية التي اختفت (حلاق البلد) الذي كان يزور البيوت ويحلق للناس، ثن ينتظر الموسم لأخذ أجرته، والتي كانت عبارة عن صاع من القمح، وأقدم حلاق للبلد معروف هو "خليل المعالي".
ولا يزال أهالي بيتونيا محافظين على تراثهم، والبعض منهم - وخاصة النساء الكبار - يرتدين الزي الشعبي التقليدي بصورة دائمة، وبعض الصبايا يرتدينه في الأعراس والمناسبات. ويتكون اللباس التقليدي للرجل من السروال الأبيض المخطط أو الأسود المصنوع من قماش التويتيو، وكذلك من غطاء الرأس (الحطة) البيضاء مع العقال، ثم العباءة المصنوعة من الجوخ أو الصوف، والبعض كان يغطي رأسه في السابق بالطربوش أو العمة.
أما لباس المرأة فهو من الثوب المطرز بالحرير، على عدة ألوان، والوقاة المصنوعة من يدويا من قماش الكتان المزخرف والمطرزة بالحرير، تزينها فرنكات من الفضة أو الذهب، أو ليرات الذهب العثمانية، أو المنديل الأبيض (الشاش) الموشح بخط مطرز بالحرير. أما لباس العروس فكان عبارة عن ثوب الملكة المطرز بالحرير، وخيوط القصب، مع القلادة الذهبية.[23]
  3.3  تضحيات المدينة
بيتونيا كسائر المدن الفلسطينية تعرضت للعديد من الهجمات الإسرائيلية، كمصادرة الأراضي، وبناء جدار الفصل العنصري على أراضيها ومنعها من التوسع والامتداد؛ فقد تعرضت بيتونيا خلال الانتفاضة الحالية والتي سبقها إلى العديد من الهجمات الشرسة والقصف بالطائرات والمدفعيات لمنازل المواطنين ومقرات الأجهزة الأمنية داخل المدينة، حيث بلغ عدد المنازل التي تعرضت للقصف ما يزيد عن 350 منزلاً، دُمِّر منها ثلاثة منازل بالكامل. وقد عملت بلدية بيتونيا من خلال القسم الهندسي، وبالتعاون مع وزارة الأشغال العامة على إصلاح معظم المنازل التي تعرضت للعدوان الإسرائيلي.
كما شاركت المدينة بجميع الفعاليات النضالية في مواجهة الاحتلال شأنها شأن باقي مدن وبلدات وقرى ومخيمات فلسطين، وقدمت بيتونيا ما يزيد عن عشرين شهيداً من أبنائها، وما يزيد عن 40 جريحاً، وما يقارب 150 أسيراً من ذوي الأحكام العالية.
3.4  أثر بناء جدار الفصل والتوسع
مع بدء ﺍﻟﻌﻤﻞ ببناء جدار ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ ﻓﻲ الضفة الغربية ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2002، تم ﻋﺰﻝ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﺧﻠﻒ الجدار. وقد تأثرت بيتونيا بهذا الجدار، شأنها شأن الكثير من القرى والبلدات التي تقع بالقرب منه، حيث ﻳﺨﺘﺮﻕ ﻣﺴﺎﺭ ﺟﺪﺍﺭ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ الجهتين ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ والجنوبية ﻣﻦ المدينة. وقد جرفت سلطات الاحتلال (1549) دونم من الأراضي التابعة لبيتونيا، وهي مزروعة بالمحاصيل والأشجار المثمرة، في حين بلغت مساحة الأراضي المعزولة خلف الجدار 12 ألف دونم، وتشمل أراضي (البقعة، وادي الدير، وادي النمل، وأس محمد، وادي الطاقة، الجفير، مغاير اللوز، السحاويل، أبو زيتون، العقايب، ميتا، الدعق، الدريهمة، عسقلان، شعب جريوت، خلة العصافير).
وكان للجدار أثر سلبي بالغ الضرر على واقع المدينة من الناحية الاقتصادية والعمرانية، حيث أوقف نمو المدينة وتمددها العمراني، وأدى إلى استفحال البطالة، وزيادة نسبة الفقر، وحرمان المزارعين من الوصول إلى أراضيهم لزراعتها أو لقطف ثمارها، كما منعت سلطات الاحتلال موظفي البلدية من الوصول إلى تلك المناطق وتقديم الخدمات المختلفة لها، كما حصل تخريب وشقوق في الأبنية المحاذية للجدار بسبب أعمال التجريف والحفريات واستخدام المتفجرات وعمل أكتاف ومنحدرات في موقع إقامة الجدار، وهذا كله خلق مشاعر إحباط لدى المواطنين وشعورهم بالضيق والخوف على مستقبلهم، بسبب شعورهم بالسجن مع وجود هذا الجدار العنصري.[24]

4.    الواقع الاقتصادي للمدينة
4.1          طبيعة عمل السكان، قديما وحديثا
في مقابلة شخصية مع الحاج "طلال هريش" من بيتونيا تذكّر أيام زمان، وكيف كان أهالي بيتونيا قديما يتدبرون أمرهم، ونوعية المهن التي مارسوها، وقد أيدته زوجته "خيرية هريش" (61 عاما) فقالا: "كان أهالي بيتونيا قديما - كما هو شأن معظم القرى والبلدات الفلسطينية – يعملون بشكل رئيسي في الزراعة، وخاصة زراعة الخضروات والحبوب والبقوليات، إضافة إلى أشجار الفاكهة والزيتون. وطبعا إلى جانب الزراعة كان البعض يعمل في بعض الأعمال الزراعية كتقليم الأشجار، والعناية بالحدائق المنزلية (جنايني) ورش المزروعات والبيوت بالمبيدات الحشرية، وإلى جانب الزراعة كان يعمل البعض في تربية المواشي والدواجن، وبيع منتجاتهم من الحليب ومشتقاته، وخاصة الجبنة واللبنة واللبن الرايب والزبدة واللبن المخيض، وبيع منتجاتهم الزراعية، وبعض ما تنتجه الأرض من أعشاب طبية كالميرمية والزعتر والخبيزة في أسواق المدن القريبة خاصة القدس ورام الله، ومنهم من كان يبيع منجاته متجولا باستخدام الحمير.
كما كان البعض يعمل في بعض الحرف، كالحلاقة، والحدادة والنجارة والبناء، ونسبة قليلة كانت تعمل بالتجارة، إلى جانب بعض المتعلمين الذين كانوا يعملون في التدريس، أو في الوظائف الرسمية خاصة مع وكالة الغوث، بعد العام 1950، أو مع الحكومة الأردنية قبل العام 1967.[25]
بعض الشبان كانوا يمتهنون الصيد، فكانوا يصيدون الغزلان والأرانب البرية وطيور الحجل والعصافير، والبعض كانوا يربون الحمام الزاجل.
بعض النساء كنَّ يعملن في التطريز والخياطة وصناعة أواني القش، ويساعدهن عائلاتهن في أعمال الزراعة وجلب الحطب وصناعة الخبز. وكانت النساء يقمن بطحن الحبوب يدويا بواسطة الطاحونة التقليدية المكونة من حجرين أسطوانيين، أحدهما ثابت والآخر متحرك، ولكن في العشرينات من القرن الماضي دخل البلد "بابور الطحين" فصار الأهالي يطحنون حبوبهم فيه، وظل قائما حتى العام 1932، وبعد ذلك صار الأهالي يتوجهون إلى رام الله لطحن حبوبهم هناك.
مع الوقت تغير الواقع الاجتماعي للبلدة، ومعه تغير الواقع الاقتصادي، وكانت للأحداث الكبرى التي وقعت في فلسطين تأثيرا مباشرا على بيتونيا، فمع النكبة عام 1948 تدفقت أعداد كبيرة من اللاجئين، ثم تكرر الأمر في نكسة حزيران 1967، وفي التسعينات عاد للوطن أعداد لا بأس بها من مغتربي الخليج، وبعد عودة السلطة عاد للبلدة الكثير من أبنائها الذين أجبرتهم ظروف الثورة على التنقل في المنافي، وأخيرا ومع تمركز العمل الإداري والسياسي في رام الله سكن بيتونيا أعداد كبيرة من الموظفين والعمال، في ما يعرف بالهجرة الداخلية.
وبطبيعة الحال، فإن تطور العصر، وزيادة نسبة التعليم، ومع هذه الزيادة المضطردة في أعداد السكان، تأثرت بيتونيا وأهلها، وتغيرت طبيعة ونوعية المهن، وتعددت مصادر الدخل، ودخلت مهن جديدة، وتغير المستوى الاقتصادي للكثير من السكان.
وبالرغم أن بيتونيا لا تعتبر من المدن الفقيرة بشكل عام، إلا أن هناك عدد كبير من السكان يعيشون تحت خط الفقر، ويعانون من وضع اقتصادي سيء، وهم دائماً بحاجة إلى المساعدة، وتزيد نسبة هذه الفئة عن 35%، بينما تبلغ نسبة من هم في وضع متوسط 30%، والباقي (35 %) يعتبر وضعهم بين جيد وممتاز.
وبالنسبة لمصادر دخل السكان في الوقت الحاضر، فإن النسبة الكبيرة منهم موظفين، وعمال، ومهنيين، وأصحاب حرف وصناعات، والبعض لديه مصادر دخل خارجية، ومنهم ما زال يحتفظ بمهنته القديمة، أو أجرى عليها تطورات تتناسب مع طبيعة العصر، فازدادت المحلات التجارية وتنوعت أشكالها وأنواعها، ونشأت الكثير من الشركات والمصانع والمؤسسات.
ولكن مع ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ الحالية التي يفرضها الاحتلال، ﻭﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ الكبيرة ﻓﻲ ﺃﺳﻌﺎﺭ المواد التموينية وخاصة الغذائية، ﻭمع ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ معدل الدخل، ﻭﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻧﺴﺒﺔ البطالة، ومع وجود الجدار وغيرها من العوامل التي أشرنا إليها سابقا التي شكلت بمجموعها تهديدا للاقتصاد المنزلي، ﻭﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ مديونية ﺍﻷُﺳَﺮ، ﻭﺗﻐﻴﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﺍﻷﻛﻞ. وبينما كانت العديد ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮ الفلسطينية ﺗﺘﻤﺘﻊ بالاستقلالية والاعتماد ﻋﻠﻰ الذات، وجدت بعض هذه الأسر ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﻘﻊ تدريجيا ﻓﻲ مصيدة ﺍﻟﻔﻘﺮ، وأصبحت تلك ﺍﻷﺳﺮ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ التخلص ﻣﻦ ﻭﺿﻌﻬﺎ الصعب، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ عدم ﻭﺟﻮﺩ ﻓﺮﺹ ﻋﻤﻞ.
وتعتمد بيتونيا في اقتصادها، بالإضافة إلى مواردها البشرية والمادية الموجودة، تعتمد أيضا على التحويلات المالية لأبنائها المغتربين المقيمين في الخارج، خاصة في الولايات المتحدة ودول أمريكا الجنوبية كالبرازيل.

4.2          المنشآت الصناعية والتجارية والزراعية
في بيتونيا العديد من المنشآت الاقتصادية والتجارية، تتوزع بين محلات تجارية صغيرة (تجارة المفرق)، وأكثرها بقالات ومحلات أدوات وأجهزة منزلية وتحف وهدايا ومحلات بيع اللحوم والدواجن، أو الخضار، أو الأزهار والطيور، أو أدوات كهربائية وأجهزة خلوية وأجهزة إلكترونية مختلفة، أو غيرها من النشاطات التجارية، وهناك العديد من محلات التجارة بالجملة وشركات الاستيراد والتصدير، وشركات التأمين وتجارة السيارات وغيرها.[26]
وحسب إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء لسنة 1997، بلغ عدد المنشآت الاقتصادية في بيتونيا (القطاع الخاص) 186 منشأة، موزعة حسن نوع النشاط: الصناعات التحويلية 71 منشأة يعمل فيها 493 عامل، قطاع الإنشاءات عددها ثلاثة ويعمل فيها 8 عمال، قطاع تجارة التجزئة والجملة وإصلاح المركبات 95 منشأة يعمل فيها 178 عامل، والمطاعم عددها 10 يعمل فيها 16 عامل، والأنشطة العقارية 7 منشآت يعمل فيها 26 عامل.[27]
أما المنشآت الصناعية فأهمها:
شركة الصداقة للكيماويات، مصنع كريم للمنظفات الكيماوية، شركة دار الشفاء لصناعة الأدوية، شركة جاما لصناعة الأدوية، شركة سنقرط للصناعات البلاستيكية، الشركة المتطورة للأدوية البيطرية، شركة عليان لصناعة كراتين البيض، شركة أراستك لصناعة الخزانات.
4.3          الزراعة في بيتونيا
تبلغ مساحة أراضي بيتونيا الإجمالية (25كم2)، منها (5 كم2) هي المنطقة الحضرية المنتشرة عليها الأبنية، والباقي مناطق زراعية. والزراعة في بيتونيا - كما هو الحال في كل القرى الزراعية الفلسطينية - على نوعين: البعلية والمروية؛ المروية تكون في المناطق القريبة من العيون، مثل جريوت. أما الزراعة البعلية فهي الأكثر، وهناك موسمين هامين للزراعة: الصيف والشتاء.
في بداية الموسم الشتوي يحرث الأهالي أراضيهم، ويهيئوها لزراعة القمح والشعير وذرة المكانس والحمص والسمسم والبازيلا والزهرة والملفوف والسبانخ والفول والبطاطا والبصل والثوم، ويقلمون أشجارهم، ويزرعون شتلات جديدة من الزيتون وغيره.
 بينما في الموسم الصيفي يزرعون الفقوس والخيار والبندورة والفلفل وعباد الشمس والبطيخ، ويقطفون ثمار التين والعنب وغيرها من فواكه الصيف، ويجففون "القطين" و"الزبيب" والفول والحمص، وفي الخريف يكون موسم قطف الزيتون.
ومن أهم المشاكل التي تواجهها الزراعة في بيتونيا: ضعف وتراجع ﺇﻧﺘﺎﺟﻴﺔ وحدة المساحة الزراعية، محدودية ﺗﻨﻮﻉ المحاصيل ﻭﺍﻷﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ المتحملة ﻟﻠﺠﻔﺎﻑ، ﻗﻠﺔ الأمطار وتذبذبها، ومحدودية المصادر المائية الأخرى، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﺧﺼﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ، وغلاء تكاليف الزراعة، خاصة أسعار الأدوية والعلاجات والأسمدة الكيماوية وقطع وأدوات الري والبذور، وتذبذب أسعار المحاصيل من سنة إلى أخرى، وتراجع المساحات الزراعية – بسبب الجدار – وأيضا تراجع الاهتمام بالزراعة لصالح التحول لمهن أخرى.
ويمكن القول أن بيتونيا تراجعت عن كونها بلدة زراعية، كما كانت في الماضي، وأصبحت مدينة حديثة، يعيش أهلها حياة عصرية، ويمارسون مختلف الأعمال التجارية والمهن والحرف والوظائف المدنية والعسكرية المختلفة، بما في ذلك العمل في الزراعة، ولكن بنسبة أقل.
4.4          المغتربين
في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، كان العالم الجديد وخاصة الولايات المتحدة، ودول أمريكا الجنوبية، تمثل عامل جذب واستقطاب لجميع شعوب العالم، وفلسطين شأنها شأن بقية العالم، كان لها حظها من هجرة الشباب إلى تلك الدول.
وبالفعل في بدايات القرن العشرين توجهت إلى أمريكا وبعض دول أمريكا اللاتينية مجموعات لا بأس بها من شبان "قرية" بيتونيا، وكانوا مدفوعين بالرغبة في إصلاح أوضاعهم الاقتصادية، والبحث عن حظوظ أفضل في العالم الجديد، وخوض مغامرة الهجرة، حيث كانت بيتونيا وكل فلسطين عموما واقعة تحت حكم الدولة التركية في أواخر عهدها، ثم خضعت للانتداب البريطاني بعد ذلك، وفي تلك الحقبة خاض العالم حربا مجنونة (الحرب العالمية الأولى) أتت على الأخضر واليابس، وجعلت المنطقة على شفير الهاوية، وكان الناس جياع يملأهم الخوف، والأحوال الاقتصادية صعبة، وظروف الحياة قاسية؛ لذلك قرر البعض السفر إلى ما وراء البحار تاركين عوائلهم وراءهم على أمل تحسين أحوالهم المعاشية.
جزء هاجر إلى أمريكا الشمالية، وجزء اختار أمريكا اللاتينية، وبشكل خاص البرازيل، وتقدر بعض الإحصاءات عددهم بنحو 15 ألف مغترب، والآن يعيش الجيل الرابع من هؤلاء المغتربين في أرض المنفى، لكن حنينهم لوطنهم ظل قائما، وظلوا متمسكين بعروبتهم وبفلسطينيتهم، وظلوا على تواصل مع بلدتهم ومسقط رأس أجدادهم، وجزء معين منهم لم يفقد مواطنته (الهوية)، ولكن حتى أولئك الذين حصلوا على جنسيات أجنبية ظلوا على تواصل مع الوطن، ويزرونه بجوازاتهم الأجنبية، بل ويقدمون كل ما يستطيعون من دعم مالي وتشجيع ومساهمات في تنفيذ الكثير من المشاريع التي تعود بالفائدة على الناس، وتثبت صمودهم، وما زالت بيوتهم مفتوحة، أو بنوا منازل جديدة على الطراز الحديث، يأتون إليها في فصل الصيف خصوصا، ليجددوا علاقتهم بالوطن. [28]
5.         الواقع التعليمي في المدينة
5.1    التعليم في زمن ما قبل افتتاح المدارس
اهتم أهالي بيتونيا بالتعليم منذ زمن بعيد، وقبل أن تعرف المجتمعات المدارس النظامية كالتي نراها اليوم، فكان الكتاتيب هو الأسلوب المتبع في تعليم الأطفال القراءة والكتابة والعلوم والحساب وحفظ القرآن الكريم، وفي بيتونيا كان المسجد العمري المكان المستخدم كمدرسة كتاتيب، وكانت الدفاتر عبارة عن لوح من الخشب، والأقلام عبارة عن حجر من الحور، وكان أول مدرس كتاتيب في بيتونيا الشيخ "حسين الخطيب"، حيث قدِمَ هذا الشيخ مع حملة إبراهيم باشا - ابن محمد علي باشا حاكم مصر-  فاستقر به المقام في بيتونيا ، ولا يزال أحفاده مقيمون في المدينة حتى اليوم.
وفي العام 1925 تأسست أول مدرسة للذكور في بيتونيا، وكانت مكونة من غرفتين تقعان بالقرب من المسجد العمري، ثم جرى بناء المدرسة بموقعها الحالي (الثانوية) والتي تبرع بموقع بنائها السيد "يوسف حسن عودة" عام 1932. بعد ذلك قام الأهالي بجمع التبرعات لبناء المدرسة، وبفضل تعاون الجميع تم بناء وتجهيز المدرسة، وقد بلغ عدد طلابها عام 1947 (194) طالب.
وفي العام 1950 زار المدرسة وزير المعارف في المملكة الأردنية الهاشمية الشيخ "أمين الشنقيطي" وفي العام 1954 زار المدرسة وزير التربية والتعليم "محمد علي الجعبري" وكتب كلمة شكر في سجل المدرسة، وفي العام 1971 تم توسعة المدرسة بإضافة صفوف جديدة، وأصبحت مدرسة ثانوية، وفي العام 1978 تم افتتاح الفرع العلمي. وفي العام 1994 بلغ عدد طلابها (707) طالب، وفيها اليوم مكتبة جيدة تضم نحو 4000 كتاب.
5.2     واقع التعليم اليوم
لم يتوقف التعليم عند الذكور، رغم أن تعليم الإناث تأخر قليلا، إلا أن أهالي المدينة أدركوا أهميته، فتوجهت مجموعة من الأهالي إلى مدينة القدس لمقابلة القائم مقام، وكان اسمه "كاثيوس" وطلبوا منه افتتاح مدرسة للبنات في بيتونيا، وعلى إثر الزيارة زار "كاثيوس" بيتونيا، واستقبله الأهالي استقبالا حسنا، وعلى مائدة الغداء تقدموا بمطالبهم وكان أهمها إنشاء مدرسة للبنات، وتعبيد الشارع الرئيسي، وتعيين "موسى الحاج" مدرسا في مدرسة الذكور، كان هذا في العام 1936، وفي العام التالي تم افتتاح أول مدرسة للإناث في البلدة، وتم تعيين المعلمة "أسماء عطية" من القدس كأول معلمة تتقاضى أجرا من حكومة الانتداب البريطانية، وإن كانت المعلمة "مهربان" من البيرة قد سبقتها، لكنها كانت تتقاضى أجرا من أهل البلدة.
وفي سنة 1940 تولت إدارة المدرسة "زهية عبد الرحمن" وبقيت مديرة لثلاث سنوات، ثم تعاقب على الإدارة بعدها مجموعة من المربيات الفاضلات، وقد بلغ عدد الطالبات سنة 1994 (617) طالبة.
وتضم بيتونيا اليوم ستة مدارس حكومية، ومدرسة خاصة، وما يزيد عن خمسة عشر روضة أطفال، بالإضافة لأربعة كليات مجتمع.
5.3    إحصاءات عامة متعلقة بواقع التدريس
6.         المؤسسات العامة والخاصة في المدينة
6.1  البلدية [29]
تم تأسيس أول مجلس قروي لبتونيا سنة 1953، وكان حينها برئاسة السيد "فهمي عبد الله حسن، ومن ثم تم تشكيل أول مجلس بلدي سنة 1965 وكان حينها برئاسة قائم مقام رام الله – السيد "صلاح الناظر"،  ثم تولى رئاسة المجلس في نفس السنة السيد "فخري عيسى قرط".
تحول المجلس القروي إلى مجلس بلدي في العام 1965، وكان امتدادا للدور والوظيفة والخدمات التي كان يؤديها المجلس القروي من قبله. وكان أول مجلس برئاسة صلاح الناظر، تبعه في نفس العام لرئاسة المجلس فخري عيسى، وقد جرت أول انتخابات للمجلس البلدي سنة 1972، فاز فيها السيد فخري عيسى، ومن ثم في سنة 1976، حيث فاز السيد أحمد عثمان، وقد خلفه السيد عبد الله رزق في العام 1986، واستمرت كذلك حتى سنة 2005، حيث جرت ثاني انتخابات في ظل السلطة الوطنية الفلسطينية، وأفرزت نتائجها عن فوز السيد "عرفات محمود خلف" برئاسة المجلس البلدي. وعدد أعضاء المجلس 13 منهم 2 من النساء و11 من الرجال. ويعمل في البلدية 25 موظف وموظفة واحدة فقط.
كانت للمجلس البلدي السابق رؤية مستقبلية واضحة، وكذلك رؤية تحليلية لواقع المدينة، أدت به لوضع خطة إستراتيجية لبناء بنية تحتية للمدينة، وتطوير النظام الإداري والمالي في البلدية، ومن أجل البدء بتنفيذ مشاريعها كان لا بد من الاعتماد أولاً على موارد البلدية، كما كان لإنشاء علاقة وثيقة مع الجمهور (العلاقات العامة) ومركز خدمات الجمهور الأثر الايجابي في إشراك الجمهور المحلي في صنع القرار، وبذلك بدأت تُنظم لقاءات دورية تدعو فيها المواطنين لإبداء أرائهم والكشف عن احتياجاتهم ومشاكلهم، وارتبطت هذه الطريقة مع قاعدة بيانات ميدانية وإحصائية، وبذلك يتم اختيار نوع المشروع المنوي تنفيذه وتحديد أولويته بدقة وموضوعية.
وارتبط تنفيذ الخدمات وتحسينها بالتطوير الإداري والمالي، وتطوير القدرات لأقسام البلدية مما أدى إلى تحسين نوعية الخدمات نحو الأفضل، وتوزيعها بعدالة لجميع الأحياء بشفافية. وتم مراعاة تشغيل أيدي عاملة من المدينة في حالة تنفيذ مشاريع البلدية لتخفيف نسبة البطالة. ومن البرامج الهامة التي وضعتها البلدية هو تفعيل وإدماج دور المرأة في المجتمع، فتم إدخال عنصر المرأة في وظائف البلدية، وتم التعاون مع المنظمات الأهلية غير الحكومية (NGO) بذلك. وخصصت البلدية ركناً هاماً للمرأة في مركزها في البلدية، وقامت بإنشاء مركزاً جديداً بتجديد وترميم مباني قديمة خصصت لإنشاء جمعية سيدات بيتونيا، ولا زالت البلدية ترعى هذه الجمعية وتشجع نشاطاتها. كما قامت بإنشاء مركز لرعاية الطفل وحمايته بالتعاون مع الحكومة اليابانية. وتقوم دوماً بدعم النادي الشبابي الاجتماعي في المدينة. ولأن المدينة قد تعرضت للاجتياح عام 2002 مما تسبب في تخريب أكثر من (375) بيتاً وهدم (7) بيوت بالكامل نتيجة قصف الأحياء من الجيش الإسرائيلي وتم تخريب الطرق وشبكات المياه والإنارة، فقد أعطيت الأولوية بعد عام / 2003 لإعادة إعمار البنية التحتية المدمرة بالتعاون مع وزارة الحكم المحلي والدول الصديقة. وكما يلي:
المشاريع قيد التنفيذ
1.    بناء مدرسة ذكور جديدة بمساحة 1570 م2 من ميزانية البلدية.
2.    بناء مخازن ومكاتب لأغراض الاستثمار بمساحة 800 م2 من ميزانية البلدية.
3.    تطوير شبكة إنارة الشوارع من ميزانية البلدية.
4.    زراعة أشجار تجميلية في الشوارع من ميزانية البلدية.
5.    شراء 50 حاوية حجم صغير، و 10 حاويات حجم كبير من ميزانية البلدية.
6.    تعبيد وصيانة الطرق من ميزانية البلدية.
7.    صيانة شبكة المياه من ميزانية البلدية.
المشاريع المنجزة من عام 2001 – لعام 2005
1.    إصلاح وتأهيل البنية التحتية المدمرة نتيجة الاجتياحات الإسرائيلية.
2.    إصلاح الطرق المدمرة من ميزانية البلدية وبالتعاون مع USAID.
3.    إصلاح وتأهيل شبكة المياه المدمرة وبالتعاون مع المجموعة الأوروبية وسلطة المياه الفلسطينية.
4.    إصلاح شبكة الإنارة المدمرة من ميزانية البلدية وبالتعاون مع وزارة الحكم المحلي.
5.    إصلاح واستبدال حاويات النفايات المدمرة بدعم من وزارة الحكم المحلي.
6.    إصلاح البيوت المدمرة والمصابة من القصف الإسرائيلي لأحياء المدينة وبالتعاون مع وزارة الأشغال العامة.
  تنفيذ وإكمال المشاريع التالية:
قطاع الطرق والإنارة
  1. فتح وتعبيد طرق جديدة بمساحة (50000 م2) من ميزانية البلدية ودعم وزارة الحكم المحلي والبنك الإسلامي.
  2. إنشاء عبارة تصريف مياه الأمطار بطول (600 م) وتكلفة (65000$) بدعم من UNDP.
  3. إنارة كافة أحياء وشوارع المدينة.
قطاع المياه
  1. إنشاء شبكة مياه حديثة بدعم من المجموعة الأوروبية بقيمة (400000 $)
قطاع التعليم
  1. بناء مدرسة جديدة (مدرسة الشروق الأساسية) بمساحة (1570 م2) بدعم من الحكومة الهولندية بتكلفة (550000$) .
  2. طابق إضافي للمدرسة الأساسية بمساحة (1,000 م2) من ميزانية البلدية وبالتعاون مع المتبرع المرحوم عيسى الطاهر بتكلفة (200,000$).
  3. استئجار مدرسة بتكلفة وأجرة سنوية (18,000) دينار.
  4. إنشاء مدرسة جديدة للذكور بمساحة (1570م2) بتكلفة (750,000$).
  5. صيانة المدارس القائمة وتطويرها وبناء غرف إضافية.
  6. تنظيم محاضرات ودروس تقوية لطلب التوجيهي في المدينة.
قطاع المرأة والطفل والشباب
  1. إنشاء مقر جديد لجمعية سيدات بيتونيا ودعم ورعاية الجمعية بالتعاون مع مؤسسة (SIDA) السويدية بتكلفة (90,000$)
  2. افتتاح مركز لذوي الاحتياجات الخاصة في مكاتب البلدية (CBR) ودعم نشاطاته في المدينة.
  3. بناء مركز رعاية الطفل بالتعاون مع الحكومة اليابانية ووزارة الشؤون الاجتماعية بتكلفة (950,000$).
  4. دعم ورعاية المخيمات الصيفية للأطفال. ودعم إنشاء مبنى نادي بيتونيا الجديد ودعم نشاطاته.
 القطاع الصحي والبيئة
  1. تطوير كادر قسم النظافة والصحة العامة في البلدية.
  2. شراء سيارة نفايات حديثة بتكلفة (100000 $) من ميزانية البلدية.
  3. شراء حاويات نفايات حديثة عدد (150) وحدة بتكلفة (40000$).
  4. نشر برامج التوعية الصحية وفي مجال الحفاظ على سلامة البيئة.
  5. الاشتراك مع البلديات المجاورة في مجلس الخدمات المشترك لإنشاء مكب نفايات جديد وإدارته المشتركة بالتعاون مع جامعة بير زيت ووزارة الحكم المحلي.
  6. تصديق مخططات الصرف الصحي وترخيص موقع محطة التنقية بعد أن ظل المشروع معرقلاً من سلطات الاحتلال لسنوات طويلة، حيث اعتمد دعم المشروع من قبل البنك الألماني للتنمية KFW  وسلطة المياه الفلسطينية ووزارة التخطيط والتعاون الدولي.
قطاع التطوير المؤسساتي
  1. لقد وضعت البلدية أولوية التطوير الإداري والمالي وكذلك برامج التخطيط الاستراتيجي في طور التطبيق حيث تم البدء بالمرحلة الأولى لبرنامج التطوير البلدي ضمن البرنامج المشترك (لبلديات) رام الله، البيرة، بيتونيا، سلفيت بمساعدة المؤسسة الألمانية للتعاون الفني (GTZ) ووزارة الحكم المحلي.
  2. تم البدء بتجربة استخدام برامج حديثة في النظام المالي والجباية (نظام الاستحقاق المالي) وكذلك برنامج استقبال طلبات وشكاوي الجمهور (نظام الشباك الموحد) OSS للتسهيل على المواطنين وتنظيم الأداء الوظيفي.كما تشترك البلدية في مشروع المتروبوليتان والتخطيط الاستراتيجي المستقبلي (لبلديات) رام الله، البيرة، بيتونيا لوضع رؤية وحلول للمشاكل الحالية وعمل خطة تنموية مستقبلية وإستراتيجية لتطوير المدينة.
3.      العلاقات العامة: أعطت البلدية مفهوم العلاقات العامة والأولوية الخاصة، حيث أنشأت لها نواة، وبصدد تطوير الكادر الوظيفي في البلدية في المجال الداخلي والخارجي للعلاقات العامة. وتم تنظيم حوارات متعددة مع الجمهور لإشراكه في إبداء الاقتراحات وتقديم الأفكار وتحديد أولويات الخدمات والمشاريع.
 مكافحة الفقر والبطالة (القطاع الاجتماعي)
 نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها أبناء مجتمعنا، فقد زادت نسبة البطالة والفقر؛ لذلك تقوم البلدية بعدة فعاليات هامة لمكافحة الفقر وتخفيض نسبة البطالة في المجتمع كما يلي:
  1. تشغيل أبناء المدينة في المشاريع التي تنفذها البلدية لخلق فرص عمل.
  2. إجراء تسهيلات مالية وتشجيعية للمستثمرين في المدينة (تخفيض الضرائب)
  3. تقديم المساعدات المادية لذوي الاحتياجات في فترة الحصار.
  4. تقديم المساعدات المالية للطلبة والمحتاجين.
المشاريع المنجزة من عام 1996 – عام 2001
لقد مرت مدينة بيتونيا بفترة زمنية طويلة تحت حكم الاحتلال الإسرائيلي، لم تقام فيها مشاريع تذكر وبالتالي انحصر وتجمد تطوير المدينة. وقد اجتازت المدينة مرحلة أكثر حدة وقسوة في الانتفاضة الثانية (2001 – 2003) حيث تم تدمير البنية التحتية بكاملها في المدينة خاصة شبكة المياه والطرق وخدمات النفايات، وحتى تدمير البيوت.
وبعد عام (1996) وهو تاريخ تسلم المجلس البلدي بعد قدوم السلطة الوطنية قامت البلدية باتجاه مجموعة مشاريع هامة (كما هو موضح) في بند مسؤولية البلدية دمر كثيراً منها أثناء الانتفاضة وتم إعادة إعمار جزأ هاماً منها من ميزانية البلدية، أو بمساعدة الدول المانحة.
1.      بناء إضافي لمبنى البلدية بتكلفة (200000$) بتبرع من أهالي بيتونيا في المهجر ومن ميزانية البلدية.
2.      توريد سيارة نفايات بتبرع من الحكومة الإسبانية.
3.      شراء سيارتين نقل ومراسلات من ميزانية البلدية.
4.      شق وتعبيد شوارع بقيمة ثلاثة مليون دولار من ميزانية البلدية.
5.      تأهيل المدخل الغربي للمدينة بدعم من الحكومة الإيطالية ومن ميزانية البلدية بقيمة (200000$).
6.      تطوير شبكة المياه.
7.      صيانة المدارس.

المشاريع المستقبلية

لقد وضعت البلدية خطة إستراتيجية لتطوير المدينة وتهيئتها لتلبية حاجة الإخوة المواطنين في المستقبل وحين تسنح الفرص السياسة والإمكانيات الاقتصادية بذلك.

وبذلك تم إعداد مجموعة مشاريع تنموية هامة لتطوير البنية التحتية في المدينة آخذين بعين الاعتبار النمو السكاني العالي والسريع في المدينة، وقد تم تقديم هذه المشاريع للعديد من الدول المانحة لتوفير الدعم المالي للبدء بتنفيذها. ومن ضمنها المشاريع المشتركة مع البلديات المجاورة، مثل معالجة المخلفات الصلبة (النفايات) وشبكة الصرف الصحي، ودراسة خطوط المواصلات على مستوى المحافظة. ونبين فيما يلي مجموعة من هذه المشاريع:

إنشاء شبكة الصرف الصحي في المدينة

تفتقر مدينة بيتونيا لوجود شبكة للصرف الصحي فيها، مما أدى لوجود مشكلة بيئية حادة في المدينة وانتشار الأمراض نتيجة انسياب مياه المجاري بين الأحياء وفي الأراضي، كما تشكل خطر تلوث المائدة المائية في المياه الجوفية في المنطقة. ونظراً لعدم فاعلية محطة التنقية لمدينة رام الله المجاورة فقد توحدت الجهود في المدينتين لعمل مشروع مشترك للصرف الصحي فيهما، وتم إنجاز دراسة الجدوى والمخططات الأساسية (Master Plan) وصودق عليها من الجهات المختصة عام / 2005 بعد طول انتظار وتعطيل من الجانب الإسرائيلي. وقد التزمت الحكومة الألمانية بدعم وتمويل هذا المشروع من خلال بنك التنمية الألماني (K.F.W).

إنشاء الحدائق والساحات العامة:

أعطيت الأولوية القصوى لإنشاء منتزه عام في المدينة، تحقيقاً للوصول لهدف التنمية المجتمعية المستدامة وتوفير الفرص للعائلات في المدينة للتخفيف من الضغوط النفسية عليها وخاصة الأطفال، وذلك إشراك الشباب والأطفال في فعاليات ترفيهية وثقافية واجتماعية والحفاظ على سلامتهم وإعداد جيل متعاضد ومتعاون وصالح.

 6.2    أهم الجمعيات والمؤسسات

أهم المؤسسات العامة الموجودة في المدينة:
  • ستة مدارس حكومية، ومدرسة خاصة، وما يزيد عن خمسة عشر روضة أطفال.
  • خمسة مساجد كبيرة، وأكثر من عشرة مساجد صغيرة.
  • نادي اجتماعي ثقافي فني رياضي كشفي.
  • خمس جمعيات اجتماعية خيرية نسائية.
  • مركز لرعاية الطفولة وهو تابع للشؤون الاجتماعية.
  • مركز رياضي يتبع وزارة الشباب.
  • مركز لرعاية الأمومة والطفولة يتبع وزارة الصحة.
  • مركز بريد. ومكتب لوزارة العمل.
  • الممثلية الهندية والممثلية السريلانكية والسفارة التونسية.
  • العديد من الشركات التجارية والمصانع المختلفة.
  • أربعة كليات مجتمع (ابن سينا، الكلية العصرية، كلية أبو جهاد، كلية المستقبل).
  • جمعية سيدات بيتونيا.
  • مراكز طبية خاصة (حمارشة، أبو الخير، مركز CBR للمعاقين).
جمعية سيدات بيتونيا
تأسست الجمعية عام 2000، ورئيستها المنتخبة حاليا هي السيدة عدالة، وأهم نشاطات الجمعية:
1.    عقد الدورات التدريبية للسيدات في مجال الخياطة والإسعاف الأولي وبعض الحرف اليدوية والصناعات الغذائية المنزلية.
2.    تقديم المساعدات الإنسانية والإرشادية للنساء في المجتمع المحلي.
3.    خدمة المجتمع المحلي في كل ما يتصل بالنساء والأطفال والأعمال الطوعية.
جمعية اللد الاجتماعية
تأسست عام 2004، وهي جمعية خيرية غير ربحية، أهدافها التمكين المجتمعي، والعمل الثقافي والاجتماعي، وتأمين الخدمات لأعضائها وللفئات المحتاجة. ولديها فرع في بيتونيا.
اتحاد نادي بيتونيا
يقع النادي على الشارع الرئيسي بالقرب من المدرسة الثانوية للذكور، تأسس عام 1973، ويرأسه حاليا السيد ضياء محمد قرط، وأهم نشاطاته:
1.    الاهتمام بالفرق الرياضية وخاصة كرة القدم
2.    الاهتمام بألعاب كرة الطاولة والكراتيه
3.    إقامة الدورات الخاصة، ودورات تقوية الطلبة
4.    إقامة المخيمات الصيفية للأشبال والزهرات
5.    تنظيم المسابقات الثقافية والرياضية.
6.    إنشاء فرق فنون شعبية للدبكة.
7.    المساهمة في تشجير المدينة والقيام بالنشاطات الطوعية
8.    إقامة معرض للكتب
9.    تنظيم الإطارات الجماعية في شهر رمضان.
10.  عقد الندوات والمحاضرات والمسرحيات الهادفة والترفيهية.
العيادة الصحية
تأسست العيادة الصحية سنة 1976، وهي مؤسسة حكومية تتبع وزارة الصحة، وتتكون من غرف للانتظار وغرف للممرضات وعيادة للفحص، وتقدم المطاعيم الصحية خاصة للأطفال والأمهات، ويعمل فيها طبيب مناوب وممرضتان على الدوام.
البريد
قبل العام 1953 كان المختار يقوم بنفسه بإيصال الرسائل لأصحابها، بعد أن يحضرها من بريد رام الله، وفي العام 1953 تأسس أول مكتب للبريد في بيتونيا، وأصبح يتبع المجلس القروي، وتم توصيل أول خط هاتف في العام 1956، وكان مخصصا لرئيس المجلس، وفي العام 1958 تطور المكتب فأصبح شعبة بريد منفصلة، وفي العام 1963 تم تأسيس بريد مستقل بذاته كان يقع حينها شمال البلدة، ثم تم نقله إلى موقعه الحالي في مبنى البلدية. ويقدم مكتب البريد كافة خدمات البرق والهاتف والاتصال والرسائل وغيرها.
الشركات والمصانع
1.    شركة دار الشفاء للأدوية
تأسست عام 1985، تضم سبعة عشر قسما، بالإضافة إلى قسم الأدوية البيطرية، ويعمل فيها 200 موظف وعامل وفني، وتقع بالقرب من السفارة الهندية، وتختص بصناعة الأدوية البشرية والبيطرية، وتصدر منتجاتها إلى روسيا وروسيا البيضاء، وهي حاصلة على أهم شهادات الجودة العالمية.[30]
2.    شركة نوبل للتجهيزات الطبية
تأسست الشركة عام 1993، وتضم خمسة أقسام، ويعمل فيها 25 موظف وعامل وفني، وتختص بالمنتجات والمستهلكات الطبية، وتقع بالقرب من مفترق عين عريك، وتصدر منتجاتها لبريطانيا وأمريكا وماليزيا والهند.[31]
3.    شركة أراستك للصناعة والتجارة
تأسست الشركة عام 1996، وتضم قسمين فقط، ويعمل فيها 20 موظف وعامل وفني، وتقع الشركة بالقرب من مبنى البلدية، وتختص بصناعة وإنتاج خزانات المياه البلاستيكية المعدة لمياه للشرب، ولا تصدر للخارج.[32]
4.    شركة سنقرط للمنتجات الغذائية
تأسست الشركة عام 1985، وتضم أربعة أقسام رئيسة، ويعمل فيها 520 موظف وعامل وفني، وتقع الشركة بالقرب من مبنى الأمن الوقائي، وتختص بإنتاج وتصنيع السكاكر والحلويات، وتصدر منتجاتها إلى أمريكا وروسيا وأوروبا والإمارات وتونس والجزائر.[33]
6.3     متنزه بلدية بيتونيا
انطلاقا من دور البلدية كمؤسسة خدماتية، وتوظيفا لمخرجات المخطط الاستراتيجي لتنمية المدن الثلاث رام الله والبيرة وبيتونيا، والذي كان من أهم مخرجاته إنشاء حدائق في مناطق مهمشة، كان مشروع متنزه بلدية بيتونيا أحد المشاريع التي بادرت البلدية إلى تنفيذها، وقد حصلت البلدية على تمويل لهذا المشروع من رئاسة الوزراء. ويخدم هذا المتنزه - الوحيد في المدينة - ما يزيد عن عشرين ألف مواطن، هم تقريبا عدد سكان بيتونيا.
يغطي المشروع مساحة قدرها ستة دونمات، ويحتوي على منطقة خدمات، وممرات للمشاة، وأحواض زراعية، ومسرح مفتوح، ونوافير للمياه وأمكنة خاصة لألعاب الأطفال، وقد روعي أن يتم التنفيذ قدر الإمكان باستخدام مواد طبيعية كالصخر الطبيعي العشوائي، وحجر الخرام، كما تم مراعاة ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويهدف مشروع المتنزه إلى خلق بيئة عامة ترفيهية للجمهور، ومراعاة الاشتراطات البيئة المحيطة والحيوية والبشرية. وتم تنفيذه خلال مدة مائة وخمسون يوم.

المعيقات والصعوبات التي تواجه بيتونيا

أولا: المشاكل التي تتعرض لها المدينة من الاحتلال الإسرائيلي:

عاشت مدينة بيتونيا على مدى أكثر من ثلاثين عاماً تحت الاحتلال الإسرائيلي، وفي ظل إهمال وحرمان وعدم تطوير لمرافقها. لا بل ضمن سياسة هدم وتخريب وتهميش متعمد، حتى خرج الاحتلال المباشر من المدينة، وتمركز حولها، وذلك تنفيذا لاتفاقات أوسلو 1994 التي نصت على تسلم المدينة من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية، وفي العام 1998 تسلمت السلطة فعليا مدينة بيتونيا، ووجدتها مدينة تفتقر لأهم الخدمات، وفيها بنية تحتية ضعيفة وهشة.

ومع بداية الانتفاضة فرضت القوات الإسرائيلية حاجزا عسكريا بالقرب من بيتونيا (حاجز عين عريك) والذي استمر لثلاث سنوات، وكان يخنق المدينة من الجهة الغربية ويعزلها عن محيطها.

وأثناء الاجتياح الإسرائيلي لمدن الضفة عام 2002 تم تدمير الكثير من البنية التحتية من قبل الجيش. وما زالت الحكومة الإسرائيلية تحاصر المدينة بطرق عسكرية مختلفة، أهمها وأخطرها إنشاء جدار الفصل العنصري، وإغلاق الطرق، وجود سجن "عوفر" عند مدخلها الشرقي؛ وبسبب هذه الإجراءات زادت نسبة البطالة، وانخفضت مدخولات المواطنين إلى الحد الأدنى.

كما شقت سلطات الاحتلال الطرق العسكرية الالتفافية، والتي كانت من أراضي المدينة، وهذا يعني محاصرتها من الجهة الغربية والجنوبية، وبذلك فأنها تمنع التوسع في المساحة العمرانية للمدينة وتقتطع أراضي زراعية هامة.

وتقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإنشاء جدار الفصل العنصري على أراضي المدينة، حيث اقتطعت لهذا الغرض وصادرت مساحة (1600 دونم) أي (1.6 كم2) من أراضي المواطنين الزراعية، وهي مزروعة بأشجار الزيتون والفواكه والحبوب. وبذلك حرمت المواطنين من مورد رزق أساسي لهم.

وهذا الجدار العنصري الذي يحيط بالمدينة من الغرب والجنوب، عزل خلفه أكثر من (12000 دونم) وأصبح من الصعب استغلال هذه الأراضي. وبالتالي فإن حرمان المزارعين من استغلال أراضيهم ومصادرتها قد خفض مستوى المعيشة لأصحابها، وازدادت نسبة البطالة في المدينة ومنع كذلك التوسع العمراني المستقبلي، وآثر سلباً على البيئة.

كما أعاقت سلطات الاحتلال تنفيذ شبكة الصرف الصحي في المدينة نظراً لوقوع محطة التنقية في منطقة (C) من أراضي المدينة التي ما زالت تسيطر عليها قوات الاحتلال، مما يشكل أزمة بيئية خطيرة في المدينة، حيث تم تعطيل المشروع عدة سنوات.

ثانيا: المشاكل الناجمة عن التطور السكاني

إن الازدياد المتسارع للسكان الذي يبلغ حوالي (6 ~ 10% سنويا) قد فرض على البلدية إيجاد حلول سريعة لمواجهة آثاره وتداعياته، خاصة فيما يتعلق بإنشاء مدارس جديدة في كل فترة زمنية تقدر بمدرسة لكل عام. ولقد وفرت البلدية لهذا الهدف مجموعة قطع أراضي في أماكن متنوعة في المدينة، وكذلك وفرت المخططات الكاملة لتنفيذ هذه المدارس، ولكن تبقى مشكلة التمويل.

أيضا فرض الاكتظاظ السكاني ضرورة البحث عن حلول لمواجهة أزمات الإسكان المحتملة، وارتفاع أجور الشقق، خاصة وأن معظم أراضي المدينة غير "مطوّبة"، الأمر الذي خلق مشاكل عديدة بين السكان بشأن تثبيت الملكية.

الزيادة الهائلة في تعداد السكان، والتي حصلت ضمن فترة قصيرة لا تتجاوز بضع سنوات (بلغت 100%) أدت إلى زيادة عدد السيارات المملوكة وسيارات الأجرة العمومية، وبالتالي نتج عن ذلك أزمات مرورية خانقة عند المفترقات وبالقرب من منطقة المدارس، خاصة في فترات الذروة، وهذا يتطلب تعبيد المزيد من الطرق، وتوسعة بعض الطرق الرئيسة، مع وضع الإشارات التحذيرية والإرشادية.

بسبب عدم توفر مكتبة في المدينة صار المواطنون يتجهون إلى مكتبات مدينتي البيرة ورام الله، وذلك لحاجتهم الماسة لمواكبة التطورات العلمية والثقافية.

لا تتوفر في المدينة الكثير من المرافق الهامة، أو أنها غير متوفرة بالقدر المطلوب، مثل حمامات عامة، مظلات في الشوارع، مقاعد عامة، محطات انتظار الباص، نوافير ونصب تذكارية، خدمات عامة للسياح والزوار، الكثير من الشوارع لا يوجد لها رصيف، وغير ذلك.

لا تتوفر في المدينة شبكة صرف صحي (للمياه العادمة)، وهذا ما يؤدي إلى كثرة الحفر ﺍﻻﻣﺘﺼﺎﺻﻴﺔ التي تسبب خراب التربة، وتلوث المياه الجوفية، خاصة وأن البعض يقومون بطرحها ﻓﻲ مناطق ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ، أو عبر قنوات.

ﺇﻥ التخلص ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺼﻠﺒﺔ ﻭﺇﺩﺍﺭﺗﻬﺎ ﻫﻲ مشكلة متزايدة، وﺗﻮﺍﺟﻪ المدينة، وتضر ببيئتها وتشوه جمالها، لذا يجب ﻋﻠﻰ البلدية بالتعاون مع السلطات المحلية معالجتها، وبطريقة حديثة وفعالة.

 الخاتمة والتوصيات

هذا البحث عبارة عن محاولة لتدوين وتوثيق تاريخ بيتونيا من النواحي التاريخية والديمغرافية والسكانية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية وغيرها، ونسعى أن يكون وثيقة مرجعية تُسجَّل فيها كل ما يتعلق بمدينة بيتونيا، وأن يكون بمثابة نداء لمن يهمه الأمر للتطلع إلى واقع بيتونيا، ومعرفة همومها واحتياجاتها وتطلعاتها الطموحة، وأن يكون هذا البحث أيضا إطارا لحفظ تراث وفلكلور المدينة وتاريخها القديم والحديث.

من خلال هذا البحث يمكن الاستنتاج بأن بيتونيا مدينة مختلطة، تضم سكانا من شتى مناطق وقرى ومدن فلسطين، وفيها أعلى نسبة زيادة سكانية، وتعاني اليوم من الاكتظاظ السكاني، وقد شهدت تطورا لافتا، وازدهارا لا بأس به، وعلى الرغم مما حدث لمواطنيها من معاناة من جراء الاحتلال، ولأحيائها من تدمير أثناء الانتفاضة، ومن التأثيرات السلبية القاسية على المجتمع المحلي فيها بسبب إقامة الجدار العنصري على أراضيها، فقد نهضت رغم كل الصعوبات، وبدأت أخيرا في إعادة البناء والتطوير، فهي مدينة لا تعرف الجمود والتوقف، وهي ذات وتائر نمو سريعة حضرياً واقتصادياً وثقافياً، وفيها الآن نهضة عمرانية وتجارية وثقافية هامة ومتميزة، وفيها نسبة تعليم مرتفعة.

وبالرغم من وجود العديد من المواقع الأثرية الهامة، ومن مناخها الجميل المعتدل، وبيئتها الخلابة، إلا أن تلك المعالم مهملة ومتروكة لعوامل التخريب، كما تفتقر المدينة لأية بنية تحتية لخدمة السياحة، ولا توجد فيها مرافق سياحية، لذلك لا يؤمها السياح بشكل خاص، وهذا مؤسف، لذلك فهذا يتطلب العمل على إصلاح هذا الخلل.

ولأن بيتونيا مدينة هادئة، وجميلة، وتتوفر فيها الخدمات الأساسية، ولديها شبكة مواصلات جيدة، وبسبب قربها من رام الله، أصبحت موئلا ومستقرا، ومكانا يستقطب الفلسطينيين من مختلف المناطق، وهذا غيّر من تركيبتها السكانية، وخلق تداعيات عديدة بحاجة لحلول جذرية وخلاقة.

من أجل النهوض بالمدينة، وجعلها تأخذ مكانتها التي تستحقها في مصاف المدن العريقة، وحتى تصبح مدينة حديثة وعصرية أكثر، وحتى نحل مشاكلها، فإننا نقدم أهم التوصيات التي نراها ضرورية.

 توصيات عامة

1. إنشاء مكتبة عامة.

2. إنشاء مركز للطفولة (إسعاد الطفولة).

3. إنشاء مدارس جديدة.

4. تنفيذ مشروع الصرف الصحي.

5. شق وتعبيد طرق جديدة.

6. تطوير وتوسيع شبكة الإنارة، والتزود برافعة كهربائية.

6. تطوير قسم الهندسة والمساحة في البلدية، واستعمال برامج حديثة مثل (GIS).

7. ترقيم الشوارع والأحياء.

8. تنفيذ مشروع للاستفادة من مياه الأمطار.

9. تغيير مكان مكب النفايات، والاستفادة من الطرق الحديثة لمعالجة النفايات الصلبة بما يحفظ البيئة.

10. توفير مظلات ومحطات انتظار الحافلات ومقاعد عامة.

11. وضع المزيد من اللافتات وإشارات المرور التحذيرية والإرشادية.

12. إقامة نصب تذكارية، ومعالم جمالية كالنوافير والأشكال الفنية في الأماكن العامة.

13. زراعة كافة جنبات الطرق بالأشجار الحرجية المناسبة.

14. خلق بنية تحتية للسياحة، وإنشاء المرافق السياحية والترفيهية.

15. إيجاد صالات رياضية، وملاعب معوشبة.

16. دعم المؤسسات الثقافية والاجتماعية والرياضية في المدينة.

17. رش المدينة بالمبيدات الحشرية للقضاء على الحشرات، خاصة في الصيف.

18. تنظيم الأحياء الجديدة، للحد من البناء العشوائي والاكتظاظ.

19. فرض المزيد من القيود على المباني الجديدة لجعلها تتلاءم مع متطلبات المدن الحديثة.

20. إيلاء قطاع الشباب العناية والاهتمام، والسعي لحل مشكلة البطالة.

 

 7.         المراجع المستخدمة

1.    عابدة وهديب. (1994).  بيتونيا الأرض والإنسان.  ط1. الشرق للطباعة والنشر، رام الله. فلسطين.
2.    الدجاني، أمين الحافظ. (1993).  المدينتان التوأم رام الله والبيره.   ط 1. الشرق للطباعة والنشر، رام الله. فلسطين.
3.    العارف، عارف.(1986). المفصل في تاريخ القدس. ط2  . مطبعة المعارف. القدس. فلسطين.
4.    العارف، عارف.(1986)  نكبة فلسطين والفردوس المفقود.  ط2. مطبعة المعارف. القدس. فلسطين.
5.    الكيالي، عبد الوهاب. (1983)  . الموسوعة السياسية.   ط1 .المؤسسة العربية للدراسات والنشر. بيروت. لبنان.
6.    الدباغ. مصطفى مراد. (1988).  بلادنا فلسطين.  ط2. دار الشفق للنشر والتوزيع، بيروت. لبنان.
7.    عراف، شكري. (2004).  المواقع الجغرافية في فلسطين.  ط1. مؤسسة الدراسات الفلسطينية. بيروت. لبنان.
8.    الصايغ، أنيس، (1984).  الموسوعة الفلسطينية  . ط1. هيئة الموسوعة الفلسطينية. دمشق. سوريا.
9.    وايتلام، كيت. (1999).  اختلاق إسرائيل القديمة.  ترجمة د. سحر الهنيدي، عالم المعرفة، الكويت.
10.   الموقع الرسمي لبلدية بيتونيا.   http://www.beitunia.ps/index.php?id=city
11.   بيتونيا. موسوعة الويكيبيديا.  http://ar.wikipedia.org/wiki
12.  بيتونيا. موقع شبكة البلد.  http://www.wepal.net/vb/showthread.php?t=3152
13.  مقابلات شخصية مع بعض الأهالي والمسؤولين، مبينة في الهوامش المثبتة في متن البحث.
  
8.         الفهرس
المقدمة  ....................................................................  4
وصف البحث وأهميته ......................................................  5
الإشكالية التي يطرحها البحث (الموضوع) ...................................  7
أسلوب منهجية البحث  .....................................................  8
الأهداف العامة للبحث .....................................................  8
المعيقات  ..................................................................  9
مبررات البحث  ...........................................................  10
المحددات الزمنية والمكانية ................................................  10
المخطط العام للبحث  ....................................................  11
خطة البحث  ............................................................  12
بيتونيا بين الماضي والحاضر  ...........................................  13
الخلفية التاريخية للتجمع   ...............................................   13
تسمية المدينة  ..........................................................   14
الموقع الجغرافي والمساحة  ..............................................   15
بيتونيا إداريا وإقليميا  ....................................................   16
المعالم الأثرية   ........................................................   17
مصادر المياه  .........................................................   17
العمارة التقليدية والتاريخية في بيتونيا ....................................   18
الواقع الديموغرافي للمدينة  .............................................   19
عدد السكان قديما وحديثا  ..............................................   19
عائلات المدينة وفروعها  ...............................................   20
تضحيات المدينة وتأثرها بجدار الضم ....................................  22
الواقع الاقتصادي للمدينة ................................................  24
طبيعة عمل السكان قديما وحديثا .......................................   24
المنشآت الصناعية والتجارية والزراعية .................................    26
الزراعة في بيتونيا .....................................................    26
المغتربين   ...........................................................    27
الواقع التعليمي في المدينة قديما ..........................................  29
واقع التعليم اليوم  ........................................................  29
المؤسسات العامة والخاصة في المدينة ....................................  31
البلدية: تأسيسها، مشاريعها الحالية والمستقبلية .............................   31
أهم الجمعيات والمؤسسات .................................................  37
الشركات والمصانع  .......................................................  39
متنزه بلدية بيتونيا  .........................................................  40
المعيقات والصعوبات التي تواجه بيتونيا .....................................  41
الخاتمة والتوصيات  ........................................................  43
المراجع والمصادر .........................................................   45
الفهرس  ....................................................................  46
الملاحق  ..................................................................  48

 [1] وايتلام، كيت. (1999). اختلاق إسرائيل القديمة، ترجمة د. سحر الهنيدي، عالم المعرفة، الكويت. ص 9.
[2] الموقع الرسمي لبلدية بيتونيا.
[3] الدباغ. (1988) بلادنا فلسطين. ص 239.
[4] العارف، عارف. (1986). الفردوس المفقود، ج6، ص 11.
[5] الموقع الرسمي لبلدية بيتونيا.
[6] الدجاني، أمين الحافظ . (1993). المدينتان التوأمان. ص 96.
[7] الدباغ. (1988). بلادنا فلسطين، ج2، ص 370.
[8] العارف، عارف. (1986). المفصل في تاريخ القدس. ص 381-382.
[9] الموقع الرسمي لبلدية بيتونيا.
[10] البطل، حسن. هل بيتونيا كسيحة. جريدة الأيام، المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات، http://www.malaf.info/?page=show_details&Id=10432&table=p_newsp&CatId=7
[11]  موقع شبكة البلد، http://www.wepal.net/vb/showthread.php?t=3152
[12] الدباغ. (1988) بلادنا فلسطين، ج8، ص 372 – 374.
[13] هديب وعايد، (1994).  بيتونيا الأرض والإنسان، ص 135 -136.
[14] عراف، شكري. (2004). المواقع الجغرافية في فلسطين، ص 418.
[15] الجهاز المركزي للإحصاء، تعداد السكان لسنة 1997
[16] الموسوعة الفلسطينية، ص 467.
[17] Village statistics and classification of land and sea ownership in Palestine P.L.O researches center.
[18] الجهاز المركزي للإحصاء، تعداد السكان لسنة 1997.
[19]  موسوعة الويكيبيدا  http://ar.wikipedia.org/wiki
[20] عبد الكيالي، الوهاب. (1983). الموسوعة الفلسطينية، جزء4، ص 110.  
[21] الدباغ. مصطفى. (1988) بلادنا فلسطين، ص 370 – 371.
[22] اللقيمي، ص 117.
[23] هديب وعايدة، (1994). بيتونيا الأرض والإنسان، ص 37.
[24]  تقرير صادر عن بلدية بيتونيا بشأن تأثيرات الجدار، الموقع الرسمي لبلدية بيتونيا.
[25] الحاج "طلال هريش. (15-1-2012) الساعة الثالثة عصرا. أجرت المقابلة الطالبة
[26] إبراهيم شلبي. ( 25-1-2012). الساعة 9 صباحا. مقابلة الطالبة هيام حسونة
[27] تقرير الجهاز المركزي للإحصاء، التعداد العام للسكان والمنشآت لعام 1997.
[28] هديب وعايدة، (1994). بيتونيا الأرض والإنسان، ص 60-70.
[29] الموقع الرسمي لبلدية بيتونيا. http://www.beitunia.ps/index.php?id=city
[30] غادة أبو بكر. 28-1-2012 . مساعد مدير التسويق، أجرت المقابلة  الطالبة نور صوافطة.
[31] زاهي حوامدة . مدير العلاقات العامة، ( 28-1-2012 ). أجرت المقابلة  الطالبة نور صوافطة.
[32] نور حماد .  مدير التسويق، ( 29-1-2012). أجرت المقابلة  الطالبة نور صوافطة.
[33] مهدي سنقرط . مدير التسويق، (29-1-2012). أجرت المقابلة  الطالبة نور صوافطة؟

هناك 4 تعليقات:

  1. 099316186 ابحث عن وظيفه العمر 22 سنه السكن برام الله والافل ان يكو تغليف تعبئه ارجوكم ساعدوني لايجاد الوظيفه

    ردحذف
  2. الاسم اسما نزيه واريد ان احصل ع وظيفه بشركه معروفه تعبيئه تغليف لا يهم 099316186

    ردحذف
  3. الله الله الله ما أجملك

    ردحذف
  4. والله ما بضحك

    ردحذف