أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

سبتمبر 23، 2015

شو بصير عالعيد


استيقظتْ في وقت مبكر، يملأ قلبها الحنين، وتعتريها مشاعر مضطربة، وبنشاطٍ يحركه الأمل بدأت بإجراءات استقبال هذا اليوم الذي تنتظره من عام لآخر، أخرجت دجاجتين من المجمدة، تمهيدا لشيّهما على الغداء، مسحت الغبار عن المناضد والرفوف والصور، اهتمت بشكل خاص بصورة قديمة لأخوتها وهم أطفال، وبجانبها صورة لأطفالهم، كنست للمرة الثانية مدخل البيت، دخلت غرفة الصالون وألقت نظرها على كل زوايا الغرفة، لتتأكد أن كل شيء، مرتب، وفي مكانه: الحلويات، المعمول المكسرات، القهوة السادة، سلة الفواكه ... ثم جلست بالقرب من الشباك، تنتظر ضيوفها الأعزاء.
قبيل الظهر دخل أخوتها الخمسة دفعة واحدة، غمرتها فرحة عارمة، واجتاحتها عاصفة من الأشواق، قبلتهم وحضنتهم بقوة، ثم قادتهم للصالون، وهي تؤهل وترحب، وفي سريرتها كم تمنت لو أن زوجها تأخر قليلا عن جولته التقليدية في كل عيد، حتى تريه أخوتها وتباهيه بهم .. همّت بصب القهوة ..

- بدك تعذرينا، صرنا شاربين لترين قهوة من الصبح.
- طيب معمول، عامليته بإيدي، شكله بشهّي ..
- والله معدتنا ضربت من كثر المعمول والحلو..
- طيب، تفضلو فواكه، ملبّس .. أي شي، مش معقول هيك عالناشف !!
همّوا جميعا بالوقوف، فألحت عليهم بالمكوث حتى الغداء، لكنهم اعتذروا، وعند البوابة، صافحوها واحدا واحدا بعد أن دسَّ كل واحد منهم بجيبها عشرة دنانير وهي شبه مستسلمة، وتداري دمعتها.
وقفت على الشباك لتودعهم بنظرة أخيرة من خلف الزجاج وهم مسرعون نحو السيارة.
- يعني كان لازم تأخرنا، لسه بدك تحكي قصة حياتك، ناسي أنه في أكثر من عشرين "وليّة" لازم نزورهن اليوم ونخلص ..
ومثلما دخلوا بسرعة، اختفوا بنفس السرعة، تاركين وراءهم سحابة أمل أخذت تتبدد ببطء، لكن صدى كلماتهم ظل يتردد في المكان (كل عام وأنتِ بخير) .. عادت للصالون تجر خطواتها، وألقت نظرة ثانية لتتأكد أن كل شيء في مكانه، بانتظار العيد القادم،
جرّت نفسا عميقاً، وقد أيقنت أن عليها تجرع وحدتها عاما آخر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق