أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

يوليو 27، 2015

عن الوضع الفلسطيني، باختصار


 شهدت الساحة الفلسطينية في العشر سنوات الماضية ثلاثة أحداث مهمة، هي: الانقسام، فشل المفاوضات، ودخول الأمم المتحدة (بصفة مراقب)، وعدى ذلك، عاشت القضية الفلسطينية، وما زالت تعيش حالة غير مسبوقة من الركود السياسي، علما بأنه في العقود الأربعة السابقة لم يكن يمر عام، أو حتى شهر تقريبا إلا وتشهد الساحة حدثا مهما يؤثر على مسار الأحداث، ويترك أثرا بالغا على الخارطة السياسية الإقليمية، بل وحتى الدولية .. اليوم للأسف تراجعت القضية، ولم تعد على أجندة الدول الكبرى، ولا من بين أولوياتها. واحتلت مكانها قضايا الصراع الداخلي والاقتتال الطائفي والعنف والإرهاب وداعش ..


هذا التحول الخطير والتراجع الفادح في مكانة القضية الفلسطينية نتاج لتلاقح عاملين: خارجي وداخلي؛ الخارجي تعبر عنه مخططات إسرائيلية وأمريكية مدروسة تنفذها أدواتها في المنطقة، تمهيدا لتحويل الصراع العربي الصهيوني إلى الصراع السني الشيعي، وإطالة عمر إسرائيل لأجل غير معلوم. والعامل الداخلي، الذي لا يقل أهمية، هو نتاج ضعف الحالة الفلسطينية بشكل عام، وعدم قدرة القيادة الفلسطينية على أخذ زمام المبادرة، وعجزها عن إيجاد بدائل ناجعة لمسار الحل السلمي المتعثر.

وبطبيعة الحال، انعكس هذا سلبيا على الوضع الداخلي الفلسطيني؛ ففي الأشهر القليلة المنصرمة سادت موجة غير معهودة من العنف المجتمعي، واجتاحت معظم المدن الفلسطينية. في شهر رمضان لوحده سجلت الشرطة أكثر من 900 شجار عائلي، يعني بمعدل كل يوم 30 "طوشة" .. قُتل وجُرح خلال هذه الفترة عدد كبير من المواطنين، وأُحرقت بيوت ومحلات، إضافة لتزايد ملحوظ في حوادث السيارات المروعة المرتبطة بالسرعة والقيادة المتهورة .. كل هذه المعطيات، إنما تدل على مدى الاحتقان والكبت والإحباط الذي يعاني منه المجتمع، وهذه الحالة المتأزمة ربما تكون ناجمة حالة الفراغ السياسي والنضالي التي تعيشها الساحة الفلسطينية، ولعدم وجود خط سياسي واضح؛ الأمر الذي أدى إلى انحراف البوصلة عن اتجاهها الأصلي (النضال ضد الاحتلال) وتحولها إلى صراعات داخلية، تعطي فرصة لكل النفوس المكبوتة والتي تشعر في داخلها بالهزيمة والعجز بأن تفرغ غضبها وكبتها ضد الطرف الأضعف والأسهل (أي ضد المجتمع نفسه).

قضية خلافة الرئيس أبو مازن من القضايا المهمة جدا، ليس على المستوى الداخلي وحسب؛ بل وعلى المستوى الإقليمي والدولي، لاعتبارات كثيرة، أبرزها مسألة التمثيل الفلسطيني وقيادة السلطة الوطنية ومنظمة التحرير وحركة فتح، خاصة في ظل الانقسام، وتعطل المجلس التشريعي وغياب أي أفق للانتخابات، وعدم وجود نائب للرئيس، أو مؤسسة قادرة على إدارة الشأن الفلسطيني بسلاسة ودون صراعات .. ومع أهمية الموضوع البالغة؛ إلا أنه يتم تجاهله بخفة غير مفهومة، كما لو أن "أبو مازن" سيُخلَّد، وسيعيش للأبد !!  أو يتم التعامل مع الموضوع بشكل خجول ومريب، أو على أنه مؤامرة من حماس وقطر ... وكل من يُطرح اسمه لخلافة الرئيس، ولو من باب المناقشة، يُتَّهم فورا بأنه "دحلاني"، أو "انقلابي" !! هل ننتظر وقوع الكارثة، ثم نبدأ بالتفكير والبحث عن حلول؟ أم هو النهج الفلسطيني في التعامل مع القضايا الكبرى ؟





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق