أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

يوليو 30، 2014

جواسيس الإمارات !!


يتناقل نشطاء على الفيسبوك خبرا غريبا، مفاده أن الوفد الإماراتي المكون من 50 طبيبا وصلوا إلى القطاع بهدف إقامة مستشفى ميداني، هم جميعا جواسيس يعملون لصالح إسرائيل، وأن مهمتهم السرية التي جاؤوا من أجلها إلى قطاع غزة هي جمع معلومات استخبارية عن مواقع كتائب القسام ومنصات إطلاق الصواريخ. وإن المستشفى الميداني الذي كان الطاقم الإماراتي يتجهز لافتتاجه بجوار مستشفى الأقصى بدير البلح، كان يراد له أن يكون أكبر وكر للتجسس داخل القطاع لمصلحة إسرائيل. وأن أبوظبي بعد أن كشف أمرهم بدأت إجراء اتصالات مكثفة مع قيادة حماس لاحتواء الفضيحة، عن طريق محمد دحلان. وأضاف الخبر أن الوفد غادر غزة على نحو مفاجئ من خلال معبر رفح، وترك كافة معداته دون سابق إنذار.


المؤسف أنه في غمرة الانفعالات العاطفية يصدق البعض أي خبر .. ولو طرحنا أسئلة بسيطة لاكشتفنا مدى سذاجة هذا الطرح: كيف نجحت إسرائيل بتجنيد 50 طبيبا إماراتيا مرة واحدة وبهذه السهولة !؟ لاحظوا أنهم أطباء وممرضين يعني أناس متعلمون وليسوا بحاجة للمال. وماهي حاجة إسرائيل لجواسيس إماراتيين، وكيف ستضمن ولاءهم ؟ وكيف سيقدمون معلومات عن أرض يطؤونها أول مرة ؟ وكيف سيتنقلون في ظل القصف وظروف الحرب ؟ وهل منصات الصواريخ على قارعة الطريق بحيث يكتشفها أي عابر سبيل ؟ ولماذا لم تجند إسرائيل جواسيس قطريين ؟ فهذا أسهل عليها بسبب وجود مكتب للموساد في الدوحة، أم أن الشيخ تميم بن جيفارا لا يقبل بذلك ؟ وقبل ذلك، هل استغنت إسرائيل عن الجواسيس الفلسطينيين، أم أنهم نفذوا ؟! ألا يوجد بحوزتهم خرائط لكل شارع وزقاق في غزة منذ أيام الاحتلال ؟ وماذا تفعل الطائرات الزنانة التي لم تغادر سماء غزة منذ سنوات ؟ والأقمار الصناعية ؟ وكيف سيتوسط دحلان مع حماس لاحتواء الفضيحة، وهو المحارَب من قبلها ؟ وكيف يكون مستشفى ميداني وكرا للتجسس ؟؟  وإذا كانت حماس قد اكتشفتهم، فلماذا لم تعلن ذلك، وتقدم الأدلة ؟ وكيف سمحت لهم بالخروج، وهم جواسيس ؟ وهل نسينا أن حماس طالما وصفت الشيخ زايد بصاحب الأيدي البيضاء، وطالما شكرته على بناء مدينة زايد ؟ 


وهنا، لا أتهم ولا أبرئ أحدا، ولا أدافع عن دولة ضد أخرى، ولا أنحاز لطرف دون آخر .. ولكن كان يمكن طرح عشرات الأسئلة الأخرى لتبيان الحقيقة، قبل أن نتهمهم بالخيانة، كان يفترض أن يُرحَّب بهم، وأن يُشكروا على مساعداتهم، وأن يستفيد الجرحى من هذا المستشفى، وأن نكسب دولة شقيقة إلى جانبنا، بدلا من استعدائها .. ولكن على ما يبدو أن تعقيدات المشهد السياسي والخلاف بين قطر والإمارات، ودعم الأخيرة للسيسي، قد جعل البعض يستمرئ توظيف دماء أطفالنا في غزة لخدمة أجنداته السياسية. عن جد عيب .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق