أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

نوفمبر 02، 2013

اللي مش عاجبه .. بلاش


بعد أن عبرنا الجسر، صاعدين إلى العاصمة الحبيبة عمّان، وما أن امتلأ الباص بخمسين راكبا بالتمام والكمال، حتى صعد شرطي أردني ووقف أمامنا وقال بنبرة واضحة: يا إخوان، الأجرة دينار وخمسة وثمانين قرش (1.85) وما حدا يدفع أكثر، وبعد أن نزل مباشرة وقف السائق مكانه بالضبط وقال بنفس النبرة الحازمة: يا إخوان، هذا الشرطي بيكرهني، الأجرة ثلاثة دنانير، واللي مش عاجبه ينزل. (طبعا لم ينزل أحد).
أعلنت الهيئة العامة للبترول أن سعر أسطوانة الغاز هو 63 شيكل، لكن بائع الغاز الذي يوقظ العباد بزواميره قبل أن تصحو العصافير، يقول إن سعر الأسطوانة 75 شيكل، واللي مش عاجبه يشتري من غيري، أو يولع حطب. (المشكلة أن الحطب ليس رخيصا).
تؤكد وزارة التربية والتعليم أن تعنيف الطلبة ممنوع، وأن الضرب أسلوب تربوي عقيم، وعندما يعترض أحد عند مدير المدرسة على تعنيف ابنه من قبل أحد المدرسين، يقول له بصوت جهوري وبنبرة تقريرية: احنا بنربي ابنك اللي معرفتش تربيه، وإذا مش عاجبك انقله لمدرسة خاصة. (ستقول في نفسك: ابني بستاهل الضرب).
تعلن وزارة الاقتصاد عن الحد الأعلى لأسعار جملة من السلع الاستهلاكية الأساسية، وعندما تحتج على سعر اللحمة مثلاً أنه أعلى من السعر المقرر، أو تعترض لأن الذبيحة خارج الثلاجة، يلوّح اللحّام بساطوره الطويل باتجاه الذبيحة، بينما عيناه مركزتان عليك بغضب. (حينها، ليس أمامك خيار، سوى الانسحاب بصمت، أو قبول الصفقة على مضض).
في حياتنا اليومية كثير من التفاصيل التي يجب أن نعترض عليها، وأن نسعى لتغييرها، وأن نحتج، ونرفع صوتنا عاليا .. لكن المشكلة أننا في أغلب الأحيان نكون سلبيين، أو نؤثر السلامة، أو لا نجد أمامنا خيار .. ونصمت .. 
الأب لابنه: إذا مش عاجبتك العيشة شوفلك عيلة ثانية. الزوجة لزوجها: إذا مش عاجبك طبخي طلقني. ضابط المخابرات للصحافي المعترض: إذا مش عاجبيتك البلد هاجر. صاحب الشركة للموظف: إذا مش عاجبك الراتب استقيل. الشرطي للمواطن: إذا مش عاجبك القانون إرحل. الرئيس للشعب: من أنتم حتى تحتجوا !! 
تقول منظمة الأمم المتحدة في مواثيقها: إن كرامة الإنسان وحقوقه وأمنه يجب أن تظل مُصانة في السلم والحرب وووو .. لكن واقع الحال أن البشر لم يطبقوا هذا الشعار الجميل منذ فجر التاريخ .. واللي مش عاجبه كوكب الأرض؛ فليبحث عن كوكب آخر ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق