أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

أكتوبر 20، 2012

تجنيد الأطفال في إسرائيل


من بين أكثر صور تجنيد الأطفال التي تستفز المشاعر الإنسانية، صورة أطفال إسرائيليين يوقّعون أسماءهم على صواريخ إسرائيلية، على وشك أن يطلقها جيش الاحتلال لتدمر بيوت أناس آمنين في قطاع غزة، وهناك صور مشابهة أخرى لصواريخ ستطلق على جنوب لبنان، وهذه الصور تفضح الدعاية الزائفة التي تتبجح بها إسرائيل على أنها دولة متمدنة تنتمي للحضارة الغربية، وأنها تتمثل القيم الإنسانية التحررية !!

لا أعرف تشويها للقيم الإنسانية، وانتهاكا للطفولة، وتحريضا على القتل والكراهية يمكن أن يتفوق على ما تمثله تلك الصور المخزية للأطفال الإسرائيليين، وهم يخربشون بتعليقات حاقدة على الصواريخ، ويتمنون لها أن تؤدي مهمتها في التخريب والتدمير وإنهاء حياة الأبرياء، حتما سيكون من بين الضحايا أطفالا بعمرهم، ذنبهم الوحيد أنهم وُلدوا في الجبهة المضادة.

أولئك الذين ساقوا الأطفال إلى هذه الجريمة النكراء .. كيف سولت لهم أنفسهم المريضة لجلب أطفال إلى معسكرات الجيش في وقت الحرب، وتوريطهم في جريمة قتل المدنيين ؟! وبغض النظر عن الأهداف التي يختارها الجيش، (وهي في الأغلب ضد مدنيين)، وحتى لو كانت ضد أهداف عسكرية، فإن النتيجة واحدة، هي تربية الأطفال على الكراهية وتهيئتهم لأن يصبحوا قتلة، وزرع الفكر العنصري في عقولهم في هذا السن المبكر، لكي ينظروا للعرب على أنهم مجرد "أغيار" لا يستحقون العيش، وأن قتلهم أمر بمنتهى البساطة، يشبه قتل الأعداء في ألعاب الفيديو !!

أولئك المحرضون يعلمون أنهم في حقيقة الأمر إنما يقتلون أطفالهم أولاً، قبل أن يقتلوا أطفال الآخرين؛ أي يقتلون بذرة الخير والبراءة التي يتسم بها أطفال العالم على حد سواء، يقتلون ضمائرهم في مهدها، حتى قبل أن تتشكل، كي لا تصحو فجأة عندما يكبرون، يقتلون الطبيعة الإنسانية في أبنائهم، كي يظل مجتمعهم غير طبيعي ولا إنساني؛ أي مجتمع إسبارطي، لا يعرف غير لغة القتل والحرب، اللغة التي تتناسب مع طبيعة الدور الوظيفي لإسرائيل، وطبيعتها العدوانية.

عندما يتقبل الطفل فكرة القتل، ويستسهلها، فإن مستقبله الوحيد هو أن يصبح قاتلا، أي بمعنى آخر، فإن طرائق التربية الصهيونية تؤدي إلى تجريد الجندي الإسرائيلي من صفاته الإنسانية، ونزع الرحمة من داخله، ليغدو وحشا آدميا، ينفذ أوامر الجيش دون أن يرف له جفن. في الوقت الحاضر تنجح الدعاية الصهيونية في توجيه أولئك القتلة نحو الأعداء "الأغيار"، ولكن هذا لم يدوم طويلا .. عندما لا يجد القاتل أعداء ليقتلهم سيقتل أقرب الناس إليه.

وإلى جانب التربية العنصرية التي يتلقاها الفتية "اليهود" رسميا في مدارسهم النظامية، هنالك تربية أشد عنصرية وأكثر قبحا تتم في المدارس الدينية، تخرّج سنويا الآلاف من المستوطنين الحاقدين، المشبعين بأفكار القتل والتهجير والإقصاء، الذين لا يعرفون من العالم إلا ترهات وخرافات التلمود الحربية، القادمة من كهوف التاريخ، والموغلة في التخلف.

وهؤلاء العنصريون القتلة، لا يتم إنتاجهم فقط في المستوطنات الإسرائيلية؛ بل أن أكثرهم حقدا وأشدهم غباءً أولئك القادمين من المدارس الدينية في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي ينتمون لما يُعرف بالمسيحية الصهيونية، الذين مازالوا يعيشون خارج نطاق العصر، بأفكار ومفاهيم غريبة مفرطة في العنصرية ومشبعة بالأساطير، لا أكاد أصدق أن إنسانا عاقلا يمكن أن يصدقها. وهؤلاء يأتون إلى فلسطين بزيارات تضامن مع دولة الاحتلال الإسرائيلية، وكثير منهم (خاصة الأطفال) بمجرد وصولهم يدخلون في معسكرات تدريب، لتعليمهم فنون القتل والحقد والاستعلاء، ولعل أبشع مثال على هذه الحالة المجرم "جولدشتاين" الذي اقترف جريمة مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق