قبل يومين أصدرت محكمة عسكرية
إسرائيلية حكما يبرئ قتلة المواطنة الأمريكية راشيل كوري، وبذلك تكون راشيل قد
فضحت الاحتلال للمرة الثانية؛ في الأولى أظهرت للعالم تعسف الاحتلال وبطشه وممارساته
اللاإنسانية .. وأبرزت بكل جلاء ووضوح مدى الظلم والأذى الذي يتعرض له المدنيون
الفلسطينيون .. فقبل تسعة سنوات وقفت راشيل بكل شجاعة أمام جرافة إسرائيلية (صناعة
أمريكية) كانت تهم بهدم منـزل يأوي أسرة فلسطينية في رفح، ..
أرادت أن تدافع عن حق
الفلسطيني في الحياة .. أما السائق المشبّع بثقافة القتل والكراهية فقد ظل مصمما
على إكمال جريمته؛ فألقى بطنٍ من الفولاذ الصلب فوق لحمها الطري ...
وفي المرة الثانية فضحت راشيل
ما يسمى بعدالة القضاء الإسرائيلي، وعرّت إسرائيل من ثوبها الزائف، وأظهرت قبح
الاحتلال، حين بيّنت أن جريمة القاتل لم تكن فردية؛ فقد تبنت حكومة إسرائيل فعلته
الشنعاء ..
ل
كن راشيل لم تكتفي بفضح ما
يسمى استقلال القضاء في إسرائيل؛ فقد فضحت أيضا ما ظلت أمريكا تفاخر به أمام
العالم: أنها تحمي مواطنيها في الخارج، وتجيّش الأساطيل لحماية كرامة الأمريكي ...
فهاهو جيش الاحتلال يقتل مواطنة أمريكية بدم بارد، فيما يُـبرأ قاتلها بحكم محكمة
.. والخارجية الأمريكية تلوذ بصمت العار ..
ثم تواصل راشيل نضالها بالكشف
عن المزيد من الفضائح .. وهذه المرة تفضح التخاذل العربي .. بل وتفضح فصاحة الخطاب
الثوري المنمق .. فإذا كان فسطاط المقاومة والممانعة كله، وجماعات الرفض والشجب كلها،
والمزاودون من كل فصيل واتجاه .. لم يجرحوا جنديا احتلاليا واحدا .. فإن راشيل قد
هزت صورة إسرائيل .. وأعطتنا سببا إضافيا لتقديم إسرائيل لمحكمة العدل الدولية، وجعلت
العالم يعرف أن دمها المسال فوق تراب فلسطين يعني أن كل ضمير العالم وأحراره وشرفائه
إنما يقفون إلى جانب الحق الفلسطيني ..
لك الرحمة يا راشيل .. ولترقد روحك بسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق