أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

مارس 28، 2012

العجائب والمستحيلات في فلسطين

ما سأكتبه ينطوي على قدر كبير من المبالغة والتهويل، وفيه من التعميم ما يفقده الموضوعية؛ ومع ذلك -وبصورة ما- هو صحيح حرفيا، وواقعي إلى أبعد حد، وينطبق على البعض في ظروف وأماكن معينة. مثلاً:

·        من المستحيل أن تخلو نشرة أخبار فلسطينية من إحدى الكلمات التالية: استشهاد، اعتقال، إضراب، مسيرة، اعتصام، مصادرة أراضِ، مقاومة، فساد، انفصال .. كما يستحيل أن يخلو شارع من المطبات والحُــفر.
·        العجيب أنه ومع كل هذه الأخبار (اللي بتسم البدن)، وتسبب الجلطات والموت المبكر، ورغم كل ما قيل عن السلطة، إلا أن معدل عمر الإنسان في الأراضي الفلسطينية ارتفع في عهدها خلال العقد الأخير من 61 سنة إلى 71 سنة، وهذا ما تؤكده وزارة الصحة والجهاز المركزي للإحصاء.

·        من المستحيل أن يمر شهر لا يكون فيه مناسبة وطنية، أو ذكرى استشهاد قائد، أو ذكرى مذبحة، أو لا تقع فيه أحداث كبيرة، ومع ذلك ترى الحياة تمشي على نحو طبيعي، وأحيانا يكون الهدوء مبالغا فيه.
·        من العجائب أنه يحصل أحيانا حدثٌ جلَل، ولا تجد تفاعلا شعبيا بمستواه، وأحيانا تخرج مظاهرة لمناسبة هامة فيكون عدد الصحافيين أكبر من عدد المشاركين، وأحيانا تخرج الجماهير الغفيرة عن بكرة أبيها دون أي تغطية إعلامية.
·        من المستحيل أثناء تجوالك بين المحافظات، أن تمر على مفترق طرق وتجد إشارة إرشادية تدلك على اتجاهات المدن. كما يستحيل أن يلتزم السائقون بإشارات "تمهل" أو "أمامك أطفال" أو "خفف السرعة".
·        من الغرائب أنه إذا اجتمع أربعة فلسطينيين قد يتفقون على تحديد من هو أمهر لاعب في الدوري الإسباني، وأحسن سيارة يابانية، وأجمل ممثلة أمريكية، وأفضل روائي روسي ... ولكن عند الحديث في السياسة سيخرجون بأربع نظريات مختلفة عن تحرير فلسطين، وخامسة للاحتياط.
·        من المستحيل أن ينخفض سعر سلعة بعد ارتفاعها، أو أن تجـِد حمّامات عامة نظيفة، أو أن يربح مواطن فقير جائزة مالية، أو أن يستقيل مسؤول من منصبه لأنه أخفق في مهمته.
·        من الغريب أن الحكومة تقوم بتعبيد شوارع جديدة باستمرار، ولكنها لا تتذكّر أنها بحاجة لتمديدات مياه ومجاري واتصالات إلا بعد تعبيدها، فلا يكاد يمر يوم حتى تشق بطنها بالحفريات.
·        من المستحيل أن يصل الموظف آخر الشهر دون أن يستدين, أو أن تجد موظفا لم يقترض من أحد البنوك، كما يستحيل أن يتبرع أحد الأثرياء لتجهيز حديقة أطفال، أو لتصميم معمار فني لأحد الميادين العامة.
·        من الغريب أن البعض مستعد لأن ينفق مبالغ طائلة على بناء منزله، وتشطيبه وتجهيزه، ولكنه بعد سور البيت بسنتمتر واحد غير مستعد لإنفاق فلس واحد. كما أن الجميع يهتم بنظافة المنزل من الداخل ويحرص على مظهره، إلا أن البعض لم يعتد على تنظيف الشارع الذي يسكن فيه، حتى لو تكومت أمام منزله مزبلة.
·        من المستحيل أن تخلو مؤسسة حكومية أو أهلية من الواسطة، أو أن يفوض المدير العام صلاحياته لأحد غيره في حال غيابه، أو أن ينال الموظف حقوقه كاملة بسهولة ويسر.
·        من الغريب أن من قُتِلوا من المدنيين بسبب سوء استخدام السلاح، أو نتيجة الفوضى الأمنية، أو في انهيار الأنفاق، أو بسبب تخزين المتفجرات في المنازل، وإقامة معسكرات التدريب بين الأحياء السكنية، أو في ظروف غامضة كما جرت العادة .. كان عددهم في بعض الأحيان يفوق عدد من قُتِل على يد الجيش الإسرائيلي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق