في رمضان تتقلص ساعات الدوام في الوزارات والبنوك والمؤسسات العامة، وحتى في أثناء ساعات الدوام إذا كانت لديك معاملة أو مراجعة في إحدى الهيئات الخدماتية، ستجد بعض الموظفين كسالى، وفي مزاج متكدر، ويعطّل لك معاملتك وهو يصيح: اللهم إني صائم !!
ثلاث وجبات بطبخة
قبل رمضان وبعده نتناول ثلاثة وجبات يوميا، ولكن بطبخة واحدة، في رمضان نتناول ثلاثة طبخات على وجبة واحدة. طبعا غير الفراطة.
تكشُّف العورات الاقتصادية
قبل رمضان وبعده، يتحايل الفقير على نفسه وعلى عياله، فيسلّكها بصحن حمص، شوية فلافل، زيت وزعتر، طبخة بايتة .. أما في رمضان فتتكشّف أزماته ويظهر عجزه عن تدبر أموره، إلا بمساعدة أهل الخير.
حوادث سير رمضانية
قبيل المغيب، يكون السائقين على عجلة من أمرهم، كما لو أنهم في سباق رالي أو فورمولا ون، والكل يريد أن يصل قبل مدفع الإفطار، فينسون قواعد المرور، ويتجاهلون الإشارات الضوئية، وحق المشاة في العبور ... فتسجل دوائر الإحصاءات أعلى معدلات لحوادث السير خلال السنة في هذا الشهر الفضيل.
نقص جلوكوز
أثناء الصيام، المدخن يفتقد النيكوتين، واللي متعود يشرب قهوة الصبح يفتقد الكافيين، والجائع بحاجة إلى جلوكوز، وبسبب الحر يشعر معظم الناس بالعطش، وهذه كلها دروس في الصبر، ولكن بدل الصبر، ما حدا طايق حدا، الكل معصّب، ومزاجه نزق، وكلمة واحدة كافية لبدء طوشة، وأحيانا طبخة محروقة تكون سببا للطلاق !!
موسم استهلاك
ينتظر التجار وباعة البسطات قدوم شهر رمضان بفارغ الصبر، لأنهم يدركون حاجة الصائم للاستهلاك، ورغبته في شراء أي شيء يصادفه أمامه، حتى لو كانت أشياء لا علاقة لها بالصيام، وأشياء لا يحتاجها، وسلع غير خاضعة للرقابة وغير مأمونة، المهم أن يسلّي صيامه بالشراء.
أوكوزيون مسلسلات
ينتظر المنتجون والمقاولون ونجوم التلفزيون شهر رمضان سنويا، ليس من أجل بركاته وثوابه، بل ليمطرونا بفيض من المسلسلات التلفزيونية من كل نوع وصنف، وعيونهم على الربح والشهرة، ولذلك معظم هذه الأعمال لم تكن أكثر من ضجيج صوتي ومرئي، وعندما يصبح معيارهم رسالة الفن وأخلاقياته، ستغيّر هذه المسلسلات من واقعنا الرديء إلى واقع أفضل.
سوء تقدير متكرر
الصائم وهو في طريقه للبيت، وتحت وطأة الجوع يرغب بشراء كل ما هو قابل للأكل أو للشرب، ظانّاً أنه عند الإفطار سيكون قادرا على أكل كل ما اشتراه، وفي كل مرة يرمي في سلة النفايات معظم ما اشتراه، ومع ذلك سيمارس نفس الخطأ في اليوم التالي !!
إرحم معدتك
يبدأ الصائم إفطاره بحبات من التمر، ثم صحن شوربة أو سَلطة - لحد هون ممتاز وصحي - ثم الطبق الرئيسي والذي عادة ما يكون عدة أطباق متنوعة، وكميات هائلة من المشروبات والعصائر، وبعد الإفطار بقليل يأتي دور القطايف، وأنواع أخرى من الحلويات، وفي السهرة لا يتوقف أكل الفواكه، وتناول المسليات وشرب الكولا، وأحيانا البوظة، أو الكنافة .. ثم يأتي موعد السحور، لتبدأ جولة جديدة من الأطعمة ..
شهر الخير والبركة
شاء الله سبحانه أن يكون رمضان، شهر خير وبركة، وموسم تواصل وعطاء، نتعبد فيه، ونتعود على الصبر والزهد، ولكنّا حوّلناه إلى موسم تسوق، نصرف فيه ثلاثة أضعاف حاجتنا، ونستهلك فيه من الطعام أكثر من أي شهر آخر، ونمضي الليل إسراف في الأكل، والنهار تنبلة ونوم وعصبية بدون مبرر، على أية حال صياما مقبولا وإفطارا شهيا .. واللهم إني صائم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق