أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

يونيو 11، 2010

اقتراح للحكومة القادمة


بغض النظر عن شكل وتركيبة الحكومة القادمة، سواء كانت بتوافق وطني أم فصائلية، أم تكنوقراط، لا داعي أن تتعب نفسها بصياغة البرنامج السياسي والبحث عن جمل ثورية ترضي جميع الأطراف، لأن الجميع متفق على أن أقصى ما يمكن تحصيله في المرحلة الحالية هو حل الدولتين .. وهذا جوهر البرنامج السياسي لجميع الفصائل، يسارها ويمينها .. وبالتالي على الحكومة القادمة أن تفهم حدود صلاحياتها والخيارات المتاحة أمامها، وأن تركز على تحقيق التنمية والبناء الداخلي وترسيخ نهج الديمقراطية وإرساء أسس الفصل بين السلطات، والشفافية والإصلاح الإداري وبناء جهاز قضائي قوي ومستقل، وتشجيع حرية الصحافة، والتركيز على تربية الأجيال الطالعة، واستقطاب الاستثمارات والعقول واستنهاض الطاقات وبناء جهاز أمني مهني هدفه الأوحد تدعيم سلطة القانون وحفظ الأمن الداخلي
.

الأمور السابقة هي أسس بناء نموذج ناجح للدولة التي نسعى لتحقيقها، وهي قضايا أساسية لا يمكن القفز عنها، وهي أمور لا تحتاج موازنات ضخمة، ولا تشترط موافقة القوى العظمى عليها، ولا تستطيع إسرائيل منعها، ولا تحتاج لجهود جبارة، وكل ما تحتاجه هو الإيمان الراسخ بأهميتها، والعزيمة الصادقة على تحقيقها، والإرادة الصلبة على تجاوز العقبات التي قد تعترضها، ثم البرنامج الواعي الواقعي القابل للتنفيذ .. وعليه نقترح التالي:

مثلاً على الشخص المرشح ليكون وزيراً للصحة أن لا يتمتع بأي تأمين صحي لا في الخارج ولا في لداخل سوى التأمين الحكومي، فإذا مرض أحد أبناءه أن يرسله لأقرب مستشفى حكومي، وأن يحجز دور في العيادات الخارجية وأن ينتظر شهرين حتى يتمكن من عرض حالته على الطبيب، وذا ما جاء زوجته المخاض أن تلد ولي عهده في مستشفى رام الله الحكومي، مثلها مثل بقية الخلق ..

أما وزير النقل والمواصلات فيجب أن يتنقل بالمواصلات العامة، وأن يذهب أبناءه لمدارسهم مشيا على الأقدام، وأن تذهب المدام للتسوق بالتاكسي العمومي، وأن يطرب على أغاني الفوردات ويجرب الطرق الالتفافية ويستمع لشكاوى السائقين والركاب .. أما وزير الأسرى فيجب أن يكون ممن عانوا عذاب الأسر، ووزير الشؤون الاجتماعية يفضل أن يكون ابن شهيد أو عاطل عن العمل.

أما وزير التربية فيجب وضع أبناءه في إحدى مدارس الحكومة التي لا يوجد بها ملاعب ولا حمامات نظيفة ولا قاعة نشاطات، وعلى وزير المالية أن يتقاضى راتب موظف عادي وأن يتأخر في استلامه أسبوع على الأقل .. في هذه الحالة فقط سيتخذ الوزراء قرارات صائبة، وستنتهج الحكومة سياسة حكيمة، وستحس بمشاكل الناس وبأوجاعهم وستعرف بم يحلمون وكيف يفكرون، لأنها ستكون حكومة منبثقة من الشعب ومسخّرة لخدمته فقط.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق