أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

فبراير 13، 2010

مجـرد أرقـام !!


في العام الماضي قُتل أكثر من تسعة ملايين طفل في العالم.

في العراق وحدها مليون مطلقة و 4.5 مليون أرملة وأضعاف هذا الرقم من الأطفال الأيتام.

في الأردن أكثر من مائة ألف آنسة ممن تجاوزن السن المتعارف عليه للزواج، أي أصبحن بالعرف الاجتماعي "عانسات"، بينما بلغ عددهن في السعودية مليون "عانس" بالتمام والكمال، وفي مصر خمسة أضعاف هذا الرقم.

في فلسطين بلغت حصة النساء من المجموع الكلي للأمية أكثر من 70 % .

وهذه الإحصاءات مجرد غيض من فيض مما يزخر به المجتمع العربي من نماذج للتخلف والقهر الاجتماعي الذي تمثل فيه النساء والأطفال الضحية الأولى، وقد ينظر البعض إليها على أنها مجرد أرقام، ولكن الحقيقة هي أنها تعكس طرائق التفكير في المجتمع العربي والنظرة الدونية تجاه النساء والأطفال وأسلوب التعامل معهما، بالإضافة إلى الكثير من العبر التي يمكن استخلاصها ولكن يصعب عرضها في مقالة.

فضائل المجتمع " المحافظ " التي يتغنّى بها البعض حَرَمت ملايين الفتيات من حقهن في التعليم وسلبتهن نعمة الحياة الحرة الكريمة، فبسبب الموروثات الثقافية السلبية مُنعت الفتيات من إكمال دراستهن ومن العمل والانخراط في الحياة العامة، وبسبب الميراث أحيانا مُنعن من إختيار الشريك أو فُرضت عليهن زيجات أشبه بصفقات البيع.

لا يستطيع أحد تخيل حجم المأساة إلا إذا عاش معاناة آنسة فاتها قطار الزواج، في ظل مجتمع يقيّم المرأة بمعيار الزواج قبل أي شيء آخر، وفي ظل ثقافة تجعل من المتعذر على إي إنسانة حتى لو كانت مثقفة أن تشعر بكيانها خارج نظاق الزوجية، معاناة ممزوجة بالإحباط واليأس والشعور بالمرارة والحرمان .. ونيران أشواق لا تستطيع أن تطفئها كل بلاغات الخطابة, ولن نستطيع تصور مدى الظلم التي تكابده من أُجبرت على الاقتران بمن هو بعمر أبيها، أو من تُجبر على تجرع كأس الهوان والذل يوميا مع زوج نذل تعجز عن عصيان أوامره.

ولن نستطيع تخيل الخوف والضعف والجوع والضياع الذي يعانيه أطفال اضطروا للعمل أو تشردوا في الشوارع أو قصفت الحروب ذويهم وأبقتهم بلا مأوى أو أجبرتهم ظروف الحياة القاسية أن يعيشوا في بلا طفولة بينما تذوي إنسانيتهم شيئا فشيئا.

هل فكر أيٌ من أمراء الحرب على امتداد الوطن العربي فيما تفعله رصاصة طائشة ؟ وما تخلفه قذيفة عشوائية من مآسي وكوارث وويلات !؟ وهل ندرك حجم الفرق الذي ستحدثه من أتيحت لها فرصة الإختيار الحر ؟ وهل ندرك حجم الخسائر من تشرد ملايين الأطفال الذين كان ينتظرهم مستقبل مختلف ؟ !

قبل أن ننتقد المجتمعات الغربية - التي فيها الكثير من المساوئ والسلبيات - علينا أن ننظر إلى دواخلنا لنرى الخرائب التي تأبى حتى الغربان أن تنعق فوقها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق