أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

نوفمبر 20، 2020

مجرد أسئلة

 

هل اختفى السيد المسيح ثمانية عشر عاما، ثم ظهر فجأة في القدس؟ وأين كان؟

لماذا أهم ثمانية من رواة الحديث الشريف، ومؤسسو قواعد اللغة العربية ولدوا في بلاد فارس؟

لماذا تأخر توثيق السيرة النبوية مائة وخمسين عاما؟

لماذا خطبة الوداع وحدها الموثقة؟ في حين اختفت خمسمائة خطبة لصلاة الجمعة ألقاها النبي الكريم أمام الصحابة؟

أين قبر جنكيزخان؟ وقبر كيلوباترا؟ وأين جثة نابليون؟ وجثة هتلر؟ وجثة البغدادي؟

لماذا اهتم العالم بالهولوكوست التي قُتل فيها ستة ملايين إنسان؟ ولم يهتم بمقتل عشرين مليون مواطن سوفييتي قتلوا في نفس الفترة؟ ولماذا اعتبرت الهولوكوست مأساة اليهود وحدهم؟ علما بأن ضحاياها كانوا من الغجر وذوي الإعاقة، وأسرى الحرب من دول الحلفاء؟

لماذا يعتبر العالم هتلر مجرما، بينما تشرشل وروزفلت أبطالا؟

لماذا نعتبر محاكم التفتيش موجهة ضد المسلمين فقط؟ علما أنها شملت المسيحيين واليهود وكل من اعتبرتهم الكنيسة مهرطقين؟

من اغتال جون كينيدي؟ أولف بالمه؟ ناجي العلي؟ وما هي مصلحة إسرائيل في ذلك؟

ما هي حقيقة وجود الماسونية؟ وما هي قدراتها؟ وهل توجد حكومة خفية تدير العالم؟ هل نظرية المؤامرة علم؟ أم مجرد خزعبلات؟

هل هجمات منهاتن في 11 أيلول تنفيذ القاعدة؟ أم مؤامرة من المخابرات الأمريكية؟ أم مزيج منهما؟

ماذا كان قبل الانفجار العظيم؟ وأين تنتهي حدود الكون؟ وما هي المادة المظلمة؟ والثقوب السوداء؟ والأكوان الموازية؟ وهل توجد كواكب مأهولة في الكون؟

ما هي الروح؟ هل عالم الأشباح والأرواح الهائمة حقيقي؟  ما هي حقيقة تناسخ الأرواح؟

ما هي إمكانيات الدماغ الحقيقية، وقدراته غير المكتشفة؟ وإلى أي مدى يمكن أن يصل بالإنسان؟

كيف بنى المصريون القدماء الأهرامات؟

ما هي حقيقة الذرة؟ ولماذا عجز العلم عن رؤيتها بشكل مباشر؟ ولماذا 99% منها فراغ؟ هل يمكن التنقل عبر الزمن؟

هل فعلاً هبط ارمسترونغ على سطح القمر؟ أم هي مجرد خدعة أمريكية؟

هل ثمة وجود للحقيقة الكاملة؟ هل المعطيات المتوفرة، والتي نعتبرها بمثابة حقائق، هل ستقود إلى اكتشاف الحقيقة النهائية؟ هل تلك المعطيات هي بالفعل حقائق؟ وحتى لو كانت صحيحة، هل تأويلها وتحليلها وتجميعها سيؤدي حتما إلى الحقيقة المطلقة؟

من لديه أفكارا مسبقة ونظريات جاهزة، خاصة في المجالين الوجودي والديني، سيعتبر بعض هذه الأسئلة استفزازية، وتجاوز للمحرمات، وتنطوي على تشكيك مبطن، وأنه لا يجوز طرحها أصلا!! ولكن، من أراد أن يمتلئ قلبه باليقين، فلا بد أن يمتلئ أولاً بالشك. والإيمان بالمسلّمات دون شك، هو أضعف أنواع الإيمان؛ لأنه إيمان عاطفي بلا عقل وبدون دليل علمي يسنده، بل هو ضرب من التسليم والانقياد للشعارات والأيديولوجيات دون إرادة واعية، وهذا بحد ذاته عبودية، أو استغناء عن نعمة العقل والتفكير؛ وبالتالي استغناء عن ميزة الإنسان الأساسية.

تقول حكمة قديمة "الشك مفتاح اليقين، وطرح السؤال نصف الطريق إلى الإجابة"، ويقول جوستاين غاردر في "عالم صوفي": "الفيلسوف هو من يسأل، والسفسطائي هو من يدعي الإجابة".

عندما سأل المشكّكون بوجود خالق لهذا الكون: ماذا كان يفعل الله قبل أن يخلق السماء والأرض؟ أجابهم المسيحيون الأوائل: كان يعد الجحيم لمن يطرح على نفسه هذا السؤال المحرم.

اليوم تدفَّق سيلُ الأسئلة، ولم يعد هناك سدٌّ قادر على منعه. وتعددت الإجابات على نحو مربك، بعضها تتلاقى مع الموروث الثقافي والديني، وبعضها تتعارض معه؛ فالعلم والمعتقد لا يعملان في نفس المجال.

المهم أن نتملك الشجاعة للتساؤل، والتفكير الهادئ غير المتشنج في الإجابة، دون استخدام القوالب الفكرية الجاهزة والأحكام المسبقة، فلا أحد يحق له أن يزعم احتكار الحقيقة. ولا أحد يملك حق تحريم السؤال.

فإذا حُرّم السؤال فقدنا الفضول، وبالتالي خسرنا القدرة على الاندهاش؛ لأن من لا يندهش لا يسأل؛ الدهشة ليست فقط الاستغراب، إنما هي استفزاز العقل ليتحسس المشاهد الوجودية، ليفكر بها، محاولاً فك ألغازها، والسبر في أغوارها، وكشف تناقضاتها وغرابتها، وهذه ليست رفاهية فكرية؛ بل هي تطوير للعقل والفكر والوعي البشرى؛ فالدهشة هي المحرك الحقيقي الذي يحث العقل على التفكير والتطور، وهي البديل عن لجوء الإنسان القديم إلى حلول ساذجة انطلقت من حدوده المعرفية الضيقة للحصول على إجابات سريعة سهلة. من لا يندهش لا يتطور، وبالتالي سيبقى مدفونا في جهله، مكتفيا بإجابات منقولة معلبة من خزانة الأجداد الزاخرة بالوهم والخرافة.

يحتاج البعض أحيانا أن يصدق الخرافات والأساطير، ربما لأنهم بحاجة لشيء ما يهزهم، ويخرجهم من حالة الرتابة والملل، ويمنحهم الحماسة والإثارة ونشوة الشعور بالدهشة، أو ما يمنحهم بعض اليقين والطمأنينة، وما يعفيهم من مشقة السؤال والتقصي والتفكير.

والمشكلة التي طالما واجهتها البشرية، تكمن في ذلك الضعف الإنساني أمام الخرافات، أو أمام الكذبات الكبيرة؛ فالناس غالبا يستطيعون بسهولة دحض الكذبة الصغيرة، حتى لو كانت متقنة، أما الكذبة الكبيرة، والكذبة المتواصلة، فهم يميلون لتصديقها، من منطلق أنه هل يُعقل وجود كذبة بهذا الحجم؟! هل يعقل أن يكون أسلافنا على هذا القدر من السذاجة؟ وهل يعقل أن يكون هؤلاء الذي تبدو عليهم سمات الوقار والهيبة كذابين؟! هل يعقل أن تكذب كل وسائل الإعلام التي أجمعت على تلك القضية؟ وكلما اتسعت قاعدة الكذبة، وكلما أوغلت في القِدم زاد تصديقها، حتى تصبح بمثابة القاعدة أو العقيدة التي لا يتسرب إليها الشك، والتي يحظر التساؤل بشأنها.

وحتى عندما نكبر، ويبدأ الشك يتسرب إلى قلوبنا، ونبدأ بطرح الأسئلة، فإن الكثيرين منا يفضلون المضي قدما بتصديق الأسطورة أو الكذبة الكبيرة، لأنهم ببساطة يخشون مواجهة أنفسهم، ويتجنبون أن يطرحوا على أنفسهم أمام مراياهم أسئلة من نوع: لماذا لم أفكر بهذا من قبل؟ كيف غفلت عن تلك النقطة؟ وعوضا عن التصالح مع أنفسهم، وحتى لا يُكسر كبريائهم، تراهم ينغلقون على أفكارهم القديمة، ويتعصبون لها أكثر، ويتقوقعون في شرنقة الجهل التي تمنحهم راحة البال.

لم أتطرق لمواضيع مثيرة للجدل مثل: مثلث برمودا، وحش بحيرة نيس، المنطقة 51، قارة أطلنطس الغارقة في قاع المحيط، جدار القطب الجنوبي، المخلوقات الفضائية، الأطباق الطائرة..

فهذه المواضيع باتت مادة للإثارة، والتشويق السينمائي، ونسج الحكايات، واستقطاب المشاهدات، وتحيط بها الخرافات..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق