أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

نوفمبر 04، 2017

انكشاف مخطط قديم


في تسجيل مصور بثه التلفزيون القطري، اعترف رئيس وزراء قطر السابق "حمد بن جاسم" بأن بلاده ضالعة في المؤامرة على سوريا، وقال أنه منذ بداية الأزمة السورية توجه إلى السعودية بأمر من الأمير "حمد"، وقابل الملك "عبد الله"، الذي قاله له إن السعودية شريك كامل معكم في دعم المعارضة السورية، وأنها توافق على تسلم قطر الملف السوري كاملا.. وأكد "حمد" أن كل ما كان يُقدم من دعم مادي وسلاح وعتاد إلى المعارضة السورية كان يتم بمعرفة تامة وتنسيق مع تركيا وعبر أراضيها، وبتنسيق مع المخابرات الأمريكية.. وأن قطر (بتعاون سعودي/تركي/أمريكي) كانت تدعم جبهة النصرة..

وفي مقابلة أخرى مع قناة BBC البريطانية قال "حمد" إن بلاده قدمت الدعم للجماعات المسلحة في سوريا عبر تركيا بالتنسيق مع القوات الأمريكية والأطراف الأخرى، وأكد أنَّ لديه أدلة كاملة على استلام الملف السوري بتفويض من أمريكا والسعودية. وأشارت تقارير إخبارية ما نسبته إلى "حمد" عن وجود غرفة عمليات مشتركة في قاعدة "انجيرليك" الأمريكية في تركيا، تضم ضباط مخابرات أمريكان وأتراك ومن بقية الأطراف العربية، وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا، مهمتها تنسيق العمليات العسكرية القتالية في شمال سوريا، وأن أمريكا خصصت أقمارا صناعية لتمد غرفة العمليات بأدق التفاصيل والصور، بالإضافة لغرفة عمليات في إربد في قاعدة الحسين الجوية مهمتها إدارة العمليات في القاطع الجنوبي من سوريا. وأوضح بأن ما أنفق على الحرب في سوريا من يوم انطلاقها إلى حد الآن تجاوز 137 مليار دولار، مبيناً أن أمراء التنظيمات المسلحة أصبحوا من أصحاب الملايين، وأن أغلب عمليات الانشقاق في صفوف الجيش السوري كانت تجري بإغراءات مالية؛ فالعسكري المنشق يحصل على 15 ألف دولار، والضابط يحصل على ضعف المبلغ، بينما كبار الضباط والمسؤولين يحصلون على ملايين، مثل رئيس الوزراء السابق "رياض حجاب"، وقائد الحرس الجمهوري السابق "مناف طلاس".
طبعا هذا الاعتراف، وتلك التقارير لا تعني أن الثورة السورية في أيامها الأولى لم تكن ثورة شعبية وطنية هدفها الحرية والكرامة.. لكنها تؤكد أن أمريكا وأدواتها (تركيا، السعودية، قطر) متورطة في مخطط شرير يستهدف الدولة السورية، وأن هذا المخطط هو الذي حرف الثورة السورية عن خطها الشعبي، وحولها إلى حرب أهلية مدمرة، بعد أن أدخلت عليها جبهة النصرة، وفيما بعد داعش وكل الفصائل المسلحة التي لها أهداف وغايات لا علاقة لها بمطالب الشعب السوري.. هذه الأهداف والغايات تم تغليفها بالشعارات الإسلامية للتمويه على حقيقتها، وللتغرير بالشباب المسلم ليساهموا في تدمير سوريا باسم إسقاط النظام.. وهذه الأهداف تخدم المصلحة الإسرائيلية والأمريكية حصرا..

مخطط تدمير الجيش والدولة السورية مخطط قديم، وكان الزعيم "عبد الناصر" قد أشار إليه في إحدى خطاباته في الستينيات.. حيث قال في خطابه (موجود على اليوتيوب): "أن المخابرات المصرية قدمت له معلومات عن خطة أمريكية تشترك فيه تركيا والعراق لغزو سوريا، ومع أنه (أي عبد الناصر) لم يصدق هذا الكلام في البداية، لكنه تأكد منه فيما بعد، خاصة بعد أن نشر "إيزنهاور" مذكراته، وكشف عن تفاصيل الخطة، وأنه أرسل "لوي أندرسون" إلى تركيا، لتنسيق الهجوم مع "نوري السعيد".. كان هذا عام 1957 أي قبل الوحدة، لكن المخطط أوقف ولم ينفذ.. حينها أرسلت مصر قوات عسكرية إلى سوريا للتصدي للمؤامرة، وأعلنت أن الجيش المصري يقف إلى جانب الجيش السوري.. وأضاف "عبد الناصر" في خطابه بأن "إيزنهاور" اقترح على الملك "سعود" إنشاء حلف إسلامي لمجابهة القوى الثورية التي كانت تتزعمها مصر آنذاك، لكن المشروع تأجل إلى أن أتى الملك "فيصل".
أصحاب نظرية المؤامرة، يقولون إن أمريكا هي الداعم الأول لنظام "بشار الأسد"، بدليل أنها لو أرادت الإطاحة به، لفعلت ذلك خلال أسابيع قليلة، كما فعلت مع نظام "صدام حسين"، ومن قبله مع حكومة طالبان الأفغانية.. لكن الإطاحة بالنظام السوري على يد أمريكا أو أية دولة أخرى تتطلب دخول جيشها واحتلال البلد، كما فعلت في العراق وأفغانسان.. ودون ذلك لن تستطيع. ومن الواضح أن أمريكا ليست بوارد احتلال سوريا الآن، فالأمر ليس هينا، خاصة بعد تجربتي العراق وأفغانستان، اللتين كلفتا أمريكا ثمنا باهظا.. كما أن السياسة الأمريكية الجديدة في عهدي "أوباما" و"ترامب" تميل للإنسحاب من بؤر التوتر، وعدم التدخل المباشر.. ومع ذلك، فإن معاداة أمريكا للنظام السوري لا تبرؤه من جرائم الفساد والاستبداد.. ولكنها تؤكد أن إسقاط النظام السوري ليست مسرحية كما يظن البعض، وهذا ما أدركته روسيا مبكرا، وجعلها تتدخل بقواتها..

في مقابلة تلفزيونية أشار د."وسيم السيسي" الباحث والمؤرخ المصري، إلى دراسة قدمها "موشيه شتريت" إلى "بنغوريون" (أول رئيس وزراء لإسرائيل) جاء فيها: "إن إسرائيل تعيش في محيط من الكراهية، وأن سلاحها النووي لن يفيدها، لأنه يحمل في طياته موانع استخدامه، لأن الغبار الذري سيعود على المدن الإسرائيلية، وبالتالي فإنَّ على إسرائيل تدمير ثلاث قوى كبرى، هي بالترتيب: العراق، سوريا، مصر، وتحويلها إلى دويلات متناحرة على أسس دينية وطائفية، ونجاحنا في هذا الأمر لا يعتمد على ذكائنا، بقدر ما يعتمد على غباء الطرف الآخر".

كما قال "ديفيد واينربغ"، مدير معهد بيغن للدراسات، في حديث أمام طلبة إسرائيليين في النرويج: "إن إسرائيل الآن آمنة، ولم تعد تتعرض لخطر هجوم عربي، كما حدث في أكتوبر 1973، وذلك لأن الجيش العراقي تم إلغاءه (على يد بريمر)، والجيش السوي تدمر بنسة 50% (بسبب الأزمة السورية)، والجيش المصري يعتريه الضعف والفساد..".


هنالك عشرات الأدلة والبراهين على وجود مخططات لتدمير الجيوش العربية، لتظل إسرائيل آمنة.. ويمكن رصدها بسهولة.. لكن الجديد والمستهجن في مقابلة "حمد"، قوله: "تقاتلنا على الصيدة فأفلتت منا.."، يعني آلام عذابات السوريين ودماءهم ومستقبل البلد مجرد "صيدة" لقطر، وبقية الأنظمة التي تسابقت على تدمير سوريا.. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق