من ناحية بيولوجية تعتمل في داخل كل
إنسان طاقة داخلية هائلة، تأخذ أشكالا عديدة، لعل أهمها الطاقة الجنسية؛ وحين تُكبَت
أيٍ من هذه الطاقات بشكل تعسفي، تتحول إلى طاقة سلبية؛ فتبدأ بالضغط على نفسية
الإنسان، وبالتأثير السلبي عليه من الناحية الروحية والجسدية والفكرية، وفي أغلب
الأحيان يتحول هذا الضغط إلى كبت، ومن ثم
يبدأ هذا الكبت بالضغط أكثر فأكثر على الطاقة الحبيسة لتجد لها متنفسا في الخارج حتى
تُتَرجم إلى سلوك عنيف، أو إلى إسقاط ديني يأخذ طابع الهوس والتعصب.
ولما كانت الطاقة الجنسية تحتل مساحة
شاسعة من الطاقة الداخلية، فإن الكبت الجنسي سيكون هو الأخطر، ويصبح شكلا آخرا
للكبت العاطفي والفكري والاجتماعي، وبالتالي سيضعِف هذا الكبت المناعة النفسية لدى
الفرد, لأنه يتطلب استنزاف طاقة داخلية حيوية كبيرة، حتى يتحكم بها، أو يكتمها،
وإذا ما أخفق في ذلك، وغالبا ما يخفق، تتحول شخصية المكبوت إلى شخصية مزدوجة، تعيش
حالة من الانفصام عن الواقع، فتبدأ التناقضات الداخلية بالظهور؛ بين ماتريده أحاسيسه
ورغباته وعواطفه، وبين ما يعتقده ويؤمن به من قيم ومعارف ومسلّمات، التي تلزمه
بفعل الكبت، وفي هذه الحالة يصبح الكبت الجنسي كتمان عاطفي مزمن، وهكذا يتحول
الشخص المكبوت جنسيا إلى
مجرد "ذكر" ينتظر أي فرصة سانحة للتعبير عن ذكورته، (أو إلى "أنثى"
تنتظر فرصتها). وتتفاقم المشكلة أكثر في المجتمعات التي تربط بين الذكورة
والرجولة، وتعلي من شأنهما على حساب القيم الإنسانية الأخرى.
وفي
هذا السياق يقول "بو علي ياسين" في الثالوث المحرم: "إن إخضاع
الإندفاعات الجنسية يتطلب الكثير من الطاقة والانتباه وضبط النفس، وبقدر ما تصبح
القوى البيولوجية للإنسان عاجزة عن التوجه إلى العالم الخارجي، وإلى إرضاء الدافع
الجنسي، فإنها تفقد من قدرتها المحركة، وتفقد حريتها الشخصية، ويتولد الكبت، وفي
مركز هذا الكبت يتم حبس النشاط العاطفي والذهني، ويتوقف النمو النفسي السليم لدى
الإنسان، وبالتالي فإن هذا الكبت سيدفعه إلى الإنحراف والشذوذ، وإلى تكون ميول
إجرامية وعدوانية واستبدادية". وتوعز د. "نوال السعداوي" الصفات
الدكتاتورية والتسلطية عند الحكام الظلمة إلى الكبت الجنسي، وتقول: "إن
طاقتهم النفسية والجنسية المكبوتة انحرفت عن طريق الحب والعلاقات الحميمة إلى
البطش والسيطرة والعدوان، وهذه الصفات هي دعائم الوصول إلى الحكم". وعلى
مستوى الأفراد يولّد الكبت الجنسي عدوانية وكُره للآخرين.
ويقول
د. "علي الوردي" في كتابه وعاظ السلاطين: "تتناقض القيم الدينية
والمواعظ الأخلاقية مع ما يذاع على الناس في وسائل الإعلام المختلفة، التي تعرض
آخر ما توصلت إليه في تجارة الإغراء والإثارة، وما يشاهدونه على أرض الواقع، هذا
التناقض سيولد لدى الشباب شخصيتان: إحداهما مخصصة لسماع المواعظ وتردادها،
والثانية لممارسة النـزوات والمغامرات الجنسية".
ومن ناحية ثانية، يقول "عماد
سلمان" في كتابه الوطن العالمي الإنساني، "إن الكبت الجنسي يخلق شخصية
خاضعة؛ فمن يسمح لنفسه بكبت مشاعره وأحاسيسه الذاتية زمنا طويلا، يسمح للآخرين
بجعله شخصا يمكن استغلاله، ويتحول إلى فرد آلي مسيطَر عليه من الخارج، ولكن في
داخله طاقة عنيفة، فيغدو إنسانا مطيعا من الخارج، سهل الانقياد، وعصابيا
من الداخل، وجاهزا لأن يكون آلة قتل يحركها الآخرين" .
لهذا السبب تقوم الميليشيات الدينية بالتركيز
على استقطاب الشبان المكبوتين، الذين تفيض بهم المدن العربية، أو بعبارة أخرى تصبح
هذه التنظيمات العنيفة نقطة جذب لهم، لأنها تلبي حاجاتهم المكبوتة، وتعطيهم الفرصة
لتخريج طاقاتهم الحبيسة (العنيفة) بعد أن تغطيها بغلاف ديني يعطيها جرعات مضاعفة
من العنف.
الأمر
الآخر الذي لجأت إليه الميليشات والأنظمة الدينية، هو حبس كافة المنافذ الطبيعية
التي يمكن للكبت الجنسي أن ينفذ منها، أي تحريم الجنس نفسه، حتى داخل إطار الزوجية،
الفيلسوف البريطاني "برتراند راسل" يقول: "إن أسوأ خاصية للديانة
المسيحية هو موقفها من الجنس"، وقد اعتبره موقفا مَرَضياً وغير طبيعي، لدرجة
أنه لا يمكن فهمه إلا في إطار فهم الأمراض الاجتماعية السائدة في العالم في فترة
انحطاط الإمبراطورية الرومانية؛ أي الفترة التي صارت فيها المسيحية دين السلطة. في
هذه الفترة صورت الكنيسة الجنس وكأنه من صنع الشيطان،
ووضعت الأخلاق الحميدة في جهة، وجعلت الجنس في الجهة المعاكسة، وجعلته قرينا للقذارة
والعهر, والشكل الأقبح للخطيئة، وبالتالي مجدت التخلف الجنسي، واحتقرت رغبات
الإنسان, وعملت على كبت مشاعره، حتى أنها احتقرت الفرح والجمال. وفي النهاية لم
يكن أمام المكبوت جنسيا إلا أن يفرغ كبته بصورة سادية عنيفة، وفي هذا الصدد اعتبر
"راسل" أيضا أن فكرة "الخطيئة" التي تقوم عليها القيم
المسيحية، تسببت بقدر استثنائي من الأذى, منذ أن وفرت للناس مخرجا لساديتهم التي
يعتقدون أنها شرعية, وحتى نبيلة. وبالطبع جعلت المؤسسة الدينية الجنس والمرأة في
صف واحد، أي قرنت كل خطايا الجنس بالمرأة، وجعلت منها صورة أخرى للشيطان والرذيلة.
وفي حقيقة الأمر فإن نظرة الكنيسة
للمرأة والجنس كانت من نفس الزاوية التي رأتهما فيها الديانة اليهودية من قبل، بل
وامتدادا لها، وفي مرحلة لاحقة، حمل الإسلام السياسي على يد الفقهاء ومنذ وقت مبكر
نفس المفاهيم، وهنا سنجد التعبير الأوضح متجسدا بالفقه "الوهابي"، الذي
اختزل الإسلام العظيم بمجموعة من فتاوى المرأة، كانت فيه المرأة دوما متهمة ومدانة
ومدنسة، وجعل من جسدها مجرد وعاء للشهوة، بعد أن فرغها من كل مضامينها الإنسانية.
لذلك، لم يكن غريبا أن الجماعات
الإسلامية المتشددة تعطي جل اهتمامها لكل ما يتصل بالمرأة: فرض نوع محدد من
الملابس، أو فرض تحريمات معينة عليها في كافة مناحي الحياة, لكي تفرض على المجتمع منظومتها
الفكرية القسرية بالقوة .
تاريخيا، تمكنت المنظومة الأخلاقية
للكبت الجنسي من السيطرة على الإنسان، وشل قدراته وطاقاته الكامنة، وتشويه عاطفته،
وتغييب قيم الجمال والحب في داخله، وحولته من إنسان إلى هيكل بشري اجتماعي فقَدَ
تفرده وحريته، وفي هذا الإطار نجحت السلطة الدينية من جعل المنظومة الأخلاقية
للكبت بمثابة دين للجماعة، وقيم ومسلّمات تصل إلى حد التابو، وجعلت من هذا المرض
فكر سياسي ديني له سلطة الأمر، ومن خلالها نجحت بالتحكم في المجتمع، وجعلت الفرد
جزء من قطيع، تحكمه ثقافة القطيع، واستخدمت من أجل ذلك سياسة الترهيب والترغيب.
ليس لدي شك بأن المجتمعات الغربية
الرأسمالية وظفت الكبت الجنسي لصالح منظومتها الاقتصادية الفكرية، واستفادت من
الجنس في تجارة الدعارة والإغراء، والاتجار بالبشر، وأنزلت المرأة إلى الدرك
الأسفل، وهذا موضوع آخر، ما نناقشه هنا هو كيف وظفت الميليشيات الدينية الكبت
الجنسي لصالح مشاريعها السياسية، وكيف تحول هذا الكبت إلى نقطة جذب لأراذل الناس
من كافة ربوع الأرض؛ أي بعد أن صار الجنس غير أخلاقي، ويلفه الكتمان والسرية، وتحول
إلى تابو يحرم اختراقه، في نفس الوقت الذي ظل ماردا جائعا، يصرخ بشكل دائم وهستيري
داخل الفرد ويطالبه بإطعامه، وإشباع حاجاته، وتحقيق رغباته. فإذا كان الإنسان، أي
إنسان يلجأ بعد اصطدامه بالمنظومة الأخلاقية القسرية إلى الممارسات غير السوية
لتفريغ هذه الطاقة، (لا نتحدث عن الحالات الطبيعية التي تنتهي بالزواج) فإنه في ظل
الحروب سيلجأ إلى طرق أكثر وحشية، تحقق رغباته المريضة بطرق لا إنسانية.
في الأحوال العادية، أي في مجتمعاتنا
التي تسود فيها الأمية الجنسية، وتشيع فيها الثقافة الجنسية الخاطئة، والنظرة
الدونية للمرأة، حيث يحمل الفرد مفاهيم مشوهة عن الجمال والحب، وحيث تربى على
منظومة أخلاقية قسرية، مع مشكلة حقيقية في علاقته بجسده وبعواطفه وأحاسيسه، سيتحول
الكبت الجنسي إلى حالة مرضية مدمرة، تأتي على العلاقة العاطفية، فيكون الفرد هو أول
ضحايا التخلف الجنسي، ويكون الطرف الثاني هو الضحية الثانية، ويكون الحب الذي
جمعهما هو الضحية الثالثة. في هذه الحالة تكون الممارسة الجنسية أشبه بالاغتصاب، ويكون
الرجل أنانيا وربما ساديا، والمرأة مكبلة بشعور مزدوج من الشهوة الممزوجة بالخطيئة
والشعور بالذنب، فتحل الكراهية محل الحب، والتعاسة محل السعادة، لأن المكبوت لا
يمكن له أن يختبر السعادة الحقيقية، ويصبح الفرد عدوانيا مع ذاته
ووديعا مطيعا مع الآخرين، ومجرد شخص
عصابي, متنكر لحاجاته الإنسانية الفطرية، يكذب على أحاسيسه الطبيعية، ويخدع نفسه
بالانقياد للأعراف والعادات السائدة، وفي نهاية المطاف يصبح الفرد والأسرة
والمجتمع بأسره منقادا للسلطات الدينية والدنيوية الحاكمة .
أما في حالات الحروب والاضطرابات
السياسية، فللكبت الجنسي مفعول آخر، أشد خطرا وأكثر شرا؛ الحرب تُخرج من الإنسان
أسوأ ما فيه، تحوله إلى وحش، إلى حطام بشري كل همه إشباع غرائزه وبأشد الطرق
بدائية، في الحرب يسيطر شبح الخوف والجوع وانعدام الأمن، وتصبح الغرائز هي المحرك
والدافع، وتختفي معالم الإنسان شيئا فشيئاً، وتضمحل روحه المحبة والطيبة لتأتي
مكانها نفسية مضطربة شريرة خائفة شرهة، عدوانية، لا تتورع عن فعل أي شيء.
لا يقتصر الأمر على الضحايا المدنيين
الذين يجدون أنفسهم فجأة، ودون رغبة منهم في خضم الحرب، وطرفا فيها، ولا على الجنود
الذين يضطرون للغياب عن زوجاتهم لشهور طويلة؛ بل يشمل بشكل أساسي الجنود المتطوعين
الذين أتوا من آخر الدنيا لخوض حرب من المفترض أنها لا تعنيهم، هؤلاء بالضبط حركت
فيهم أخبار الحرب شهوة الجنس، لتعويض كبتهم من خلال سبايا الحرب.
وإذا عرفنا أن أعدادا كبيرة من هؤلاء
"المتطوعين" أتوا من بلاد بعيدة، الجنس فيها في متناول اليد، سيكون
السؤال المنطقي: لماذا يترك هؤلاء أوطانهم ويأتوا لبلاد يسود فيها الكبت الجنسي،
وتحرم العلاقات الجنسية خارج إطار الزوجية ؟! الجواب سنجده مرة ثانية في الكبت
الجنسي، الذي حولهم إلى أناس ساديين، فحتى في تلك البدان (المنفتحة على الجنس)
سنجد أشخاصا غريبي الأطوار، يجدون متعة خاصة في الممارسات السادية والماسوشية والشاذة.
أي إنسان طبيعي يستهجن ممارسة الجنس
مع إمرأة مسبية مكسورة ذليلة، لأن الجنس في الأحوال الطبيعية يتطلب الحب والمشاركة
أولا، ويتطلب حالة نفسية ومزاجية ملائمة، وأجواء معينة، أما لدى المكبوتين والشاذين
جنسيا فإن أجواء الحرب تجعل الأدرينالين والهرمونات الجنسية تتدفق بمستويات عالية
في دمائهم، لدرجة اشتهاء إمرأة حطمتها الحرب.
هؤلاء الأشخاص مريضون بداء العنف،
يبحثون عن المغامرة، عن تدفق الأدرينالين إلى أقصى مدياته، يبحثون عن أي نصر على
ذاتهم المريضة، لتعويض ما ينقصهم، يبحثون عما يحاكي نزعاتهم العدوانية، عن فرصة
لتخريج الغضب من دواخلهم، لتنفيس كل هذا الكبت الذي كبلهم منذ طفولتهم، ولا يجدون
هدفا أسهل من المرأة، لأنها الحلقة المستضعفة في المجتمع، وتشكل نقطة ضعف للأسرة
والقبيلة، ولأنها تعاني من نظرة دونية.
وإذا كانت المرأة
"المسبية" تشكل تعويضا جزئيا للكبت الجنسي، فإنها أصبحت بحد ذاتها هدفاً
من أهداف الحرب، ومن هنا كانت بداية وجود ظاهرة السبايا والجواري، حيث أصبح الجنس دافعاً
ذكورياً للحرب، وتحول البحث عن الجنس إلى هدف وغاية، وأصبح القتال له بعد آخر:
تحويل الغريزة الجنسية إلى نزعة عدوانية من أجل استردادها بشكلها الأصلي؛ أي جنس يمارَس
بشكل عنيف يمنح المقاتل حالة متوهمة من الإنتصار.
وهنا يصبح الشخص المكبوت جنسياً،
بيئة خصبة في عقله الباطن لاستقبال نوع التوجيه المناسب لهذا الكبت، وطالما أن تعويض
هذا الكبت أمرا ملحاً، فإن توجيه هذا الكبت هو الخطوة التالية، أي توجيه الجماعات
الدينية، التي سيكون لها دورا مضاعفا: الكبت والتوجيه. وبالتالي ستصبح الغريزة الجنسية
في خدمة عنف الجماعات الدينية. ولن يتوقف الأمر عند الجنس الدنيوي، فلدى المقاتلين
دافعا جنسيا آخر، ربما أكبر، هو الجنس ما بعد الموت، أي الحور العين، اللواتي يزدن
جمالاً و شهوةً بأضعاف عن نساء البشر.
إذن، نتحدث هنا عن بُعدين مختلفين
لتوظيف الكبت الجنسي في خدمة الأهداف السياسية للجماعات الإسلامية المتشددة: البعد
السيكولوجي والاجتماعي، والبعد الأيديولوجي، وهما يكملان بعضهما البعض. في البعد
الأول لاحظنا أن الكبت الجنسي لدى فئة من الناس العاديين في مختلف أنحاء العالم حولهم
إلى أناس عنيفين (بغض النظر إذا كانوا متدينين أم لا، وهم في الأغلب غير متدينين
على الأقل في البداية)، هذه الفئة من الناس تحمل في داخلها (بفعل الكبت الجنسي
ونتيجة له) بذرة الشر والكراهية، وجرعات كبيرة من العنف، والغضب الداخلي، والميول
الإجرامية، إنهم أناس لم يتلقوا تربية سليمة، مفتقدين للحنان، عاشوا في بيئات غير
سوية، سلبتهم الكثير من المشاعر الإنسانية، فكانوا يبحثون عن أي فرصة لممارسة
العنف، فوجدوا ضالتهم في الحروب المشتعلة في المنطقة العربية (وبالذات في سورية
والعراق)، وفي هذه المرحلة دخلوا تحت تأثير وتوجيه البعد الثاني للكبت الجنسي:
البعد الأيديولوجي، الذي سيوفر لهم الغطاء الديني والمبررات الأخلاقية والأرضية الخصبة،
وطبعا البقعة الجغرافية شبه الآمنة، التي سيمارسون عليها مغامراتهم الجنسية،
ويتمتعون فيها بإراقة الدماء، وممارسة العنف بأفظع أشكاله.
واحدة من النظريات التي تفسر نشوء
ظاهرة "داعش"، تدعى نظرية "عش الدبابير"، ومفادها أن
المخابرات الغربية أوجدت "داعش" ومنحتها بقعة حغرافية واسعة لتستقطب كل
الإرهابيين في العالم، وبالذات من الدول الغربية، ليتخلصوا منهم أولا، ولحصرهم في
منطقة واحدة ثانياً، بحيث يسهل التحكم بهم، وبغض النظر عن مدى صوابية هذا الطرح؛
إلا أنه بالفعل صارت دولة "داعش" نقطة جذب لكل من لديه ميول إجرامية
وعدوانية، وتستهويه مناظر المذابح الجماعية، ويتمتع بقطع الرؤوس، ويتلذذ بعذابات
الآخرين، ومن يبحث عن غنائم مادية من بيوت المهجرين قسرا، وعن سبايا يتلذذ بممارسة
شذوذه الجنسي معهن.
الأمر الثاني، هو الأيديولوجيا
العنيفة والمتطرفة التي تتبناها "داعش"، والكثير من الجماعات الإسلامية
المتشددة، والتي تجد لها جذورا في تاريخ الحروب الإسلامية، والتي يشكل فيها
"الكبت الجنسي" حجر الزاوية، ومحور الاهتمام الأول؛ ففي أثناء القتال
وقبله تنذر "داعش" الجماعات المستهدفة (الأقليات) أن يختاروا بين السيف
أو دفع الجزية، أو دخول الإسلام (على مذهب داعش، لأنها ترفض إسلام من لا يتفق معها
أيديولوجيا) وهذا لا يشكل نهجا إقصائيا تكفيريا بقدر ما هو غطاء لممارسة العنف
وتفريغ الكبت الجنسي، فهي ترفض وجود الرجال (تقتلهم وتنفيهم) ولكنها تقبل بوجود
النساء (تأخذهن سبايا وجواري). ناهيك عن الحديث عن جهاد النكاح، وحالات الاغتصاب.
وبعد أن استتب لها الأمر، في المناطق
التي سيطرت عليها، فإن أولى قراراتها (بل كل قراراتها) تتعلق بالمرأة: إلزامها
بالخمار، ثم فرض سمك معين للخمار، وتغطية العينين، منعها من الخروج من البيت، فرض الختان، حتى
وصل الأمر إلى تحجيب "المانيكان" في محلات بيع الألبسة، وحتى فرض تغطية
ضرع البقرة !! ولا عجب في ذلك، فقد وصلت درجة الكبت لديهم أن تثيرهم أثداء البقرة،
ربما لأنهم ثيران هائجة، لا تحركهم سوى غرائزهم البدائية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق