أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

نوفمبر 09، 2012

كيف كانت الحياة من قبلك ؟!


لطالما تساءلت: كيف كان شكل الحياة قبل أن تولدين ؟! هل كانت الغيوم تعصر ماءها بكرم، أم تكتفي بالوعود ؟ وهل كانت الشمس تَنبُت من بين حقول الشرق كل صباح، أم ترسل دفئها من بعيد ؟

قبلكِ، كنتُ أكتب قصائدي المبهمة بإحدى اللغات التي انقرضت بموت قيس، وبقِيتْ مدفونة بين أخدودين على سطح القمر، فلم تفهمها أنثى واحدة منذ أن ترملت لبنى، وبعد أن خبأت ليلى حبيبها في قرنفلة نمت صدفة بين الدهول وحوْملِ .. وحدكِ من التقط الإشارة .. وفكّك طلاسم القصيدة .. وحدكِ من سمع همساتي، واستباح قلبي، واحتله ..  كما تحتل توتة فناء الدار؛ فعزفت لكِ قيثارته.

قبلكِ، كان الوقت يتمدد على عتبة البيت كجثة، وعندما كنت أمرق من فوقه تصبح الأيام أشبه بتمرين على الحياة، كنت أُعـير حزني لليل، وأستدين منه السكون، وفي الصباح أحمّل أشواقي للعصافير، وآخذ منها غنائها .. وأواصل بحثي عن امرأة لا تشبه غيرها .. منقِّبا في أحافير الذكريات .. مسافرا بين الكواكب والمجرات ..

كنت أكلم الريح، فيرتد الصدى لحنا شجيا، وعندما أفقد القدرة على الكلام، وألوذ بالصمت، كنتِ تواصلين الغناء، وعندما تتعبين .. أدثّـر صوتكِ بفرو الحنين. وإذا غطّى الضباب وجه المدينة، تشعّين نورا .. كي لا أسقط منسيا، ولا يفترسني الظلام .. وعندما ينهي الرصيف دوامه آخر المساء .. ينشق من بين أصابعك شارعين يطلان على فجر لا ينتهي، وإذا ضاق النهر على ضفتيه، تعطيني ميناءً على كل بحر .. 

عثرتُ عليكِ ذات مساءٍ معطر .. جئتِ كفراشة حملتها نسمة عليلة .. ومنذ يومنا الأول، ما زلتُ كلما تقابلنا ألمس يداك لأتأكد من حقيقة وجودي .. وكلما أقبلتِ خفق الفؤاد بعشرين قصيدة، إذا رحلتِ تغوّلَتْ الصحراءُ على هضاب الروح .. عندما تنامين على كتفي يرق قلب الليل، وما أن تستيقظي حتى تورق الأشجار وتزهر الرياحين ..

يا مهجة الروح، وسـر الحياة، يا واحةً في صحراء العمر .. تتسع  لكل آلامي، يا أغنيةً لحَّـــنَتْ كل أحلامي .. يا غيمة أظلت على صيفي القائظ .. في عيد مولدك .. أهديك قلبي، وقصة حبي، وموعداً سيأتينا عمّا قريب ..
وكل عام وأنت حبيبتي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق