أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

يوليو 05، 2012

أنا أعرف من قتل ياسر عرفات


منذ اليوم الأول لاستشهاده، وكل فرد في الشعب الفلسطيني موقن في قرارة نفسه أن إسرائيل هي من قتل ياسر عرفات بالسم، وهناك ما لا حصر له من الأدلة التي تثبت ذلك، ولكن البعض لا يريدون مواجهة الحقيقة بهذا الشكل المباشر والفاضح، يبحثون عن أعذار، عن أعداء آخرين، عن مؤامرة خفية .. عن شخص محدد أو أكثر لتحميله كل وزر الجريمة .. ونقتص من هذا الشخص الخفي، ونشفي غليلنا، ونغلق ملف القضية للأبد .. وفي النهاية نعفي إسرائيل من جريمتها.


أضعنا ثمانية أعوام ونحن ندور حول الحقيقة، نبحث عن نوع السم، واسم الشخص الذي دسّـه في طعام الزعيم الراحل، أو في ملابسه أو بين أدواته.. وسنضيع سنوات أخرى - بعد تحليل الجثمان - لتحديد الجرعة السمية ومقدارها ..

من منا لم يرى الدبابات الإسرائيلية وهي تحاصر المقاطعة ؟ ومن منا لم يسمع دوي الانفجارات في محيطها، والصواريخ التي انهارت عليها، وأسنان الجرافة التي اقتلعت شبك الحماية عن نافذته الأخيرة ؟؟ ثلاث سنوات متتالية والزعيم محاصر في غرفته، لا يرى الشمس ولا الهواء، يموت ببطء أمام أعين الجميع .. من منا لم يسمع شارون وبوش وهما يصفانه بالعقبة أمام السلام، وأنه لا بد من إزاحته ؟؟ ويهددان بتصفيته والتخلص منه ؟؟ من منا لا يذكر صيحته الشهيرة شهيدا شهيدا ؟؟

كل من عمل مع ياسر عرفات يعرف أن هناك ثغرة أمنية في محيطه الضيق؛ وأن هناك نقطة ضعف يسهل اختراقها، وهذه النقطة التي شكلت مقتله، هي نفسها التي شكلت شخصيته بكل ما فيها من كاريزما وزعامة .. إنها شعبيته .. وبساطته وتواضعه .. كان قريبا جدا من الناس، يقابل العشرات يوميا، يدخلون إلى مكتبه بسهوله، ودون تفتيش، ولا أشك لحظة أن هذه المعلومات كانت بكل تفاصيلها معروفة لدى الموساد الذي فشل قبل ذلك مرات عديدة في اغتياله، ونجحت أخيرا، ولكن بالغدر والخسة.

تقرير الجزيرة الذي شكل سبقا صحافيا ممتازا، أتى بشيء واحد جديد، هو نوع السم، وفي هذا التقرير أكد الخبراء أن الجرعة السمية القاتلة ضئيلة جدا، لا ترى بالعين المجردة، ويصعب فحصها حتى في أدق الأجهزة وأحدثها، ما يعني أنه يكفي شخص واحد لأن يصافح عرفات أو يقبله أو يتشارك معه الطعام لأن ينجز المهمة، ولا حاجة للتنسيق مع أحد، إلا إذا كانت إسرائيل تعجز عن ذلك دون الحصول على موافقة مسبقة من قيادات فلسطينية معينة (التي هي في عين عاصفة الهجوم).

شكرا للجزيرة على اهتمامها بالحقيقة أكثر من اللجنة المكلفة بمتابعة التحقيق، وعلى السلطة الوطنية أن تعترف بتقصيرها، ولكن الأهم من ذلك أن تصر على تشكيل محكمة دولية على غرار محكمة الحريري، وأن ترفع دعوى قضائية على إسرائيل بصفتها المتهم الأول.

ليس مهما تحليل مغزى توقيت نشر التقرير، لأن التقرير متأخر في كل الأحوال سنوات عديدة، وليس مهما معرفة نوع السم بقدر ما هو مهم أن نشخص عدونا بكل وضوح، وأن نكف عن البحث عن أعداء افتراضيين أبعد وأسهل؛ فالجريمة واضحة والمجرم معروف.

من أحب ياسر عرفات فليكمل رسالته، وليواصل درب الكفاح الذي بدأه في ال 65، ومن أراد الثأر له فها هو العدو أمامنا .. وما زال يقتلنا وينكل بنا كل يوم .. أما من أراد تصفية حسابات سياسية معينة فلا يستعمل ياسر عرفات أداة لتحقيق أهدافه.




هناك تعليق واحد: