أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

يونيو 25، 2011

بوحٌ للبحــر


أحس أن البحر مخبأ في فنجان .. وأن الصحراء بحجم الكف .. الشوارع ضيقة، الأبواب موصدة .. والليل يهبط قبل أوانه .. محملا بالعذاب .. غيابك صمتٌ يبدد صوت الرياح، وفجوةٌ في جدار العمر ،، تتسع بقسوة ،، وتتبدل بألف شكل ولون ،، غيابك ضياع ،، تـيهٌ في صحراء الزمن .. أيامٌ مسفوحةً بدم القهر، سُفكت لحظاتها على عتبة المنفى .. وسالت نهراً من دموع .. على مذبح الشوق .. غيابك هو آخر المدى على صهوة خيول من أنين .. أشتاق إليك .. أشتاق للحياة ..

من قال أن البحر بلون واحد ؟!! هو أزرق حد الدهشة .. وأسْودٌ في حلكة الليل .. ومثقب بعدد النجوم ..


ينهض البحرُ بعد أن تأوي الشمسُ إلى مهجعها الأخير، وتنـزف من دمها القاني على صفحته، لتلون المدى بالقرمزي الدافئ .. وينامُ بعد أن ينامَ القمر .. وقبل تشقق الفجر وعند الغسق .. وقبل أن ترحل النجوم يصبغ البحرُ الأفقَ بأحمر داكن مشوب برائحة البنفسج .. وعندما تصحو الكائنات تسكب الشمس الذهب من جِرارها ليتلألأ بين الأمواج .. وعندما تحزن حبيبتي يغضب لها البحر .. ويقذف بأسراره على الشاطئ .. ويحتفظ فقط بأسرار المحبين ..

البحر كصدر حبيبتي .. أحيانا لا يتسع لحبي .. البحر كمحياها عند الصباح .. بلون بيادر القمح .. عندما أراها على الضفة الأخرى يتمدد البحر بطول الكون .. وعندما يستعد قلبي للقاء، يكبر باتساع البحر .. وعندما أبوح إليه بأشجاني تضيق به الخلجان .

البحر هو البحر .. في يافا .. وفي دموع حبيبتي .. في حشرجاتي .. هو حِبْرٌ يرسم شكل معاناتي ويعيد إنتاجها .. أمواجه هي خفقاتي .. لا تهدأ إلا على شاطئ اللقاء .. وجنتاك هما شاطئي .. عيناك هما البحر في غموضه .. هما النبع في عطائه .. هما واحة الحب في قيظ الصحراء ..

شفتاك نهران من خمر معتق ،، يصبان في خليج الروح .. من يداك تنبت مواسم الربيع .. وتحت رموشك أهجع كطفل .. وإلى جبينك تتجه القوافل في رحلتها السرمدية في البحث عن المعنى .. أنت فتنة الروح ودمعي شتاءٌ من أسى ..

الإسكندرية 1997

هناك تعليقان (2):

  1. فظاعة، يسلموا يا الحبيب

    ردحذف
  2. رائع جدا.. شوقتني للكتابة..أغريتني لأسبح في خيال الكلمات..رائع ..رائع..

    إيناس سلامة

    ردحذف