شهد العام
2022 سقوط أكبر عدد من الشهداء منذ نهاية انتفاضة الأقصى (باستثناء شهداء الحروب
العدوانية على قطاع غزة)، إذ بلغ عددهم منذ بداية العام، وحتى بداية كانون أول نحو
212 شهيدا، والعدد في تصاعد..
وفي بداية شهر
آب، شنّ جيش الاحتلال عدوانًا على قطاع غزة، واستمر 3 أيام، أسفر عن استشهاد 49
فلسطينياً، بينهم 17 طفلًا وإصابة المئات. وحسب بيان "الحركة العالمية للدفاع عن
الأطفال": "تدل التحقيقات والأدلة التي جمعتها الحركة أنّ القوات
الإسرائيلية تستخدم القوة المميتة ضد الأطفال الفلسطينيين في ظروف ترقى إلى القتل
خارج نطاق القضاء، أو القتل العمد". كما كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن من
بين الضحايا 5 أطفال قضوا في اليوم الثاني من العدوان جراء قصف طائرات الاحتلال.
وفي تقرير
صادر عن الحركة، أشارت فيه إلى استشهاد 29 طفلا فلسطينيا برصاص قوات الاحتلال
الإسرائيلي في الضفة الغربية، منذ بداية العام 2022. وأوضحت أن جميع الأطفال
استشهدوا جراء إصابتهم بالرصاص الحي في الأجزاء العليا من الجسد، ما يدل على أن إطلاق
النار صوبهم كان بقصد القتل. ما يرفع عددهم إلى 46 شهيدا (في الضفة والقطاع).
أما عن حالات الاعتقال،
فقد بلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي حتى بداية
كانون أول 2022 نحو (4760) أسيراً، من بينهم (33) أسيرة، ونحو (160) قاصرًا تحت سن
ال18.
ومنذ بداية
العام الحالي 2022 وحتى كانون أول، اعتقلت سلطات الاحتلال نحو 5300 فلسطيني، من
بينهم 111 امرأة، و620 طفلا (بيان "نادي الأسير"). مقارنة ب 184 امرأة
فلسطينية تم اعتقالها في العام السابق 2021، كما واستشهدت 48 سيدة خلال العام 2021
بما يشمل العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في أيار (بيان الجهاز المركزي للإحصاء).
فيما استشهدت خمس نساء في الضفة الغربية خلال العام 2022. ومن أبرزهن الصحفية
شيرين أبو عاقلة، أثناء أدائها لعملها.
وحسب بيان ل"هيئة
شؤون الأسرى والمحررين"، تم رصد أكثر من 135 ألف حالة اعتقال منذ توقيع
اتفاقية "أوسلو" حتى العام 2022، من بينها قرابة 20 ألف طفل، و2500 سيدة
وفتاة، بالإضافة الى اعتقال نصف أعضاء المجلس التشريعي في دورته الأخيرة، وعدد من
الوزراء ومئات الأكاديميين والصحفيين والعاملين في منظمات المجتمع المدني
والمؤسسات الدولية.
وأيضا، وخلال
نفس الفترة استشهد 117 فلسطينيا بعد اعتقالهم، جراء التعذيب والإهمال الطبي والقتل
العمد، الأمر الذي يرفع قائمة شهداء الحركة الأسيرة الى (231) شهيدا، وما زالت
سلطات الاحتلال تحتجز جثامين 9 شهداء منهم. إضافة إلى 350 جثمان
لشهداء فلسطينيين وعرب، ما زالوا محتجزين لدى سلطات الاحتلال، فيما يعرف بمقابر
الأرقام أو ثلاجات الموتى.
هذا هو حال المرأة
الفلسطينية تحت نير الاحتلال، تستشهد، وتُعتقل، ويُهدم بيتها، وتمضي عمرها متنقلة بين
السجون لزيارة أبنائها الأسرى، أو تضطر للعمل في ظروف قاسية لرعاية أسرتها، بسبب اعتقال
أو استشهاد الأب أو الزوج..
لكن الظلم
والقهر الذي تعانيه المرأة الفلسطينية ليس مصدره الاحتلال فقط، وإن كان الاحتلال
جذر المشكلة، إلا أن المجتمع المحلي يضيف مظالم أخرى، وأشكال عديدة من معاناة
المرأة الفلسطينتية.
فمن جانب آخر، لا تزال النساء الفلسطينيات
يعانين من استمرار النظام الذكوري في المجتمع، والذي يعطي للرجل امتيازاً على
المرأة ويسمح له بممارسة تسلطه عليها، بالإضافة إلى النظام العشائري في حل القضايا
الأسرية والذي يستند إلى العادات والتقاليد التي ينطوي العديد منها على ظلم المرأة. فضلا عن
عمليات القتل المباشر تحت ذرائع مختلفة، منها القتل على خلفية ما يدعى بالشرف، أو
نتيجة خلافات عائلية، باعتبار أن المرأة الحلقة الأضعف.
فبحسب
إحصائيات "المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان" قُتلت 6 نساء في الضفة
الغربية وقطاع غزة، فيما قُتلت عشرين إمرأة فلسطينية داخل الخط الأخضر بجرائم
متنوعة خلال العام الحالي 2022، مقارنة ب16 امرأة تم قتلهن في العام الماضي 2021.
وحسب بيان الجهاز
المركزي للإحصاء، قالت علا عوض بمناسبة يوم المرأة: "تعرّضت 58.2% من النساء
المتزوجات حالياً أو اللواتي سبق لهن الزواج في فلسطين للعنف بكافة أشكاله
"على الأقل لمرة واحدة" من قبل أزواجهن خلال العام 2022، وكان العنف
النفسي أكثر نوع عنف يمارس ضد النساء المتزوجات حالياً أو اللواتي سبق لهن الزواج من قبل أزواجهن في فلسطين، حيث تعرضت 57.2% من
النساء للعنف النفسي "على الأقل لمرة واحدة"، وتعرضت 18.5% من النساء
للعنف الجسدي "على الأقل لمرة واحدة".
إضافة إلى أشكال
التمييز على أساس النوع الاجتماعي الذي تعانيه النساء الفلسطينيات في مجال التوظيف
والترقية والتدريب والسفر والعلاوات والأجور وتبوء المناصب القيادية..
ويبدو أننا سنكون على موعد مع أرقام مماثلة، أو أكثر
في يوم المرأة العالمي في آذار المقبل، ليكشف لنا الجهاز المركزي للإحصاء مزيدا من
مؤشرات العنف والتعنيف ضد المرأة، ومزيدا من مؤشرات الظلم الذي ما زالت نساء فلسطين
يعانين منه، سواء على يد الاحتلال الغاشم، أم على يد المجتمع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق