أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

ديسمبر 30، 2016

في ذكرى انطلاقتها.. فتح، التي في خاطرنا..


فتح

هي تربة فلسطين السمراء، وسماؤها الصافية، وغمامها الواعد، هي ملح الأرض، ونبض الشارع، هي ضمير الشعب وروحه المتشوقة للحرية، وخشبة خلاصه الوطني، وجسر عودته لأحضان الوطن... هي حامية مشروعه الوطني، وبوابة ولُوجهِ نحو المستقبل... هي بستان الثورة، الذي أزهرت فيه كل القوى الوطنية..


عندما انطلقت فتح، اعتبرت أن المرحلة التاريخية التي تمر بها القضية الفلسطينية هي مرحلة تحرر وطني، وبالتالي فهي تتطلب حركة وطنية لا حزبا طبقيا، وأن الشعب الذي فقد أرضه وهامَ على وجهه في الشتات، فقد بذلك جزءً من كينونته وإنسانيته، وأصبح الهم الوطني هو همّه الشخصي والأكبر، وحتى يسترد إنسانيته وكرامته، ويبني كيانه.. لا بد له من النضال في سبيل التحرير والعودة، فجاءت فتح لتقوده في نضاله ولتعبّر عنه.

عملت فتح على توحيد الصف الفلسطيني، واستنهاض كل الطاقات العربية، وظلت بوصلتها تُشـير دوما نحو فلسطين، ونأَتْ بنفسها عن الأحلاف والتكتلات الإقليمية، ومنذ البداية أدركت أن إسرائيل حجر الزاوية في المعادلة السياسية الدولية القائمة منذ سايكس بيكو، والمحمية من القوى العظمى، وضرب هذه المعادلة يحتاج إلى تحالف دولي، فناضلت لإبراز الهوية السياسية للشعب الفلسطيني، وتثبيتها في الساحة الدولية.

واعتبرت أن الكفاح المسلح أداة رئيسية في المعركة الوطنية، ومارسته بالفعل بشجاعةٍ ونُبلْ، ولم تضع يديها في أغلال الأيديولوجيات والمنطلقات الحزبية الضيقة، وأذابت التناقضات الثانوية وصهرتها في بوتقة الكل الوطني في مواجهة التناقض الرئيسي مع العدو، وخطّت لنفسها نهجاً سياسيا واقعيا دون تخاذل أو مهادنة، ودون أن تقع أسيرة الشعارات الكبيرة، وآمنت بالجماهير، واعتبرتها خزانها الحيوي، وبقدر ما حمَتْ ديمقراطية غابة البنادق، فقد حمَتْ وصانتْ الوحدة الوطنية، وأصرّتْ على استقلالية القرار الوطني، بعد أن حررته من الهيمنة والتبعية للأنظمة الرسمية، بنفس القدر الذي جعلت فيه من القضية جزءًا من الهم القومي العربي، وجزءًا من النضال الإنساني العادل في مواجهة قوى الشر والطغيان.

وقدمت فتح خيرة شبابها وكوادرها وقادتها على مذبح الحرية والاستقلال، في ساحات الوغى وفي المعتقلات، وسال دمها كشلال متدفق ليروي أرض فلسطين، وبنَتْ صورةً أخلاقية للنضال الفلسطيني استحقت احترام شعوب العالم وتقديرهم، وصارت في مقدمة حركات التحرر للشعوب المقهورة، وانتزعت اعترافا عالميا بحقوق الشعب الوطنية بعد أن كاد أن ينتهي ويذوب في زحمة النظام العالمي الذي يسحق الضعفاء ولا يأبهُ للمظلومين، فصحّحتْ مسار التاريخ نحو الحق الفلسطيني، بأن حوّلت الشعب من جموع لاجئين إلى شعب حر مقاتل، وحولت القضية الفلسطينية من قضية إنسانية ومسألة إعانات إلى قضية سياسية من الدرجة الأولى، وجعلت منظمة التحرير الفلسطينية الرقم الصعب في المعادلة السياسية الكونية، وثبّتت الوجود الفلسطيني على الخارطة السياسية، وتوجهت للعالم بلغة يفهمه، من خلال خطاب سياسي واقعي ومطالب قابلة للتنفيذ، وفضحت الطبيعة العنصرية للصهيونية والدور الوظيفي للكيان الإسرائيلي، وحرمت المشروع الإمبريالي الصهيوني من ميزة الاستقرار وحالت دون توسعه.

هذه فتح التي نعرفها..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق