أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

يناير 01، 2016

كيف تجري النقاشات في عالمنا العربي ؟


تبدأ المناقشة بموضوع عن أهمية حامض الكبريتيك في الصناعات الكيماوية، بعدين يدخل المتحاورين على موضوع تهريب المخدرات في المكسيك، والحكي بجـر حكي، يتحول الموضوع إلى أساليب التدريس في كوريا، ثم ينتقل مباشرة لأزمة السير في دبي، وينتهي بصب اللعنات على "السيسي" بسبب حصار غزة ..

في اعتقاد عند البعض، إنه إذا كنت من فتح، فمن الضروري أن تكره حماس، وإذا كنت من حماس من الواجب أن تؤيد مواقف الإخوان المسلمين، حتى في أندونيسيا، وإذا كنت من الجهاد الإسلامي، فحتما ولا بد أن تؤيد إيران على طول الخط.

وفي اعتقاد لدى الأكثرية، أن تاريخنا كله صفحات بيضاء من المجد والبطولة، وأن كل الشخصيات التاريخية التي بنعرفها وبنحترمها لم تخطئ في حياتها أبدا، ولم تسئ لأحد، ولم تقصر في أداء واجب يوما ما، بينما أعداؤنا كانوا دوما حيوانات وبهايم وجبناء وأنذال ..
وإذا انتمى شخص لتنظيم أو حزب معين، فيعتقد أن عليه تبني كل نظرياته، وتأييد كل مواقفه، والدفاع عن قياداته ورموزه، وتقديس تاريخه .. وطبعا، في المقابل الأحزاب المنافسة أو المعارضة مخطئة على الدوام، وقياداتها فاسدة، وليس لديها أي نقطة مضيئة، واللي بأيدهم إما خائن، أو مضلَّل على أقل تقدير ..

ونفس الشيء، إذا حبينا قائد معين، سنصدق كل ما يقول، وسنبرر له كل شيء، وسنتجاوز عن عثراته، وسنتفهم مواقفه مهما كانت .. أما اللي بنكرهه يا ويله منا، إذا حكى ما بنسمعه، ولو حلف عالقرآن ما بنصدقه، ولو حج سبع مرات بنطلعوا ابن يهودية، أو ماسوني على الأقل، وحتى لو مات برصاص إسرائيلي على الهواء مباشرة رح نطلعه جاسوس، ونحكي إن الموساد بده يخلص منه .. عادي ..  

على مستوى الطائفة، لو حدثت طوشة بين شاب "سُـني" وشاب "شيعي" مقيمين في شيكاغو، فإن أتباع كل طائفة في منطقتنا سيعتبرون ابن الطائفة الثانية معتدي، وكذاب، ولعين والدين .. طبعا قبل أن يعرفوا القصة، وحتى لو عرفوا أدق التفاصيل لن يغيروا موقفهم .. المسألة محسومة ..   


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق