أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

ديسمبر 26، 2015

سيكولوجية المهزوم


قوات الأمن الفلسطيني تتصدى لمسيرة  شعبية كانت في طريقها إلى "بيت إيل". وطبعا، لأن الفلسطيني مبدع ومتفوق في كل شيء (بما في ذلك الغباء)؛ فقد تمخضت عبقرية أحد القادة الفلسطينيين (نفسي أعرف مين هو حتى أتصور معه) عن فكرة إبداعية، (مع أنها مستهلكة، بس جديدة علينا)؛ وهي قمع المسيرة من خلال أناس مدنيين .. بمعنى أن ذلك القائد الرهيب أراد أن تظهر الصورة على النحو التالي: مسيرة لشباب متهورين يعترضها رجالٌ راشدون، لأنهم حريصون على حياة أولئك المراهقين، ولا علاقة لقوى الأمن بالموضوع !! يعني الجماعة بريئين تماما !! ولكن بالصدفة يكون جميع هؤلاء الراشدون يلبسون ملابس رياضية وبيجامات متشابهة، وجميعهم بالصدفة يحملون هراوات، وجميعهم بالصدفة أيضا يعتريهم الغضب من حماقة وتهور هؤلاء الشبان !! ويا لمحاسن الصدف !!

قبل أشهر قليلة، قمع رجال الأمن في بيت لحم شابا فلسطينيا بطريقة تعسفية بشعة .. وحينها اشتعلت مواقع التواصل بالانتقادات اللاذعة، فما كان من قائد الأمن الوطني إلا أن اعتذر بنفسه من الشاب، واستضافه في مكتبه، وأمر بمعاقبة رجال الأمن الذين قاموا بالفعلة الشنيعة .. وقد استبشرنا حينها خيرا، ورحب الجميع بالخطوة .. فهل يا ترى سنرى محاكمة للقائد "الجهبذ" الذي أعطى الأوامر بقمع المسيرة الشعبية يوم أمس (الجمعة 25-12-2015) !؟ هل سنتوقف عن استهبال الجماهير !!


قد يكون في ذهن القيادة السياسية أن الهبة الجماهيرية قد أتت أُكلها، واستنفذت أغراضها، ولم يعد بوسعها تحقيق أي منجز، وأن المرحلة لا تحتمل انتفاضة شعبية شاملة، وأن آفاق الانتصار ضعيفة جدا، أو حتى معدومة .. وقد تكون محقة في بعض تصوراتها، وخاصة إزاء دعوات وقف الموت المجاني .. لكن هذا الأسلوب، عدى عن كونه قمعي ومرفوض، يدل على حماقة قل نظيرها .. وعلى نفسيات مهزومة وموتورة، تستسهل قمع الطرف الضعيف بعد أن عجزت عن التصدي للطرف القوي ..

قبل أيام قليلة، تصدت الشرطة الفلسطينية لدورية إسرائيلية في بيتونيا، كانت تهم باعتقال شبان فلسطينيين، وقامت بطردهم وإرجاعهم مدحورين .. صورة رائعة دون شك .. وطبعا لا ننسى مئات الشهداء والأسرى من أبناء الأجهزة الأمنية، وعشرات الاشتباكات الحقيقية التي خاضوها ببسالة مع جيش الاحتلال .. لكن تصرفات حمقاء، وتوجهات مريبة لبعض قادة هذه الأجهزة تنسف كل هذه المنجزات، وتستبدل صورة المقاتل الفلسطيني البطل، بصورة الجندي الرعديد الذي يتطاول على أبناء شعبه ..

مثل هذه الأحداث المخجلة تعيد طرح السؤال المحير: لماذا تستحوذ أجهزة الأمن على ثلث الموازنة !! وهل نجح فعلا "دايتون" في مهمته ؟! باعتقادي أن الشرطي ورجل الأمن الفلسطيني لا يحتاج سوى قائد يرفع أمامه شارة النصر، ويقنعه بأننا لم نُهزم بعد، بل وأننا عصيون على الهزيمة ..
ما حصل مُدان ومرفوض بكل المقاييس الوطنية ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق