أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

ديسمبر 17، 2015

في الهم الثقافي الفلسطيني


حدثان متتاليان، وباتجاهين متعاكسين هـزّا الساحة الثقافية في فلسطين؛ الأول تكليف "إيهاب بسيسو" وزيرا للثقافة، والثاني حل مجلس أمناء مؤسسة محمود درويش.

الحدث الأول أسعد الوسط الثقافي كله، بينما الثاني أربكه تماما.


من البديهي أن نفرح للصديق "إيهاب" (مش لأنه صار عندنا واسطة)؛ بل لأننا نعوّل عليه، ونتوقع منه الكثير .. ولأنه بات بوسعنا أن نطالبه بالكثير .. أن يعيد للثقافة اعتبارها بعد أن خذلتها الوزارة لسنوات عديدة، وللمثقفين مكانتهم بعد سنوات من التهميش، خاصة المقيمين في غزة .. وأن يعمل على إنشاء مكتبات عامة في القرى والمخيمات، وأن يشجع إنشاء صالونات ثقافية، وإطلاق حملات القراءة والتبرع بالكتب، وتنظيم المسابقات لتشجيع المطالعة، للشعر، للمواهب، للكتابة ... خاصة في المدارس والجامعات، وأن يقدم الدعم اللازم لأهم المؤسسات الثقافية في البلد، مثل مسرح الحكواتي، ومسرح القصبة، ومركز خليل السكاكيني، بيت الشعر، وغيرها، وأن يجعل من معرض الكتاب حدث سنوي يجري بانتظام، وكذلك جائزة الدولة التقديرية للعلوم والآداب، وأن يولي الصحافة الثقافية الاهتمام الكافي، بما في ذلك إصدار مجلات ثقافية، وأن يعمل على إطلاق مبادرات غير حكومية ترعاها الوزارة تساهم في ترميم قطاع الثقافة، وأن يدعم (بالتعاون مع دور النشر الوطنية) المواهب الشابة، بطباعة ونشر مخطوطاتهم ..

يعني باختصار هنالك الكثير ما يمكن ويجب عمله .. رغم قلة الإمكانيات، ومحدودية موازنة الوزارة .. فعلى سبيل المثال، نجح "سامح خضر" بجعل متحف محمود درويش أهم مؤسسة ثقافية ناشطة في فلسطين، استضاف أهم الشعراء والروائيين، وأعلن عن ميلاد كتاب ومبدعين جدد، وجعل منه ملتقى لمحبي الأدب، دون أن يكون بين يديه موازنات ضخمة؛ فقط بقلب محب ونشاط مثابر.

أما إقالة مجلس الأمناء، فمن الطبيعي أن تثير كل هذه الزوابع والعواصف، فبين من يؤيد الإقالة من منطلق التغيير والتجديد، ومن يرفضها بسبب أسلوبها الفج، أو خوفاً من تغوّل السلطة على الثقافة، وتدخلها السافر في شؤونها الخاصة .. وطبعا تدخل الحسابات السياسية والخصومات الشخصية على الخط، سيما وأن "ياسر عبد ربه" شخصية إشكالية، لديها خصوم ومعجبين ..
الشخصيات المحترمة التي تمت إقالتها غير آسفة، وستظل مكانتهم محفوظة في الذاكرة الفلسطينية، فعلاقتها بالمؤسسة طوعية، لا تجني من ورائها أي مكسب،  لكن طريقة الإقالة كانت مفاجئة،  ومع ذلك، التغيير سنة الحياة، والمجلس الجديد ربما يكون جيدا، ومن المبكر الحكم عليه، لكن في جميع الأحوال يجب أن تظل الثقافة الفلسطينية في منأى عن التجاذبات والمعادلات الشخصية.

أنا شخصيا معترض بشدة على تسمية "محمد مصطفى" في المجلس، وهو شخصية اقتصادية لا علاقة له بالثقافة، فإذا كان قد أخفق في إدارة وزارة الاقتصاد حين كان وزيرها، بسبب انشغاله في صندوق الاستثمار وأشياء أخرى؛ فكيف سينجح في مجلس لا يربح فلسا واحدا ؟! ولا علاقة له بالبزنس ؟؟

ولو استشارني "أبو مازن" لأشرت عليه بتأجيل المرسوم إلى ما بعد حفل توقيع كتابي .. لأنه مش ناقصني شوشرة ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق