أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

مارس 11، 2015

ثلاثة ملاحظات عالسريع


كثيرا ما نقرأ تعليقا على صورة مريض دعاء: "اللهم اشفي مرضى المسلمين" .. أو "اللهم احمي أطفال المسلمين" .. طيب، وماذا بشأن المرضى والأطفال من غير المسلمين ؟! هل نستكثر على الله سبحانه أن يشمل بعطفه ورحمته الواسعة كل عباده (مسلمين وغير مسلمين) الذين خلقهم ونفخ فيهم من روحه ؟! هل الله تعالى إله حصري خاص بالمسلمين !؟ هل يزعجكم أن يحمي الله طفلا يابانيا، أو برازيليا ؟!  هل يؤلمكم أن يشفي مريضا هنديا أو أوغنديا أو هولنديا ؟؟ أليس دعاؤكم هذا ممارسة عنصرية يبغضها الله عز وجل !؟


ملاحظة غريبة نجدها عند المشاهير الذين يدخلون الإسلام، أو الفنانات المعتزلات، أو من يودون التوبة إلى الله، وهي التركيز فقط على الهيئة والشكل، فإذا كان رجلاً أطال لحيته وقصّر دشداشته، وإذا كانت إمرأة، تحجبت أو تخمّرت !!  وكأنَّ عبادة الله سبحانه تتحدد فقط من خلال المظهر الخارجي ! وأن هذه هي علامات الإسلام الفارقة !! فإما أن هؤلاء يجهلون جوهر الدين، ويكتفون بالشكليات. وإما أنهم يريدون اختصار العلاقة مع الله من خلال اللحية، أو الحجاب، وجعلها مقتصرة عليها. أو اتخاذهما وسيلة لحل التناقض المجتمعي وفي شخصياتهم بين ما يرغبون به بشدة (ويمارسونه بالخفاء) وما يودون إظهاره للناس .. أو يريدون الاتكاء على المظهر، ليختفوا وراءه، ويسجلون من خلاله نصرا وهميا على الجوهر في سياق الصراع النفسي العنيف، بين نزعاتهم الداخلية والأعراف السائدة المتعارضة معها. أو هي تساوق مع الشكليات السائدة في مرحلة صعود الإسلام السياسي .. التقرب إلى الله يا سادة يكون بالقلب الطاهر، والنفس السويّة، وبالروح السمحة، والعقلية المرنة، الرحبة، المنفتحة على العالم، بمحبّة الناس وحُسن معاشرتهم .. وهذه قيم روحانية لا علاقة لها بالمظهر ..

الملاحظة الأغرب، هي ظاهرة انتشار المشايخ في الفضائيات الدينية وعلى قنوات التواصل الاجتماعي، وخاصة اليوتيوب والفيسبوك؛ فبعد حملة الفتاوى العجيبة التي وصلت إلى حد الإسفاف، والتي كانت تحرِّم كل شيء تقريبا (خاصة كل ما يتصل بالمرأة)، نشهد في الآونة الأخيرة حملات التحريض على العنف والقتل والإقصاء، ينفذها هؤلاء بوجوه متجهمة متشنجة، وبعقليات متطرفة متعصبة، لا تعرف سوى بث الكراهية والتحريض الطائفي، ونبذ الآخرين وتكفيرهم .. وللأسف فإن هؤلاء هم من يتصدر المشهد الإعلامي، وهم من يدّعون تمثيلهم للإسلام .. وقد تمكنوا بصراخهم من إسكات صوت العقل، ونجحوا بغوغائيتهم في إقصاء كل من يخالفهم .. وما زالوا مصرين على تشويه الدين الإسلامي، وتدمير روح التسامح فيه، وقتل كل جوانبه الإنسانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق