أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

فبراير 16، 2015

كاميليا وأخواتها

من هي "كاميليا وأخواتها" التي أعدمت داعش 21 مصريَا في ليبيا بسببها!؟ وما هي قصتها ؟! 

باختصار شديد، تعود قصة "كاميليا شحاته" للعام 2010، بينما تعود قصة "وفاء قسطنطين" للعام 2006، وتتمحور قصة السيدتين المصريتين حول شائعات تفيد اعتناقهما للإسلام، وقد روّجت جماعات سلفية أخباراً مفادها أن الحكومة ترفض حمايتهما وأنها سلمتهما للكنيسة القبطية، وقد هددت حينها بقتل الأقباط كافة، بدء بِ"البابا شنودة" نفسه، ما لم يتم تسليمهم السيدتين وحمايتهما، وقد خرجت مظاهرة حاشدة ضد الكنيسة أمام مسجد النور بالعباسية، وأخرى أمام مسجد الفتح بميدان رمسيس بالقاهرة، وثالثة في مدينة الإسكندرية بمسجد القائد إبراهيم، ورابعة أمام مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة شارك فيها أكثر من 30 ألف شخص، إلى جانب عشرات المظاهرات الحاشدة في محافظات المنيا والصعيد والقاهرة، وفي المقابل ألّب رجال الدين المسيحي جماهيرهم ونظموا مظاهرات أكدوا فيها أن السيدتين أُجبرتا على الدخول في الدين الإسلامي.

الحكومة المصرية من جهتها أكدت عدم اعتناق السيدتين للإسلام، وقالت أنها سلمتهما للكنيسة منعاً للفتنة ودرءاً لأي خطر يهدد الوحدة الوطنية. بينما تؤكد الجماعات السلفية أن كاميليا ووفاء تم اختطافها وتسليمها للكنيسة، وقامت بعض المواقع الإسلامية بنشر مستندات وصور شخصية لكاميليا تؤكد إسلامهما، كما قامت قنوات فضائية إسلامية ببث برامج تؤكد ذلك.

وفي تطور مفاجئ، ظهرت "كاميليا" في لقاء مذاع على الهواء على قناة مسيحية يوم 8 أيار 2011 وأعلنت عدم صحة ما تردد عن اعتناقها الإسلام، وأكدت أنها اختفت من منزلها بسبب خلافات زوجية، وبدون علم أهلها وأنها عادت لمنزل زوجها الذي ظهر بجوارها في الفيديو. أما و"وفاء" فلم تظهر من ذلك الحين وسط ادعاءات بقتلها من قبل الكنيسة عقاباً لها، فيما قال البابا شنودة: "أن النائب العام نفسه أعلن أنها قالت (أنا مسيحية وسأعيش مسيحية وسأموت مسيحية)"، ونشر هذا فى جريدة الأهرام في حينه.

وطبعا الأمر لم يقتصر عند المظاهرات والتهديدات، فقد اندلعت أعمال عنف داخلية في مناطق الاحتكاك بين المسلمين والمسيحيين في عدد من الأحياء المصرية، ثم خرجت دائرة العنف حتى وصلت العراق، حيث قام تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين" باقتحام إحدى كنائس بغداد وقتل أكثر من 50 مصلياً، كما توعد هذا التنظيم بهجمات أخرى ما لم تقم لكنيسة القبطية بإطلاق سراحهما. وقبل يومين قام تنظيم داعش في ليبيا باختطاف 21 عاملا مصريا وجميعهم من الأقباط، ثم ذبحتهم بدم بارد، وقالت "إن هذا ثأر المسلمين لكاميليا وأخواتها".

سؤالان خطرا ببالي، الأول: لماذا تثير قصة دخول سيدة للإسلام، أو خروجها منه كل هذا الضجيج؛ عشرات الآلاف يخرجون في مسيرات غاضبة، وتسجيلات صوتية، وأفلام قصيرة على اليوتيوب وبرامج تلفزيونية، ومقالات، وفتنة طائفية تكاد تحرق البلد، ومقتل العشرات ممن لا ذنب لهم في مصر وخارجها. والثاني: ما معنى إثارة هذا الموضوع الآن، بعد سنوات طويلة على نسيانه !! إلا يعني هذا بكل وضوح أن البعض يريد أن يفتعل مشكلة، وأن يوقظ الفتنة، وأن يوسع رقعة الخلاف في الأمة، وأن يغذي الصراع الطائفي بمزيد من الدماء والكراهية والتحريض ..


وكيف نفهم (أو نصدق) القصص التي نسمعها عن دخول 500 فيليبني الإسلام دفعة واحدة لمجرد مشاهدتهم جنازة الملك عبد الله !! وغيرها من قصص عن اعتناق مدن بأكملها وقبائل بأكملها الإسلام بكل بساطة، بينما قصة كاميليا أخذت كل هذا الضجيج !!!!!!!! ألم يقل رب العالمين (لا إكراه في الدين) !؟ أم أن تصريحات شيوخ ورهبان الفتنة أهم من قول الله سبحانه !! 

هناك تعليق واحد: