أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

يناير 03، 2016

اعترافات، واكتشافات


سأعترف لكم أني في "الزمانات"، بكيتُ على "دايسكي" بطل "جراندايزر"، حين أيقنتُ أنه سيودع كوكب الأرض للأبد، وبكيتُ أيضاً على "ماوكلي" حين غادر الأدغال، خاصة وأن حفل الوداع كان مؤثرا، ولم يبقَ في الغابة حيواناً إلا بكاه بحرقة، أما "ريمي" فقد قطّعتْ قلبي وهي دايرة من بلد لبلد تبحث عن أمها، دون جدوى، وطالما أنقهرت من "كاسبر" المربي الظالم كلما ضرب الأطفال الأيتام، وأكثر شيء حزنتُ عليه لما مات "فيتاليس" الحنون. وقمّة القهر تجلت حين قامت الآنسة "منشن" ﺑﺈﺭﺳﺎﻝ "سالي" ﻟﻠﺴﻮﻕ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺍﻟﺨﺒﺰ في عِـز البرد والعتمة، لا شفقة ولا رحمة حسبي الله عليها. لكن المأساة الكبرى كانت لبائعة الكبريت التي لم يشترى منها أحد، رغم التنزيلات التي قدمتها، فقررتْ أن تحرق أعواد الثقاب التي بحوزتها لعلها تحظى ببعض الدفء، وفي الآخر ماتت متجمدة. ولم يُعِد لي توازني، إلا "جيري" (الله يوفقه وين ما يكون) حين أَشفَقَ على "توم" وأنقذه من البرد، في تلك الليلة المظلمة التي هطل فيها الثلج بكثافة، حيث أدخله للبيت، وأعدّ له صحن شوربة ساخن، وأجلسه أمام الصوبة، كانت حلقة مميزة بالفعل .. وطالما غنّينا مع أبطالنا المفضلين، ربما أحلى أغنية كانت "عدنان ولينا"، وكذلك أغنية "بوكيمون"، أما أغنية "أنا وأخي" فكانت تثير شجوني، أغنية "دراغون بول" كنت أعتبرها مثل النشيد الوطني .. كما أعترف أني قلقتُ أشد القلق على "سندباد" حينما تلبّسه العفريت، وركب على أكتافه حلقة كاملة، وظليت أنتظر الفرج حتى الحلقة التالية، حيث استطاع بمساعدة "ياسمينة" (الله يسهّل عليها) أن يغلبوا العفريت، وقلقتُ أيضا على "ساندي بل" لما ضاعت في باريس وهي تبحث مع "مارك" عن أمها ..

لا أريد أن أطيل عليكم، حتى لا أفتح لكم جروح الطفولة، وذكرياتها الحزينة .. فتلك أيام انقضت وأصبحت ذكرى .. تفاعلنا معها ببراءة، وسكبنا من أجلها دموعا غزيرة .. ولم نكن نعلم، أنها مجرد تدريب على واقع مرير، سنواجهه قريبا .. فما أن كبرنا قليلا، حتى نسينا "دايسكي" وبدأنا نودع أشخاصا عزيزين علينا واحدا تلو الآخر .. واكتشفنا أن غابة "ماوكلي" مجرد بستان مقارنة بغابات البشر .. وأن الثلج الذي جمّد "كريستيان" أدفأ من قلوب بعض الناس، وأن هناك من هم أكثر قسوة بمراحل عديدة من "كاسبر"، وأشد لؤما من الآنسة "منشن" .. سيطردون آلافا من الفتيات الجميلات اللواتي يشبهن "سالي" .. سيخرجوهن عنوة من بيوتهن في عز البرد، وسيقذفون بهن مع عوائلهن نحو صحاري الغربة، ليتيهوا فيها سنين طويلة، أو نحو البحار ليبتلعهم الموج .. سنرى مئات من بائعات الكبريت في شوارعنا المزدحمة، وسنسمع في اليوم التالي أن الشرطة عثرت على فتاة متجمدة تحمل بيدها "كبريتة" كانت ستبيعها ليلة أمس، وسنرى ملايين اللاجئين وهم دايرين مع "ريمي" من بلد لبلد، يبحثون عن بيت يمنحهم بعض الأمان .. وبدلا من العفريت الذي ركب ظهر السندباد، سنكتشف أن عفريتا أثقل وطأة يركب ظهورنا منذ ألف عام، اسمه الجهل والتخلف .. وسنكتشف أن الشر الحقيقي يجسده "بوش"، و"بلير"، وعدد لا يحصى من الرؤساء والقادة والزعماء المبجلين ..


سنتكشف أشياء كثيرة، وسنصدم من هول الفاجعة .. لكننا وللأسف، بعد برهة .. سنتمسح .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق