أهلا بكم

على هذه الصفحة نثير التساؤلات ،، ونفكر ،، ولا نعرف حدوداً للتوقف

آخر الأخبار

فبراير 16، 2010

رسالة إلى مسافر

لمن سأشتري وردة حمراء هذا الصباح ؟ صفعني هذا السؤال بقوة بعد أن رأيت العشاق والمحبين كلٌ يهدي الآخر باقةً من كلام ووعدا بمساء حالم .. وأنتِ تبعدين عني آلاف الأميال .. وليالٍ سيصعب عليّ عدّها .. ورغم ذلك سأشتري لك وردة وأضعها على وسادتك .. ريثما تأتين .. وسأحرسها من عبث الريح وفضول العابثين..

حبيبتي .. يا من جعلت من كل لقاءٍ عيداً للحب وموعدا مع الفرح، وإعلاناً لبدء رحلة الصعود نحو السعادة الأبدية .. سأفتقدك هذا المساء .. سأمشي على الرصيف وحيدا ..
متأبطا حلما وطيفاً من الذكريات .. سأقبض على الكلمات التي كنتِ تحكينها لي في مثل هذا الوقت من كل شتاء .. وسألتقط كل الهمسات .. وأشم عطرك الذي تركتيه أثراً باقيا على ورق الياسمين وساق السروة التي كانت تظلنا على استحياء وتحجب عنا ضوء القمر .. وسأمسك بخيوط نورك الذي نثرتيه في فضاء المدن الجميلة .. وسأحكي لنفسي عنك وعن موعدنا الأول ومقعدنا الأول .. عن ارتباك عواطفنا على رغوة الكابتشينو .. وصدى أغنية ما زالت تسحر ألحانها كل الساهرين .. سأحتفل بك بما يليق بحبنا الكبير ..

أه يا حبي الأخير .. يا وجع السنين .. يا ضحكة البيدر في مواسم الحصاد، ورقة الندى على خد الأقحوان .. آه لو أنكِ الآن معي .. لكنا الآن نعد طعام العشاء .. وصوتك يملأ المدى .. ويسد عين الشمس ليسحب من نارها جذوة، لنشوي بها حبات الكستناء ..

حبيبتي .. ستظلين حبيبتي .. نقية كضحكة طفل .. وواعدة كغمامة .. وطرية كحبة فاكهة .. ونديّة كأول الصباح .. وشهية كبيتٍ في آخر الطريق .. وسيظل حبنا أيقونة في سماء الحالمين، وعلامة فارقة في تاريخ العشق .. وبوصلة للسائلين .. فالحب في الروايات عنوانا للألم والنهايات الحزينة .. لكن روايتنا مختلفة ولا حد لنهايتها ولقدرتها على الانبعاث بعد كل رحيل .. سأهديك خلجان روحي كلها وظِلَّ أسئلتي ولهفتي ودفقات قلبي ودمع العين .. سأنتظرك .. وأعد لرجوعك اللحظات .. وحينما تأتين .. سأصنع لك ليلا بلا عتمة ونهارا بلا حر .. وسأسكب في عينيك بحرا من الأشواق .. وصحراء شاسعة تختبئ تحت كل حبة من رمالها ألف أغنية وألف موعد ولقاء ...

رام الله في 14-2-2010

هناك تعليقان (2):

  1. اخي ابو يزن الرائع:

    اعاد الله كل غائب و كل محبوب

    في الحقيقة : صفعني نفس السؤال و لكن بمرارة أكبر ، فالبعض يغيب عنا مؤقتا و لكن المرارة الكبرى أن يغيب باستمرار و تنتظر لقاءه بعد الموت فقط

    رائع ما كتبت

    ردحذف
  2. اخي ابو يزن
    اسمح لي ان اقدم لك على هذه الكلمات وردة
    ابو المجد

    ردحذف